مع واجب الاحترام والتقدير لآبائنا وكبرائنا «اصحاب القرار» وهم مجموعة من البشر قد عملوا على مدى 23 عاماً سهراً وتعباً ونصباً ليصدروا القرارات في كل شيء لتسيير النظام الذي ارتضاه الناس، أول مرة بقوة الثورة ثم ارتضوه بعد أن حققت الثورة مصالح للشعب وللوطن في كل المحافل وحققنا انجازات باهرة لا ينكرها احد. ورغم المفاسد التي ظهرت في النصف الثاني من عمر الإنقاذ - نقول لا بديل غير الإنقاذ لأن الإصلاح ممكن وتقويم المعوج ساهل وميسور «والجن التعرفه أخير من الجن الما بتعرفه». قف وبعد هذه المجموعة الكريمة عاركت الحياة وصارعت الأهوال وحمت السودان من شرور الاستعمار في الخارج واذنابه في الداخل وحمتنا من مصائب كثيرة ومتاعب لا حدّ لها ولهم شكرنا وتقديرنا. وطالما هم بشر لا بد ان تكون 23 عاماً زايداً اعمارهم السابقة قد اهلكت قدراتهم العقلية وتأكلت خلايا عقولهم واصابهم الخرف وضرب بعضهم الزهايمر بجانب امراض الشيخوخة المعروفة التي اتلفت بوصلاتهم «واخرجتهم من الشبكة» وجعلت قراراتهم تتخبط مثلاً بالواضح انهم لا يعرفون كيف يعيش شعبهم ومدى قسوة الحياة المعيشية التي يكابدها الناس بسبب الظروف الاقتصادية الخارجية والداخلية وظلوا يردمون الشعب بزيادة سعر الوقود برفع الدعم الذي رفع سعر كل ضروريات الحياة من مأكل ومشرب واستغلوا صمت الناس والناس سكتوا وصبروا على أمل اعادة الدعم وجاءت الطامة الكبرى التي تؤكد فقدان العقل بالمرة وهي زيادة سعر الكهرباء بالصورة التي تؤكد الجنون ولولا تدخل العقلاء لأحرقت الكهرباء البلاد بأكملها. خرجنا من تلك بقدرة قادر وقعنا في المصيبة الكبرى التي حولت الجن إلى كلكي عديل بقبول فكرة «التفاوض مع قطاع الشمال» وأوفدت رجلاً عظيمًا أضاع من وقته الكثير وأصبحت تذكرة سفره ذهابًا وإيابًا خسارة على الخزينة العامة ليجلس مع شخص قاتل وهارب من العدالة وآخر خارج عن القانون والدستور وجر الناس إلى مذابح وازهق ارواحًا بريئة وآخر مثله لبس جبة غيره واصبح يتكلم باسم قوم هو ليس منهم وكلهم معرضون للمحاكمة الناجزة وأى شخص منهم تطأ قدمه ارض الشمال يقبض عليه كمجرم والمفروض اذا حضروا جلسة من جلسات «أديس ابابا» او ارسلوا مذكرة للجلسة على وفد السودان المفاوض ان ينسحب فورًا من الاجتماع حتى يخرجوا او ترد اليهم مذكرتهم حتى يعود وفد السودان وليعلم «أهل القرار» ان الشعب السوداني باغلبيته الساحقة بعلمائه وائمته وشيبه وشبابه رجالاً ونساء يرفض قطاع الشمال باعتباره «سمبك الحداد» يدخل رأسه الرفيع ويدق عليه ويكبر ويكبر وبعد ذلك يصعب العلاج والبلد كلها تصبح للجنوبيين ويقذفوا بنا للصحراء كما قالوا ذلك مراراً وتكراراً «وقصة زنزبار» تراود احلامهم «لا تحقرن الصغير فإن الذبابة تدمي مقلة الأسد - وان معظم النار من مستصغر الشرر».. قف وبعد المعلوم أن الحكومة تخاف من الامريكان. والامريكان يخافون من هيجان الشعوب ويخافون من التوسع الصيني في السودان قلب افريقيا النابض، والشعوب الافريقية تترسم خطوات السودان في التنمية والعمران وتفتح المجال للدول الاخرى، والامريكان حقهم في ثروات افريقيا يكون قد ضاع. اذن لماذا يخاف اصحاب القرار وفي كل مرة الخضوع والركوع والانصياع في ذلة وانكسار خالق الكون ومدبر الأمر اعطى السلطة والقوة للشعب - وقال شوقي رأى الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأى الفرد يشقيها. قف وبعد السادة عقلاء القوم نحن نريد للانقاذ ان تبقى قوية متجددة الشباب والفتوة والقوة وعليه تجديد «اصحاب القرار» والشاعر قال: ان الحياة لثوب سوف تخلعه.. وكل جديد اذا مارث ينخلع وعليه اقترح مع تمشي سياسة التقشف والتقليص في الدستوريين - ابقاء الذين شاركوا في تفجير ثورة الإنقاذ والذين رحلوا للدار الآخرة او الذين اقعدهم المرض ان يكمل العدد المطلوب من شباب القوات المسلحة لأن تربية الجيش تقوم على الانضباط والطهر والنقاء وعفة اليد واللسان وحبهم للوطن وشعبه براً بالقسم الذي ادوه عند التخرج - ان كانوا اسلاميين ففي الجيش كثر وان كانوا منظمين ففي الجيش كثر لأن قانون الجيش اذا سرق الواحد ذخيرة يُعدم رميًا بالرصاص وقد حصل كما اذكر، واذا اختلس الواحد مالاً يُحكم عليه بالإعدام، وقد حصل كما اذكر، واخيرًا استبدل للسجن المؤبد وهم الذين يضحون بأنفسهم ويقتحمون الموت كما حدث في هجليج التي دخلوها عنوة واقتداراً وخاضوها رجالة وحمرة عين وفي اكباد الخونة شبعوا صقور الجو.. ونتساءل أين ناس ابننا عبدالمعروف وزملائهم الغر الميامين اسود الشرى حفظهم الله ورعاهم.. وبالله التوفيق ناصر الحق بالحق والهادي الى الصراط المستقيم