دور رياضي كبير تقوم به القنصلية السودانية بجدة لا يقل عن الدور السياسي والاجتماعي الذي تقوم به من خلال دعم وتشريف الدورات الرياضية والبطولات.. بجانب دعم الرابطة الرياضية لتقوم بدورها.. »الإنتباهة« خلال وجودها بجدة لتغطية فعاليات بطولة كأس العرب وقفت على دور القنصلية في تذليل كل الصعاب التي واجهت المنتخب الوطني الرديف منذ وصوله مدينة جدة وحتى مغادرته للمدينة، وتشكيلها عدداً من اللجان المساعدة.. للوقوف على هذا الدور الكبير جلسنا إلى القنصل العام الأستاذ خالد محمود الترس بمكتبه بمقر القنصلية العامة بجدة، وقلبنا معه بعض الأوراق الرياضية، وخرجنا منه بحصيلة وافرة.. الرجل يمتلك ثقافة رياضية واسعة، لذلك جاءت إجاباته دبلوماسية. حوار: مجاهد الخليل ٭ في البدء ما هو تقييمكم لبطولة كأس العرب التي أقيمت أخيراً بمحافظتي جدة والطائف؟ البطولة في تقديري حققت أهدافها بعد توقف وغياب طويل، وأعتقد أنها كسرت الروتين، وكنا حقيقة محتاجين لمشاهدة فريق أو منتخب يفرح الجمهور السوداني الذي صام طويلاً، لكن التحكيم كما يقولون كان الحلقة الضعيفة وأحدث حالة من الاحباط الرياضي، وأعتقد أن مشاركتنا كانت طيبة بفضل تقدم الأندية والمنتخبات في المنافسات الإفريقية والإقليمية وتواصل المنافسة المحلية، لذلك كان الأداء ممتازاً رغم ضيق فترة الإعداد، لكنهم حققوا نتائج طيبة، حتى أن مدير البطولة أشاد بالمنتخب السوداني ومهارات اللاعبين وكذلك أشاد بالمدربين، كما أشاد باللاعبين السودانيين الذين أثروا الملاعب السعودية أمثال فيصل كوري وعاكف عطا وغيرهم، وثمن تجربتهم مع الأندية السعودية ونجاحاتهم بفضل الأداء الجيد والسلوك والانضباط، والبطولة كانت فرصة للاعبين للاحتكاك مع زملائهم العرب وأعادت لهم الثقة، ونحن راضون عن المشاركة والأداء، وأقول لولا نظام البطولة لشاركنا في التصفيات النهائية، ولكن نظام البطولة كان مجحفاً ولم نكن محظوظين في التأهل. ٭ ما هو دور القنصلية في الجوانب الرياضية؟ القنصلية تتبنى أي عمل رياضي يقوم به أي سوداني وتشرف عليه وتدعمه وتحضره.. ونحن في القنصلية نقوم بخدمة أبناء الوطن عامة وندعم جهود الجالية والروابط الرياضية، وحالياً نحن واقفون أمامهم وندعمهم، وسبق أن اقترحنا عليهم قيام دورة الجاليات ونظمناها وخسرنا أمام غانا، وأقمنا دورة الجالية، وإن شاء الله سنقيم خلال الستة أشهر المقبلة نشاطاً غير مسبوق في المجال الرياضي، والرابطة الرياضية تقف على أمرها مجموعة طيبة تتميز بالنشاط والكفاءة والمتابعة، وحتى أسرهم تتابع نشاطهم وارتبطت بالبرامج، لذلك دعمناهم في عملهم العام. وهذه في اعتقادي أهم أسباب نجاح الرابطة. أيضاً من الأشياء التي يتميزون بها انفاقهم للمال وتبنيهم للفرق، والرابطة ترعى الكثير من الفرق وتحفزها، وهم يبذلون الغالي والرخيص، فقد جربتهم كثيراً وأشرفت علي عملهم، ودعمناهم مالياً وفنياً، وحققوا نجاحات كبيرة، وقاموا بدور كبير تجاه المنتخب الوطني الرديف الذي شارك في الدورة العربية، وشكلوا لجاناً مساعدة للاستقبال والاسناد والتشجيع والتكريم، وكان المردود جيداً. أيضاً المنتخب المدرسي الذي شارك في الدورة العربية بالطائف كونا له لجاناً شاركت في الافتتاح والختام والتكريم، وقدموا لهم الجوائز، والجالية هناك قامت باللازم في الدعم والتشجيع. وأستطيع أن أقول إن النشاط الرياضي في المنطقة الغربية لا يوجد غيره، والنشاط هنا متطور في الرياض، والمشكلة نقابية وحتى النقابة غير موجودة، والرابطة الرياضية هناك أضعفتها الصراعات. وعموماً استطيع أن أقول إن النشاط متطور، والحمد لله اختتمت أخيراً دورة جياد الرياضية وشهدت منافساتها تنافساً حاداً وشرساً بين الأندية، وأستطيع أن أقول إنها حققت أهدافها. ٭ النشاط الرياضي بالمنطقة الغربية هل أنتم راضون عنه؟ كما ذكرت لك من قبل فإن الرابطة الرياضية هنا تقوم بكل شيء ونحن فقط علينا الدعم والمساندة والحضور والتشريف. ٭ كيف تنظرون لكرة القدم في السودان.. هل تشعرون بالتطور في اللعبة؟ نعم، وأعتقد أن الدوري الممتاز كسر حاجز القمة في كل مدن السودان، والآن الهلال يلعب في كادوقلي والمريخ في عطبرة وشندي، ونتمنى أن يذهبوا قريباً للفاشر ودنقلا ونيالا وغيرها، وأن نشهد طفرة ونشاطاً في الأندية الاقليمية، وهناك الأمل عطبرة والأهلي شندي اللذان شاركا في البطولة الاقليمية هذا الموسم، وهناك أندية شاركت من قبل من مثل نيل الحصاحيصا وجزيرة الفيل والخرطوم الوطني وغيرها، ونتمنى أن نشاهد بقية الأندية في البطولات الإفريقية والعربية، وفريق الخرطوم الوطني سيمثل السودان في البطولة العربية هذا العام. ومن حسنات الممتاز أن كلية المنتخبات استطاعت أن تختار لاعبين في ثلاث منافسات إقليمية وعربية، حيث شارك المنتخب الأول في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم وأمم إفريقيا، وشارك الرديف في كأس العرب، والشباب في البطولة العربية للشباب، ومنتخب الناشئين شارك في كأس العرب للناشئين بتونس، وكل ذلك في أوقات متقاربة. وأتمنى من قادة الرياضة ألا يجنحوا للخلافات.. بل عليهم أن يركزوا على تطوير النشاط حتى نشارك في الأولمبياد وفي نهائيات كأس العالم وغيرها من البطولات العالمية، ولا بد أن يكون التركيز على الأداء والتجويد، وأن نبتعد عن الصراعات الشخصية والتعصب للأندية، ولا بد للاتحادات أن تقيم كورسات وورش عمل لتثقيف اللاعبين قانونياً وفنياً وسلوكياً، وتوفير افلام تعليمية ووسائل كروية حتى يتم تأهيل اللاعبين تأهيلاً فنياً. والمدربون لا بد لهم من تبادل الخبرات في هذه المجالات، لأننا نريد أن نخطو خطوات جادة للأمام. ٭ أخيراً كيف تنظر لمسألة الاحتراف الخارجي واحتراف اللاعب بشة في نادي الوحدة السعودي؟ الاحتراف مهم للاعب السوداني لاكتساب خبرات وتثقيف وغيرها من مثل هذه الأشياء، وأعتقد أن احتراف اللاعب بشة سيفيده كثيراً، وكانت وصيتي له هي الاهتمام بالكرة والابتعاد عن السهر والأشياء التي تضر بمستقبله وموهبته، وأتمنى أن نرى العديد من اللاعبين السودانيين في الدوري السعودي كما كانوا من قبل.