دست «ن» يدها في جيب زوجها الذي جاء منهكًا من يوم مثقل بالأعمال تبعثر هنا وهناك كعادتها فكان ينظر إليها خلسة وهي تأخذ حفنة من المال تدسها بين طيات ملابسها فصرخ فيها بعد أن طفح به الكيل «تاني حرمانه علي لو ما بطلتي السرقة» سرقة الزوجة لزوجها سلوك غريب تمارسه بعض الزوجات بمبرر المحافظة على مال الزوج او ان زوجها بخيل.. «البيت الكبير» ناقش القضية مع عدد من المهتمين وخرج بالتالي.. فقدان الثقة عبد الخالق محمد/ معلم اعتبر سرقة الزوجة لزوجها خيانة، وقال وهي بهذا السلوك تعتبر متعدية للنصوص الشرعية التي نص عليها الإسلام وهي تعتبر امتدادًا وبوابة للكبائر فلا يوجد مبرر أن تأخذ الزوجة مال زوجها بالخفية ودون إذن زوجها، ويضيف: هذا السلوك مظهر من مظاهر فقدان الثقة الحقيقية بين الشريكين والحياة الزوجية التي تبنى على الغش والسرقة وغيره من الأشياء المحرمة تؤثر سلبًا على الأسرة خاصة في ظل وجود أبناء فهو ينكس رؤوسهم ويقسم من ظهرهم، وينطبق عليها المثل «الذي سرق مال أبيه لا أبيه راضي عنه ولا اللصوص يكافئونه» وربما يؤدي الى فراق بين الزوجين. مرض نفسي وترى محاسن «موظفة» إن سرقة الزوجة لزوجها هي مرض نفسي وذلك لتعودها منذ صغرها على السرقة سواء كان الجيران او زميلاتها في المدرسة ويتطور الأمر حتى لحظة وجود شريك في حياته فتقوم بسرقة مال زوجها الذي من المفترض ان تحافظ على ماله وعرضه كما نص الإسلام ويعتبرها كثير من الازواج خيانة وتؤدي الى خلق الكثير من المشكلات وتضيف أن الزوجة التي تأخذ مال زوجها بزعم تأمين مستقبلها هي زوجة خائنة وتقود حياة أسرتها الى الفشل لأن كل رجل يعلم أن زوجته تسرقه يكون من الصعب عليه أن يثق في كل شيء آخر يتعلق بها. خيانة أمانة ويروي «م ع ه» والذي فضل حجب اسمه قصته واصفًا إياها بالمريرة مع زوجته التي تزوجها بصدق وحازت على ثقته فكانت الصادقة والأمينة وسلمها كل ممتلكاته وكانت المفاجأة أن قامت بسرقة كل أمواله واعتبرها خيانة أمانة وقال سلمتها مفاتيح الخزنة بطيب نفس تفاجأ بأنها سرقت كل محتويات الخزنة من أموال ومصوغات ذهبية وغيرها تقدر ب«60» مليون جنيه وكانت تراوغه حتى لا يكتشف أمرها تارة بأن المفتاح ضاع وتارة أخرى بأنها لا تتذكر أين وضعته حتى حانت لحظة الحقيقة ليكتشف انها خانت الأمانة وذهب غاضبًا الى المحكمة لمقاضاتها وتم القبض عليها وكان ابنه الأكبر يقف معها، وأضاف: فقدت الثقة بها وبابنائها واعتبر هذه السرقة عاملاً موروثًا من اسرتها فعندما ذهب اهلها قابل شقيقها الأكبر وحكى له عن فعل أخته جاء رده إن شقيقته لم تسرق ابدًا فكشف له جارهم حقيقتهم المريرة وان زوجته هذه سبق ان سرق وان شقيقه يسرق حتى اليوم. جريمة حدية مولانا الشيخ سعد احمد تناول القضية من تخصصه، وقال إن السرقة جريمة حدية اذا توفرت بها الشروط وأهمها الحرز والنصاب، ويضيف أن المنزل في حد ذاته حرز وبعض الناس يعتبرونه مطلقًا لأن الزوجية نفسها حرز ومن المفترض للزوجة أن تحفظ مال زوجها ويباح لها ان تأخذ من مال زوجها في الحدود المعقولة واذا تجاوزت الحدود تعتبر جريمة في القانون الجنائي، ويضيف لا يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها شيئًا دون إذنه إلا إذا كان بخيلاً أو شحيحًا حيث يمكن للزوجة أن تأخذ من ماله بما يكفي حاجتها الأساسية هي وأبنائها ولا توقع عليها جريمة حدية كما جاء في معنى الحديث الشريف «لا حرج للزوجة أن تأخذ مال زوجها من غير علمه ما يكفيها وبنيها بالمعروف» حينما جاءت هند بنت عتبة تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له إن زوجها بخيل فقال لها رسول الله «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف».