دعت الدكتورة ست البنات خالد اختصاصي أمراض النساء والتوليد والمحاضر بجامعة الخرطوم الى ضرورة الاستفادة من شهر رمضان بالتخلص من سموم الجسم، وكشفت عن جملة من الفوائد الصحية لهذه العبادة الخاصة كما نوهت في حوارها مع «فقه ومقاصد» لأمور مهمة تتعلق بصيام الحوامل والمرضعات ومصابي الامراض المزمنة لمعرفتها تابعوا هذا الحوار في حلقته الثانية. * فلنواصل الحديث حول ابحاث الصيام والصحة العامة؟ أثبتت الأبحاث أن الصيام يساعد على خفض نسبة السكر بسبب استعادة غدة البنكرياس لنشاطها أثناء فترة الصوم وذلك يعد علاجًا فعالاً لمرض السكر غير المعتمد على الإنسولين وتؤكد الدراسات أن الصوم يساعد على خفض مستوى الدهون والكوليسترول مما يقي الجسم من أمراض القلب والشرايين. ما هي مكونات الغذاء المثالي خلال رمضان؟ - حتى يوصف غذاؤك بأنه صحي، فلا بد أن تجتمع به عدة شروط، ألا وهي: اكتمال عناصره الغذائية بحسب السن والجنس والحالة الفسيولوجية، وأن يكون متنوعًا فاتحًا للشهية ومقبول الشكل، كما أن خلوَّه من أي ملوثات كيميائية أو بيولوجية أمر أساسي لسلامة الغذاء وصحته. وبذلك تظهر علامات صحية عليك تدل على تناولك لهذا الغذاء المتوازن. وحتى تضمن الحصول على احتياجاتك الأساسية من العناصر الغذائية نقسم لك الأطعمة إلى ثلاث مجموعات بحسب محتواها من العناصر الغذائية ووظيفتها: فالمجموعة الأولى «أطعمة الطاقة»: وهي التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط والحيوية، مثل: الحبوب بأنواعها ومنتجاتها - الدرنات - السكريات - الدهون الحيوانية والنباتية. المجموعة الثانية «أطعمة البناء»: وهي المختصة بالنمو وتجديد خلايا الجسم، وهي مصادر البروتين الحيواني والنباتي. المجموعة الثالثة «أطعمة الوقاية»: وهي كالخضراوات والفواكه والعصائر، وهي مصادر الفيتامينات والأملاح المعدنية، وهي ضرورية في الوقاية من الأمراض وزيادة مقاومة الجسم. وعليك الآن أن تختار عند عمل وجبة غذائية صنفًا واحدًا على الأقل من كل مجموعة من الثلاث السابقة حتى تكوِّن وجبة غذائية متزنة. * إذا كان المريض يتناول أدوية ولكنه يستطيع الصيام هل يمكنه تناول الأدوية بعد الإفطار؟ - فى بعض حالات الأمراض يجب على المريض اتباع زمن محدد لتناول الدواء مما يستدعى الفطر ولكن يمكن فى كثير من الأمراض أن يتغير مواعيد تناول الدواء دون التأثير على صحة المريض. * المرأة الحامل ... فى اى الشهور تستطيع الصوم ؟ ومتى يجب عليها الإفطار من الناحية الطبية؟ ينبغي للحامل والمرضع استشارة الطبيب قبل أن تقرر الصوم أو الإفطار، وعموماً هى تستطيع الصوم فى كل مراحل الحمل إلا أن تكون هنالك حالة تستدعى فطرها مثل حالات الانيميا الحادة او ان تصاب ببعض الأمراض او الالتهابات مع الحمل او الاصابة بمرض السكري مع الحمل خصوصَا اذا كانت تعالجه بواسطة حقن الانسولين او حسب احساسها و خوفها على جنينها فإذا سمح لها بالصيام فينبغي لها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار، وتوزيع طعام الإفطار المعتدل إلى وجبتين : الأولى عند الإفطار، والباقي بعد أربع ساعات. كما تنصح بتأخير وجبة السحور، والإكثار من اللبن الزبادي، والإقلال من الطعام الدسم والحلويات. أما المرضع ، فإن صامت فيجب أن توفر للمولود كمية إضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية. كما ينبغي أن تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور . فإذا ما شعرت بالتعب والإرهاق فعليها استشارة الطبيب. * بماذا توصين مرضى القلب والسكرى والكلى خلال رمضان؟ إذا قرر الطبيب أنه بإمكان مريض السكر الصيام، فينبغي للمريض الالتزام بوصايا الطبيب، والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له. وتقسم هذه الكمية إلى ثلاثة أجزاء متساوية، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحور. ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب. وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبًا. أما مرضى الكلى الذين ليس لديهم حصيات كلوية فلا داعي للقلق في رمضان. أما إذا كانت لديهم حصيات، أو تجربة تكرر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءًا إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية. ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة. ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج، وعمومًا ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار، كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها.