أقام إعرابي بعيداً عن داره وأهله لمدة طويلة، وذات يوم مرّ به رجل من حيه، فحمد الله على أن أرسل له من يطمئن منه إلى أهله.. وقدم له الطعام، وراح يسأله عن أهله والرجل منهمك يأكل وكان جائعاً، فدار الحديث على الوجه التالي: كيف حال ابني عمير؟ على ما تحب، قد ملأ الأرض والحي رجالاً ونساء. فماذا فعلت أم عمير؟ صالحة أيضاً. فما حال الدار؟ عامرة بأهلها وكلبنا إيقاع؟ ملأ الحي نباحاً وجملنا زريق؟ على ما يسرك بعد أن اطمأن الرجل أخذ يجمع الطعام من الضيف الذي يبدو أنه لم يشبع ثم بعد ذلك أعاد على الإعرابي الأسئلة: يا مبارك الناصية أعد علي ما ذكرت ما حال كلبي إيقاع؟ مات! وما الذي أماته؟ اختنق بعظمة من عظام جملك زريق!! أو مات جملي زريق؟ نعم، مات من كثرة حمل الماء إلى قبر أم عمير!! أو ماتت أم عمير؟ نعم، ماتت من كثرة بكائها على عمير!! أو مات عمير؟ نعم، سقطت عليه الدار!!. سر الباسم!! نصحت النعجة خطيبها الخروف ليختار لها الشيلة، لكن الخروف حاول أن يقنعها بألا يترك السهول المخضرة.. والمراعي الخصبة.. أقنعته النعجة بأن المدينة فيها «راحات».. سيجد هناك العشب جاهزًا في جوالات والماء عذب.. وفي الطريق وهو على ظهر الدفار حيغير جو ويستمتع بالمناظر الجميلة التي لم يرَها من قبل!! لبى الخروف رغبة حبيبته النعجة، وقفز في أول دفار متجهًا للخرطوم مع قطيع من الخراف.. وفعلاً هناك وجد كل ما أغرته به «النعجة».. وهو على حاله هذا وبإحدى الحظائر جاء رجل ميسور الحال.. وعزله من دون باقي الخراف.. وكان مع الرجل ضباح.. فعل بالخروف ما فعل وكان من نصيبه الجلد والرأس.. فسلخ الرأس وكان الرأس من نصيب صاحب مطعم فعل به ما يفعل أصحاب المطاعم «باسم» ووضعه في الفترينة دائم الابتسامة على مقلب حبيبته النعجة التي طال انتظارها له في ليلة السبت.