{ ولما كنا شبابًا كنا نقرأ لكاتبه صحفية اسمها أسماء الحسيني.. وبعدها بقليل لأخرى اسمها أماني الطويل ونسمع عن المحامي.. (الذي يعود الأسبوع الماضي من جنيف بعد لقاء لمعارضين مع مخابرات أمريكا وكندا وفرنسا). { واللقاء الذي يضم المحامي العجوز ومندوبين من جماعات كاودا ينتهي بتقرير مؤلم مؤلم. { .. ورجال مخابرات فرنسا وأمريكا يستمعون لخطة هؤلاء عن .. تغيير النظام { .. بعدها.. وباللؤم الذي لا يجامل ينظر هؤلاء إليهم ثم يقولون ببطء : عفواً هذا الحديث هو ذاته ما نسمعه منكم منذ عشرين سنة.. دون جديد قالوا: قدمنا إليكم وإلى الجنوب ما يكفي لإسقاط حكومات إفريقيا وفشلتم {.. وفي ضربة قاسية ومن ينكر هذا زدناه يقولون لهم : لا تستطيعون الآن فعل شيء لأنكم في الحقيقة لستم البديل.. و لا أنتم من يقبل به السودانيون.. مع السلامة ننصحكم باللحاق بمفاوضات السلام. { .. وأعضاء الوفد الجنوبي هناك يشتبكون { وجانب يقول: إن رفضنا قيادة المخابرات الأمريكية فقدناهم. وهلكنا { آخرون قالوا : هؤلاء عجزوا حتى عن أفغانستان والعراق نستمر في القتال { .. وتحركات الجماعات المسلحة من هناك وانطلاقة كتابات كثيرة معادية كان ما يقودها هو هذا { والمحامي العجوز يهبط الخرطوم.. وعرمان في أديس (2) { وأيام الستينيات نقرأ لأماني الطويل ولأخري اسمها أسماء الحسيني { .. والعالم ما بين الستينيات وطائرات الفايكاونت وحتى الطائرات الحديثة ومابين هاتف الأسلاك المعلقة وبين الإنترنت الآن ومابين سوكارنو وناصر وعدم الانحياز والآن.. { .. العالم يتبدل { لكن أسماء وأماني كلاً منهما وشهادة نُقر بها ثابتة لا تتبدل { .. لا الصورة التي تطبع فوق المقال منذ الستينيات تتبدل ولا أسلوب الستينيات ولا العقول.. في ثبات رائع!! { وبعض ما يبقى في الذهن عن إحداهن كانت جملة يطلقها الكاتب الضخم (محمد جلال كشك) .. والمرأة هذه لما كانت تكتب عن ثورة الخميني بعداء مجنون كان كشك يقول : ولولا أننا نكتب في صحيفة محترمة لحدثنا الناس عن هذه المرأة التي تجلس في مقاهي بيروت لتحدث قراءها من قلب طهران؟!! { وبالثبات ذاته السيدة أسماء الحسيني وصاحبتها أماني الطويل كلاهما تجلس في القاهرة الآن لتحدث قراءها عن الخرطوم والبشير. (3) وفوران العالم ونحن نقدم شهادتنا مجردة فوران السنوات الخمسين الماضية لم نقع فيه على كتابات لأسماء ولا لأماني الطويل.. والسبب مفهوم فالأحداث الضخمة كان ما يقودها هو الأقلام الضخمة فقط { والسادات يعصف بالقضاء وينقل كبار القضاة للعمل في السكة حديد والزراعة { ولا تسمع لأسماء ولا لأماني همساً { والسادات يعصف بالصحافة ويفعل بالصحافيين ما فعله بالقضاة { ولا نسمع لأسماء ولا الأخرى همساً { ومبارك حتى عام «2009م» يعيد ما فعله السادات.. ولا نسمع لأسماء ولا لصاحبتها همساً { لكن المرأتين هاتين كلتيهما تعودان الآن للظهور { ولا أحد أخطر ممن تغيب عنه الأضواء وشمس العمر وهو يجري لاصطياد العيون من جديد { والعودة لعل بعض أسبابها هو ونحن هنا نستنتج ولا معلومات لدينا هو أن حملة الغرب وإسرائيل التي تشتري نصف الإعلام الشهر الأسبق في غليان انتخابات الجمهورية المصرية الحملة هذه ما يكسر ظهرها هو أن الغرب الذي يعاني من الأزمة الاقتصادية يعجز عن شراء الأقلام الكبيرة ضد البشير وهكذا تعود أسماء والأخرى للظهور { وموجة شراء الأقلام في السودان يكتب عن بعضها سفيرنا في لندن الأسبوع الأسبق ونقرأ عن صفحة تابعة للمخابرات الأمريكية التي تنشر على شبكة الإنترنت أسماء من يقبضون من خزانتها من الصحفيين السودانيين { ولكن كتابًا آخرين يكتبون. ومنهم عبدالوهاب الأفندي والأفندي الذي لا يحمل وداً للبشير أو الإنقاذ يكتب الأسبوع الأسبق أحاديث تصلح تمامًا ليقوم البشير بتلحينها وغنائها!! (4) { ومابين أسماء هنا والأفندي الكاتب المحترم من هناك تتدفق درجات الظلال { والظلال هذه تحمل أحاديث طويلة وممتعة غاية الإمتاع نعود إليها فهذه أيام الطرق العنيف { وبعض الطرق هذا هو ما يلتفت الناس إليه بقوة الشهرين القادمين { فالسيد وزير العدل يتلقى توجيهًا رئاسيًا (بحسم) قضايا كثيرة ضخمة أمام المحاكم { وما بين اليوم والثلاثين من أكتوبر تصدر المحاكم أحكامها في قضايا (مدحت والأقطان .. وتهريب أموال المصارف... و ...)