عندما جاءت الإنقاذ عملت في بدايتها على تنظيم وترقية سلوك العاملين في البصات العامة من سائقين ومحصلين وإلحاقهم في دورات تدريبية وفق رؤية تأصيلية في التعامل مع الجماهير من مستخدمي تلك البصات إلى جانب الاستعانة بسائقين ذوي مقدرات عالية.. ولكن بعد وصول البصات الجديدة ذات اللون الأخضر لمحاولة ترقية عاصمة السودان في استخدام المركبات العامة، هذا التطور لم يواكبه الاهتمام باختيار الكفاءات لإدارة هذا المرفق الهام .فنحن أمام حادثة أدت لوفاة المواطنة /ثريا عبد الله محمد صالح «47» عامًا ربة منزل بعد أن دهسها احد بصات مواصلات ولاية الخرطوم مساء الخميس 28/6 في منطقة القوز قرب وزارة الثروة الحيوانية عند قيادة السائق «أ . أ . ق» لأحد البصات من اتجاه الشرق وهو فارغ من الركاب ليتم فتح بلاغ بالرقم «4391/2012» بقسم مرور الخرطومجنوب تحت المواد القيادة بإهمال والتسبب في الموت والأذى الجسيم. لتقوم أسرة مستشفى بست كير الخاص بمحاولة إسعاف المرحومة إلا أنها فارقت الحياة في الحال ووُوري جثمانها بمسقط رأسها بمدينة ودمدني. رغم كل تلك الأحداث من وفاة مواطن وليس أحد الحيوانات الهائمة في الطرقات لم تكلف إدارة شركة مواصلات ولاية الخرطوم نفسها أن ترسل وفداً ليقدم واجب العزاء في المتوفاة، بل اتصل مدير الشركة وهو من أبناء الجزيرة ومدينة ودمدني متسائلاً عن وفده المزعوم وهل وصل لسرادق العزاء بل تم الاهتمام بإطلاق السائق وتكملة الإجراءات بواسطة المستشار القانوني للشركة لصيانة البص حتى يعود للعمل.. الجدير بالذكر أن وفد مستشفى بست كير رافق الجثمان رغم أن لا علاقة له بالحادث مما يؤكد إنسانية أطباء هذا المستشفى الخاص. «زووم» اتصلت بمدير الإعلام والعلاقات العامة سيد الجزولي لتستفسره عن سلوك الشركة الغريب عن شيم السودانيين فأمن على هذا الوصف وبعد أن اجرى عدة اتصالات أفادنا بأن موظفين من الشركة أحدهما عميد «م» مسؤول عن الحوادث والآخر مدير إدارة رافقا الجثمان وقد اتصلت إدارة الشركة بزوج المتوفاة المصري وشقيقها لأداء العزاء ووعدنا سيد بإرسال وفد آخر مطلع الأسبوع المقبل.