فيصل سليمان الفاضل من أبناء الجموعية السمرة حاج الطاهر من محلية أم درمان، يعمل اختصاصي توظيف بالشركة السعودية للطباعة والتغليف، شاعر غنائي له العديد من الأغاني، ورئيس جمعية أبناء العسال الخيرية والمنسق الإعلامي لجمعية أبناء منطقة الموردة بالرياض المشرف العام على منتدى أبناء أم درمان الثقافي بالرياض عضو جمعية الإعلاميين السودانيين بالمملكة العربية السعودية، (نافذة مهاجر) التقته في حديث الغربة والشجون.. ٭٭ ما هي أسباب هجرتك؟ كان السبب وراء هجرتي من أجل تحسين الأوضاع الذاتية الاقتصادية حيث إنني كنت وقتها في بداية حياتي العملية ولم يكن الراتب يكفي لمقابلة تكاليف الحياة ناهيك عن التوفير كشاب وقتها يطمح في بناء مستقبله وتأسيس منزل وزواج، فرأينا في الهجرة وسيلة لتحقيق تلك الطموحات. ٭٭ هل للغربة دور في إثراء ملكة الشعر لديك؟ الغربة تعني الفراق، والفراق يولد الحنين، الحنين إلى الوطن، الأهل، الاتراب، الحبايب، الذكريات القديمة بحلوها ومرها، ويتحول الحنين إلى شوق وهذه الظاهرة الإنسانية (الشوق) ترتبط بالشاعر ارتباطًا وثيقاً؛ لأنها كثيرًا ما تستّعر في خلجات الوجدان فيتنفسها شعرًا، وبكل تأكيد أثرت الغربة في إثراء ملكتي الشعرية وجعلتها أكثر حساسية ووجود وتجاوبًا مع كثير من الوقائع والأحداث خاصة تلك التي ترتبط بالوطن، وأرى أن الغربة في مجمل تجربتي الشعرية قد مالت بمواضيعي ومفرداتي إلى الحزن في كثير من الأحيان. ٭٭ هل لديك دواوين مطبوعة؟ نعم لدي ديوان شعر مطبوع باسم (بلدي الفوت) تمت طباعته في العام «2005م» معظمه قصائد وطنية وديوان آخر مجاز (تحت الطبع) يحمل اسم (بجافيك).. ٭٭ ما هي ملاحظاتك على المواد المقدمة في صفحة المهاجر؟ استطاعت أن تجذب إليها الكثير من القراء في الوقت القصير لتنوعها من حوارات وتغطيات وأخبار، وهي بكل تأكيد لسان حال المغترب في المهجر.. نتمنى لها المزيد من النجاحات.. وأتمنى لو تغطي المغتربين في جميع أنحاء المعمورة.. كما أتمنى لجريدة (الإنتباهة) دوام التفوق.. ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكِ أختي هناء عز الدين على هذا اللقاء.. ٭٭ ما هو رأيك في المغترب السوداني؟ المغترب السوداني كان وما زال رغم بعض الهنات البسيطة التي ظهرت على السطح في السنوات الأخيرة.. لكن يظل هو خير عنوان وخير سفير لبلده في المهجر.. محافظاً على عاداته وقيمه السودانية الأصيلة من سماحة في الأخلاق وطيبة في التعاون مع الآخرين وكبرياء وعزة نفس وصون أمانة وخبرة جيدة وتفانٍ في العمل مما أهله لنيل ثقة الآخرين واحترامهم.. مع هذه الإيجابيات هناك بعض السلبيات أتمنى أن تعالج وهي لا ترتبط بالمغترب بالسوداني وحسب بل بالإنسان السوداني ككل.. وأقولها صراحة عدم احترامنا للوقت واحد من السلبيات.. وعدم إجادتنا تقديم أنفسنا للآخرين بالصورة المثلى أيضًا من السلبيات.. وعدم تحديد هدف وسقف زمني للاغتراب يعني عدم وجود خطة زمنية لتحديد سنوات الاغتراب هي أيضًا من سلبيات المغترب السوداني.. ٭٭ ما هي سليبات الغربة وإيجابياتها بنظرك؟ من وجهة نظري الشخصية وبناء على تجربتي مع الغربة أعتقد أن سلبياتها تكمن في ما يعانيه الإنسان من بعده عن الوطن بما فيه، وابتعاده لحين عن أشيائه الجميلة، كما أن المغتربين الذين لديهم أبناء نشأوا أو ترعرعوا في بلاد الغربة كثيرًا ما يعانون من تأثر أبنائهم بثقافات أخرى وضعف الانتماء إلى الوطن لدى هؤلاء الأبناء، وافتقارهم للمعرفة الجيدة بتفاصيل الوطن، وكشاعر غنائي ربما اثرت الغربة في ظهوري بأجهزة الإعلام وقلة الأعمال الفنية، فكما للغربة سلبيات فلها بكل تأكيد إيجابيات، منها إحساس الشخص بقيمة الوطن والأهل، وقد علمتني بصراحة إدراك قيمة الزمن والاعتماد على النفس والصبر والمثابرة وأتاحت لي فرصة التعرف على عادات وثقافات الكثير من الشعوب.