ايام معدودة تبقت للذكرى الثالثة عشرة للمفاصلة الشهيرة التى حدثت فى الحركة الإسلامية فى السودان اذ نتج عنها حزبا الوطنى والشعبي، ومنذ تلك المفاصلة والحزبان فى حالة من الخلاف وعدم الاتفاق وصلت الى قطيعة تبدو ملامح نهايتها غير واضحة على الرغم من محاولات عديدة على مستوى القيادات من حزب المؤتمر الوطنى لردم الفجوة التى حدثت بين الحزبين الا ان الشعبى ظل متمنعًا عن اي حديث او حوار مع الوطني لتخرج هذه المبادارت الداخلية دون ان تحقق ما تنشده فكانت عدد من المبادرات طرحت على مستوى الداخل وكانت على مستوى الأفراد ومن قبل قادة الأحزاب في لمّ الشمل بين الحزبين الكبيرين وكان تقوم من قبل افراد داخل الوطني والشعبي معًا فكانت هنالك مبادرات آخرها من عضو البرلمان الدكتور عباس الخضر ولكنها لم تكن ثنائية بل جمعت بقية الأحزاب وذلك ما اكده الخضر خلال حديثه ل«الانتباهة» مؤكدًا ان مبادرتهم فى الوطنى شملت كذلك بقية الاحزاب كحزب الامة القومى والاخوان المسلمون ومنبر السلام العادل، وكذلك المؤتمر الشعبي ومازلنا نطرح هذه المبادرات والى الآن فى مرحلة الحوار المشترك بين كافة القوى السياسية ويضيف ان هذه المبادرة من هذه الدول تعبير عن حسن نية لجمع واصلاح النفوس بين الحزبين للوصول الى الحوار. مبادرة دول الربيع العربى «مصر وتونس وليببيا» بحسب عضو المكتب السياسي بالوطنى جاءت نتيجة لمبادرات وحراك داخلي بين الحزبين ابرزها المبادرات التى قدمها شباب الحزبين فى وقت سابق وعلى الرغم من انها تعتبر الأولى من نوعها كمبادرة خارجية من دول عربية شقيقة الا انها هي الأخرى نفى المؤتمر الشعبى ان يكون قد وصله بشأنها شيء حيث ظل النفى والرفض موقفًا ثابتًا للشعبي تجاه أي مبادرة للم شمل الحزبين فبالأمس وقبل ان ترى هذه المبادرة النور وقبل ان يظهر ما ستحمله من مقترحات علها تسهم فى عودة الوفاق بين الحزبين سارع المؤتمر الشعبى ونفى بشكل قاطع وجود اي مباردة لتوحيد المؤتمر الشعبي والوطني تقودها مصر وليبيا وتونس، وقال انه لا يوجد اي لقاء مرتقب بين د. حسن الترابي والرئيس البشير، وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي بالانابة د.امين عبد الرازق في تصريح صحفي ان قضايا الخلاف بين الشعبي والوطني ما تزال قائمة ولا يوجد اي تقارب فكري او سياسي بين الحزبين وان القضايا الخلافية ازدادت تعقيدًا في الوقت الحالي.. واكد مضي حزبه قدمًا في انفاذ قرار القيادة بالعمل والترتيب لإسقاط النظام لأن حكومة المؤتمر الوطني فقدت اهليتها في قيادة البلاد بفشلها الذريع في كل المجالات. لم تكن الردود السلبية تجاه المبادرة حصرية هذه المرة على الشعبي فقط بل جاءت من قبل المؤتمر الوطني الذي كان هناك اعتقاد سائد بأنه ربما كانت قياداته اكثر لينًا وشوقًا لإعادة اللحمة بين الجانبين حيث اكد القيادي في الحزب محمد الحسن الأمين استحالة التئام شمل الإسلاميين في الوقت الراهن واشار الى ان المبادرة لن تخرج عن كونها نداءات طيبة. وقد سبقت مبادرة دول الربيع العربي بأيام لقاءات المجاهدين شهدها وشارك فيها عدد من القيادات الشابة من الشعبى والوطنى فسرت بانها ربما ستقود الى فتح حوار بين الحزبين خاصة وانهم اجتمعوا متجردين الا برباط الجهاد والايمان وذلك بحسب الدكتور عباس الخضر خلال حديثه ل«الانتباهة» الا ان الشعبى فى تصريحات نائب امينه السياسي اعتبر ان لقاءات المجاهدين مجرد لقاءات فردية اجتماعية وعاطفية مؤكدًا مضي الشعبي مع قوى الإجماع الوطني وفصائل ثورة الشعب السوداني حتى اسقاط النظام. ويبدو ان المبادرة بهذه التصريحات ربما اراد الحزبان ان يضعا لها النهاية قبل ان تبدأ على الرغم من علاقة زعيم الشعبى الدكتور الترابى بالإخوان المسلمين فى مصر وتشابه التوجه والأفكار لدى الإسلاميين فى تونس وليبيا، الأمر الذى طرح تساؤلات حول مدى نجاحها من فشلها ولكن موقف الشعبي الأخير يبدو أنه وضع نهاية لأى مبادرة سواء من الداخل أو الخارج ليقفل الباب والحديث عن أي مبادرة أو حوار مع الوطني.. إذًا يبقى موقف الشعبى الرافض لفكرة أي حوار او مبادرة للصلح مع المؤتمر الوطني الذي ظل يدعو للحوار فهل سيكتفي الوطني من طرح المبادرات ام سيواصل الدعوة الى فتح حوار مع اصرار الشعبي على موقفه الرافض فكرة مبدأ الحوار مع الوطني الا بعد إسقاط النظام.