لدى سماع نبأ وفاة رجل المخابرات المصرية القوي ابان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك اللواء عمر سليمان قفذت الى الأذهان مباشرة تلك الصورة التي حملتها الأسافير الالكترونية وهي تجمع بين اللواء سليمان والفريق صلاح عبدالله قوش مدير جهاز الأمن السوداني السابق وهي صورة كانت مثيرة للجدل من حيث انها حملت دلالات وتعابير يحمل لها كل من يراها تفسيرًا حيث التقى الرجلان كثيرًا بحكم رئاسة كل منهما لجهاز المخابرات في بلده في فترة كانت حبلى بالكثير من المتغيرات المحلية والعالمية وعلى صعيد السياسة الدولية وتكالب اجهزة المخابرات العالمية على المنطقة الامر الذي كان يقتضي اليقظة والحذر والتعاون في كثير من الاوقات بين اجهزة المخابرات خاصة بين جهازي المخابرات السوداني والمصري في تلك المرحلة التي شهد فيها السودان تكالبًا وعداء كبيرين شارك فيهما النظام المصري السابق بكثير من الخبث. الصورة التي جمعت سليمان وقوش اظهرت الأخير وهو يضع يده على فمه في حالة استتناط شديد وحذر لما يدلى به عمر سليمان وباعلان وفاته امس الاول تكاثرت وتكاثفت الاسئلة حيرى عن رحيل الكثير من المعلومات المهمة التي اكتنزت بها حقيبة الأسرار التي كان سليمان امينًا عليها وشاهدًا اساسيًا عن ما كان يجري في المنطقة بجانب انه كان حسب وصف الكثيرين له رجل الظل لمبارك وحقيبة اسراره حيث كان يشكل عيون وآذان مبارك. اعلان وفاته امس الأول كان وفي بدايته مثيرًا للجدل في مصر ايضًا بين حقيقة ذاك النبأ من عدمه وطبيعة الوفاة حيث دعا الكثيرون الى التحقيق في كيفية وفاته هل كانت طبيعية ام مدبرة حيث طالب الدكتور طارق الزمر المتحدث باسم الجماعة الإسلامية بالتثبت من حقيقة وفاة رجل المخابرات اللواء عمر سليمان وشدد على ضرورة الكشف عما إذا كانت هذه الوفاة حقيقية طبيعية أم أنها محاولة للإفلات من المحاكمات التى تنتظره، أم أنها تمت للتخلص التام من خزينة الأسرار التى يحملها خصوصًًا وقد كان ركنًا لنظام نسق ونظم وتعاون مع دول أجنبية بما يضر بمصالح الشعب المصري وشعوب أخرى مجاورة. وهذه الشعوب الأخرى المجاورة بالطبع من بينها السودان خاصة وان المخابرات المصرية في عهد مبارك ساهمت كثيرًا في تعطيل محاولات السلام في دارفور وولغت هي والمخابرات الليبية في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي في كثير من قضاياه في السر والعلن. وعلى الرغم من وجود اطراف عديدة شاهدة على مرحلة تولي عمر سليمان لحقيبة الامن والمخابرات في مصر لكنها تبقى اطراف لا تمسك بكل خيوط اللعبة التي كانا يديرانها مع مبارك وبالتأكيد صدر الرجل وعقله كانا يحفظان كثيرًا من تلك الخيوط والمعلومات وخزانة الأسرار وبرحيل الرجل تفقد المنطقة شاهدًا آخر على ما كان يدور في اهم مراحلها بعد رحيل معمر القذافي.