إن زوجتي تساعد في نفقات البيت.. ولكن هل يعني ذلك أن تتصور أنها أصبحت وحدها صاحبة الكلمة في البيت؟ دائماً تقول أنا أصرف أنا أريد.. أنا قررت.. وتنسى تمامًا وجودي كصاحب حق في إبداء الرأي، وفى تقرير شؤون الأسرة.. ولا تكتفي بذلك إذ لا يحلو لها أن تستعرض أفضالها على الأسرة التي هي أسرتنا أنا وهي وأطفالنا.. إلا أمام الضيوف كل شيء طيب في بيتنا وفي حياتنا الزوجية.. وبالنظر لرواية زوج آخر.. قال: كنت أكثر الناس سعادة وزهوًا بما وصلت إليه زوجتي في عملها حتى بدأت هي بتصرفاتها تدفعني إلى بغض هذا الوضع الذي جعلها تتعالى عليّ وتحطم بالتالي معنوياتي.. ذلك أنها لا تنسى أبدا خلال ساعات وجودها في البيت إنها الست «المديرة» مديرة إحدى المدارس كل كلامها عن السلطات الممنوحة لها ومع كل كلمة تنطق ملامحها بالزهو الذي يصل حد الغرور ثم بالرثاء وهي ترمقني قائلة «عقبالك». وميدان العمل من أهم الميادين التي يلتقي فيها الرجال والنساء.. وقد ولد هذا الاختلاط علاقات على مستويات مختلفة وأصبح مجالاً لاختيار كل من الجنسين شريك حياته.. إذن كيف يرى الرجل زميلته وبم يحكم عليها؟؟ في هذا الإطار سألت شابًا يعمل في ميدان يكثر فيه وجود المرأة.. سألته عما يلفت نظره في المرأة عمومًا كمحك لاختيارها فيما بعد شريكة لحياته.. أجاب دون إبطاء.. الجمال والجاذبية.. فالمرأة إذا لم تعجبني شكلاً لا يمكن أن أهتم بها بعد ذلك.. ويبدو أنني لم أستطع السيطرة على إحساسي بالاستنكار فأرتسم التعبير واضحًا على ملامحي.. وفي الحال استطرد الشاب يقول.. إنني أعتبر جمال المرأة جزءًا من ميزاتها العقلية التي تنبئ عن تكامل شخصيتها.. ذلك أن الجمال فى عقيدتي ليس هو الملامح المتناسقة أو الأهداب الطويلة ولكنه كيفية استغلال ما وهبته الطبيعة من إثارة للإعجاب.. إن المرأة ذات الذكاء الأنثوي هي التي تعرف كيف تلعب الدور بإتقان.وبدأت بعد سماع الكثيرين أفهم وجهة نظر بعض الرجال وبما فيهم أنا في المرأة العاملة.. أنهم يتهمونها بأنها من حيث المظهر واحدة من اثنين إما مسترجلة تضع النظارة الطبية على عينيها وتصفف شعرها في إهمال وتأتي إلى العمل بوجه متعب وبثوب يبدو أنه أول ما امتدت إليه يدها في الصباح وهي تستعد للانصراف على عجل.. وإما متبهرجة لا تفرق بين مكان العمل وحفلة ساهرة.. الشعر المنسدل على الأكتاف أو الباروكة العالية والأثواب ذات الألوان الزاهية والخطوط التي لا تلائم طبيعة العمل. وقد لفت نظري من الأقوال التي سمعتها من معشرنا نحن الرجال أنهم يضعون أهمية كبيرة على مظهر المرأة باعتباره عنوانًا لشخصيتها ومدخلاً أمام عواطفهم.. بل قد صارحني أحد الإخوة بقوله.. الناحية الثقافية في المرأة تجذبني إلا إذا ارتاحت نفسي للناحية الشكلية.. لا أقصد أن تكون المرأة في جمال نجوم السينما ولا اشترط أن تكون طويلة أو قصيرة بل لا تهمني السن على الإطلاق.. وقد تجذبني امرأة تكبرني، وقد لا أطيق فتاة في عمر الزهور.. فالعمر مسألة ثانوية.. ولكني أعني المظهر المتناسق الذي ينشرح له الصدر. إذن هنالك بعض الرجال يتهمون المرأة العاملة بأنها لا تحسن اختيار المظهر الذي تبدو فيه في أماكن العمل.. أحيانا تلغي أنوثتها وتتصور أنها بذلك تكتسب الاحترام وهذا ما لا يعجب زملاءها وأحيانًا أخرى تلجأ إلى التبرج كطريقة لجذب الانتباه مما يثير استنكار من حولها. اتهام آخر للمرأة العاملة وهو أنها كثيرًا ما تستغرقها مشكلاتها الخاصة فتعيش فيها حتى خلال ساعات العمل وتحاول أن تشرك في حلها كل من حولها.. ومدى إنتاجها يتوقف إلى حد كبير على ظروف حياتها الخاصة فإذا كانت على وفاق مع الزوج أقبلت على العمل بروح عالية.. أما إذا كان هناك خصام أو هجر فهي عاجزة تمامًا عن أداء واجبها.. ومعشر الرجال يؤكدون أن ذلك عكس ما يحدث في عالمهم إذ هم ينكبون على العمل أكثر في حالات الأسى والضيق أو العذاب مؤمنين أن العمل هو العوض عن كل هدف صغير قد يتعثر أو يتحطم.. فالسؤال يا ترى ما هو رأي المرأة العاملة في ذلك؟.