الشاعر يوسف محمد احمد الحداد من أبناء الولاية الشمالية منطقة ناوأ وهو احد شعراء بلادي في المهجر واحد مؤسسي الرابطة السودانية للثقافة والفنون ونائب رئيس لجنة الشعر سابقًا بالرياض وأمين الثقافة برابطة دنقلا الكبرى وناشط بمنتديات الاربعائية الأسبوعية بمدينة جدة واحد القيادات البارزة في مجال العمل العام و التقته «الانتباهة» عبر زاوية حصاد الغربة ليحدثنا عن تجربته في المهجر متى بدأت هجرتك وما الدوافع التي قادتك لذلك؟ بدأت هجرتي للمملكة العربية السعودية منذ أكثر من ثلاثين عامًا ومثلي ومثل أي شاب طموح أراد أن يرتب أوضاعة ويبني مستقبلاً يحلم به في ظل الظروف الاقتصادية التي كانت تمر به في السودان ومن هنا جاء مشروع الهجرة. الغربة ماذا أخذت منك وماذا أضافت لك؟ الغربة لا تعطي مثلما تأخذ منك والاغتراب إن طالت المدة أو قصرت فهي محسوبة على المغترب، والبعد عن الوطن والأهل في حد ذاته مؤثر وموقف سلبي جدًا.. وبكل تأكيد هذا كان خصمًا على في عدم الظهور في الساحة الفنية بالقدر المطلوب، ومن جانب آخر الغربة سبب رئيس للمعاناة والمعاناة تولد الإبداع، وهذا يحسب من الايجابيات. ومن زاوية أخرى لقد أتاحت لي فرصة الاغتراب اللقاء بالآخرين وخاصة الإخوة السودانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى مما أتاح لي فرصة جيدة للتعامل مع الكثيرين من المبدعين والمطربين. ذخر السنين إحدى دواوينك الشعرية وماذا بعد ذلك ؟ يعتبر «ذخر السنين» أول ديوان شعر وبحمد الله وجد قبولاً كبيرًا ثم أصدرت بعدها ديوان شعر باسم شديرات الطريق ثم أمونه بنت العسكري وهذه قصيدة مطولة وقريبًا هنالك مجموعة أعمال أخرى ستصدر قريبًا كتبت العديد من المرثيات ألا يضايقك إذا قيل لك انك شاعر مرثيات؟ الشعر هو الشعر إن كان مرثية أو هجاء أو مدحًا وكان للوالدة نصيب الأسد من تلك المرثيات وكان آخر تلك المرثيات في احد أعلام بلادي الفقيد سيد احمد الحردلو ويأرب تكون آخر المرثيات. ما هو دوركم كشعراء في نشر الثقافة السودانية في المهجر؟ لدينا العديد من الكيانات التي تهتم بالفنون والثقافة السودانية واذكر منها الرابطة السودانية للثقافة والفنون بالرياض ويضم تلك الكيانات العديد من المبدعين من الشعراء والمطربين وكتاب الدراما والمسرح وتعج الساحة السودانية بالعديد من تلك الأنشطة بجانب المنافذ الإعلامية المتعددة واذكر منها صحيفة الجزيرة السعودية والتي خصصت صفحة استراحة الأسبوع للأقلام السودانية واستطعنا إن نوضح عبرها للقاري غير السوداني شرح بعض المفردات ومخارج الكلام وعكس الثقافة والشعر السوداني عبرت تلك المساحة. وأنت الآن بمدينة جدة ما هو تقييمك للحراك الثقافي السوداني؟ وهنالك الكثير من المغالطات وخلط الأوراق وربما تعتقد بأن هذا الزخم من المنتديات والاحتفالات المتعددة لها إسهاماتها ومعطياتها الفكرية ولكن في اعتقادي أن هذا الزخم لا يتعدى سوى كونه مجرد تفريج هم ويجب على المنتديات والكيانات المتخصصة أن تتحمل مسؤوليتها وتدرك الدور المرمي على عاتقها من مساهمات فكرية ومشاركات جادة لعكس ونشر الثقافة والفنون السودانية وهذا لا يعني أن الساحة فارغة تمامًا ولكن هنالك بعض المنتديات واذكر منهم منتدى الاربعائية والذي يضم مجموعة من المبدعين والشعراء وكتاب الدراما والمسرح لهم أطروحات أدبية وفكرية حول كثير من المواضيع المطروحة في الساحة وهو يؤسس لمد جسر يربط بينه وبين الجهات المعنية. العودة حلم كل مغترب أين أنت منه؟ بكل تأكيد العودة حلم يظل حاضرًا لحين تحقيقه ونسأل الله أن يرد غربتنا سالمين. كلمة أخيرة شكرًا لصحيفة «الانتباهة» منبر كل السودانيين والقارئ بكل تأكيد يحتاج لمثل هذه الصحيفة والتي اتسمت بالصراحة والوضوح خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن مما جعلها الصحيفة الأولى في الداخل والخارج ووجدت قبولاً متميزًا وابتهاجًا بصدورها هنا لتكون جسرًا للتلاقي مع المغترب.