الخرطوم: أسامة عبد الماجد: علي البصير ألقت الشرطة نهار أمس القبض على مواطن تسلّح من أحد أفراد القوات النظامية المرابطين أمام برج الفاتح، بعد أن أطلق أعيرة نارية على سيارة تتبع لرئاسة الجمهورية دون إصابة أحد بأذى. تفاصيل القصة
وتعود تفاصيل الحكاية إلى أنه وفي ظهر أمس ضجّت الخرطوم بمعلومات جعلت العاصمة في حَيرة من أمرها، فالمعلومات التي تواترت بدءًا نقلت اعتداء مسلح يدعى محمد مصطفى كان يرتدي بنطالاً وقميصاً، وهو ملتحٍ وينتعل «شبشب» ويبلغ من العمر نحو «35» عاماً وعثر بحوزته عند التحقيق معه على عدد من البطاقات منها بطاقة تحمل صفة أمين مكتبة بجامعة خرطومية ومبلغ ضخم من المال. ذلك المسلح اعتدى على عربة تتبع لرئاسة الجمهورية كانت تسير دون كنفوي، وثارت الشائعات بوقوع حرب عصابات في شارع النيل، حينها تلقى الزملاء اتصالات ورسائل عبر المحمول تباينت الآراء بشأنها. تفاصيل القصة كاملة رواها ل«الإنتباهة» سائق الأمجاد التي استقلها الجاني وأطلق أعيرة نارية من داخلها تجاه العربة الرئاسية، وقال إن مواطناً يدعى محمد مصطفى هاجم عربة تشريفة «سيرينا» تتبع لرئاسة الجمهورية فئة مرسيدس وحاول تحطيم زجاج العربة «المثلث» من جهة اليمين بواسطة سلاح آلي «كلاشنكوف» عند قدومها من اتجاه الغرب إلى الشرق بشارع النيل بالخرطوم على بعد «20» متراً غرب تقاطع الطيار مراد قبالة وزارة الداخلية مع شارع النيل وقال إن الجاني فشل في تحطيم زجاج العربة، حاول بعدها استخدام العربة الأمجاد زرقاء اللون تحمل الرقم «25998» يقودها المواطن حمزة إبراهيم السنوسي ضابط صف سابق بجهاز الأمن والمخابرات وهو الذي يروي الحكاية، محاولاً الفرار بالأمجاد والتي أفسحت المجال حينها لعبور المرسيدس التي أبطأت السرعة بالقرب من وزارة الداخلية. معركة بالنهار ويحكي صاحب الأمجاد أن معركة دارت بينه والجاني في الوقت الذي كانت العربة الأمجاد تقل مذيعة بقناة طيبة تدعى «سهام»، وأبلغ حمزة «الإنتباهة» أن المسلح استند على الباب الأيمن للأمجاد وحاول إطلاق النار بعد توقف المرسيدس أمام الأمجاد بنحو «10» أمتار وترجّل منها ملازم أول يدعى عاصم عبد المجيد حسن وضابط صف برتبة الرقيب أشهرا سلاحهما في مواجهة الجاني الذي أطلق نحو «12» طلقة في الهواء بحسب سائق الأمجاد بعد أن قاوم المسلح وبخبرته العسكرية من الأمساك بماسورة الكلاشنكوف وتوجيهها إلى أعلى خرجت على إثرها الرصاصات في الهواء دون إصابة أحد بأذى. ويروي حمزة أن فريق التأمين المرابط بجوار وزارة الداخلية على مقربة من الحادثة قد انتشر في المكان قبل أن يأمره الملازم أول عاصم بعدم إطلاق النار بعد أن أظهر صاحب الأمجاد إشارة الاستسلام، وكان لحظتها قد تخلّص من حزام الأمان ودفع الجاني على الأرض يمين العربة وقفز إلى شمال عربته وقام في الأثناء بسحب المذيعة من داخل الأمجاد وألقاها أرضاً وارتمى بجانبها بحسب إفادته وتأكيدات شهود عيان. القبض على الجاني يروي حمزة ل«الإنتباهة» أنه تم تبادل لإطلاق النار اخترقت على إثره رصاصتين العربة الأمجاد في ذات مكان كرسى القيادة ومن جهة اليمين حيث كانت تجلس المذيعة وأحدث أطلاق الجاني لأعيرة نارية حالة من الذعر والفوضى في شارع النيل حيث روى شهود عيان ل « الإنتباهة» ترجُّل بعض أصحاب السيارات وفرارهم وتعرُّض آخرين لحالة هستيرية فيما لم يصب أحد بأذى. احتواء الموقف وأكد شهود عيان ل «الإنتباهة» أن الطريقة التي تعامل بها صاحب الأمجاد حمزة مع الموقف أسهمت كثيرًا في تهدئة الوضع بعد أن طلب من الضابط الذي يتبع لرئاسة الجمهورية بعدم إطلاق النار. وأكدت مصادر أن الجاني حصل على السلاح من أحد أفراد القوات النظامية بفريق تأمين فندق برج الفاتح «الثورة» بشارع النيل واستقل عربة لاندكروزر تخص معتمد شيكان بولاية شمال كردفان أرغم سائقها بالترجُّل للحاق بالعربة الرئاسية قبل أن يضطره الزحام لمغادرتها. بيان الشرطة وكان المكتب الصحفي للشرطة قد أصدر بياناً أكد فيه أن قوات الشرطة ألقت القبض على المتهم وقال البيان إن المتهم في العقد الثالث من عمره وخريج جامعي قام بالاستيلاء على سلاح أحد أفراد الحراسة ببرج الفاتح بالخرطوم حيث تمكنت الشرطة من السيطرة عليه في دقائق معدودة. وقالت الشرطة في بيانها إنه تم العثور على بعض المتعلقات مع المتهم من بينها بطاقة علاجية من الطب النفسي حيث اتخذت الشرطة الإجراءات القانونية لمعرفة ملابسات الحادث.