عمر سليمان.. رحل قبل أن يفتح صندوق الأسرار المثنى عبدالقادر توفي أمس رئيس جهاز المخابرات المصري السابق عمر سليمان في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن عمر يناهز «76» عاماً، حيث كان يخضع لفحوصات طبية. وقال مساعد سليمان حسين كمال لرويترز: «كان بخير، وحدث هذا فجأة وقد كان يخضع لفحوصات طبية» دون أن يعطي سبباً لوفاة سليمان. وأكد مسؤول رفيع في المخابرات المصرية، طلب عدم نشر اسمه، أنه تحدث مع صهر سليمان الذي أكد وفاته. كعادة أعمال التغطيات الصحفية أجريت أول حوار لصحيفة سودانية مع مدير المخابرات المصري السابق الراحل عمر سليمان بمطار الخرطوم قبل سنوات ، وكان الحوار متعلقا بالقضية الفلسطينية والعلاقات مع السودان ، وفي بداية الحوار وعندما طلبت منه أن يقبل أسلئتى ، رد على وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأنه لايوجد مدير مخابرات بالعالم يصرح لصحيفة ، عندها خرج اللواء الراحل عن صمته وقال لى باللهجة المصرية (حا رد عليك عايز تعرف ايه) ، قدمت بعض الأسئلة، وركب طائرته عائداً لبلاده. وكانت تلك الزيارة الأخيرة المعلنة له للسودان ، وحتى وفاته بالأمس لا يعلم أحد ما وراء تلك الشخصية و الأسرار التى يحملها والتى بالتأكيد ستكون بالأطنان، خاصة عن فترة النظام السابق والأوضاع بالمنطقة العربية والأفريقية والعالمية . وفي السياق ذاته سوف تشيع مصر اليوم (الجمعة) مدير مخابراتها السابق اللواء عمر سليمان الذي وضعته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية فى العدد الصادر بتاريخ 20 يوليو 2009 على رأس قائمة أقوى خمس شخصيات إستخباراتية في منطقة الشرق الأوسط ، حيث اعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر على ، أن جنازة عمر سليمان عسكرية، وذلك وفق البروتوكولات العسكرية ، وأضاف على أن رئاسة الجمهورية أرسلت برقية عزاء إلى أسرة الراحل عمر سليمان، وستوفد مندوباً لحضور العزاء ، وستقام الجنازة عقب صلاة الجمعة اليوم فى مسجد آل رشدان ، بعد أن وصل جثمانه فى الساعة الثامنة مساءً أمس من الولاياتالمتحدة برفقة اثنتين من كريماته. بدوره أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، عن حزنه لوفاة نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان ، حيث قدم مشعل العزاء إلى الرئيس محمد مرسى، مُعلقاً على وفاة عمر سليمان، بقوله: على الرغم من أنه كانت هناك إتفاقات وإختلافات في وجهات النظر بين حماس واللواء عمر سليمان، إلا أن الرجل يبقى مسئولاً مصرياً وطنيا أدى دوره وفقا لطبيعة وظيفته . من جانبها أعلنت السفارة المصرية في واشنطن في بيان أصدرته أنها أُخطرت صباح أمس، من قبل ذوي عمر سليمان، بأنه قد وافته المنية ، وذلك بمستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، الذي كان يُعالج فيها، وأن سبب الوفاة كان مرضا وراثيا في الدم، تم إكتشافه خلال الأيام الماضية، أثناء الفحوصات التي كان يجريها بالمستشفى. تلقى عمر محمود سليمان تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة، وفي العام 1954 انضم للقوات المسلحة المصرية، ومن بعد ذلك تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالإتحاد السوفيتي.وفي ثمانينات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالريوس بالعلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، و هو حاصل أيضا على الماجستير بالعلوم العسكرية.وفي عمله بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفي 22 يناير 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.وخلال عمله رئيسا للمخابرات العامة تولى عمر سليمان أيضا ملف القضية الفلسطينية بتكليف من الرئيس السابق حسني مبارك, وقام بجزء من الوساطة في صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كانت حركة حماس قد أسرته, والهدنة بين حماس وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, كما أنه قام بمهام دبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.وفي أعقاب إندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 تولى سليمان منصب نائب رئيس جمهورية مصر العربية في 29 يناير وحتى تنحي مبارك في 11 فبراير 2011 وخلال فترة توليه منصب نائب الرئيس تعرض اللواء عمر سليمان إلى محاولة إغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص. وفي 6 أبريل 2012 أعلن سليمان ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية قبل يومين من غلق باب الترشيح نزولا على رغبة مؤيديه، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 أبريل استبعاده لعدم استيفائه أحد شروط الترشح.وقد حصل اللواء عمر سليمان على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات, منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية, ونوط الواجب من الطبقة الثانية, وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة, ونوط الواجب من الطبقة الأولى, ونوط الخدمة الممتازة.