ظاهرة انتشار الباعة والفريشة في الشارع العام أضحت ظاهرة سنوية لا سيما مع اقتراب شهر رمضان ومواسم الأعياد إلا إن العام الحالي يأتي مختلفًا عن الأعوام السابقة نتيجة لتزامن موسمَي رمضان والعيد مع دخول فصل الخريف ولا تزال العاصمة تشهد أمطارًا غزيرة جدًا ولسوء التخطيط وعدم جاهزية المصارف فقد خلفت الأمطار مشكلات عدة منها المياه الراكدة في الشوارع والميادين والأسواق مما ينذر بوضع صحي أقل ما يوصف بالمأساوي وفي ظل هذا المشهد نجد مجموعات كبيرة من الباعة يفترشون الأرض ويجعلونها مكانًا لعرض سلعهم خاصة الاستهلاكية وبأسعار تنافس المعروض في المحلات الداخلية بالسوق ولعل الناظر إليها يجد إقبالاً كبيرًا من قبل المواطن لشرائها لأسباب كثيرة منها الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار تلك السلع في المحلات التجارية الأمر الذي قاد الجمعية السودانية لحماية المستهلك لرفع كرتها الأحمر في وجه الفريشة وتشدد على ضرورة محاربة السلع المعروضة عشوائيًا بجانب تنظيم حركة الأسواق وعزت ذلك الاتجاه لمحاربة ما سمته بالممارسات السالبة التي يتبعها الباعة الفريشة سيما أن الفترة الحالية تتزامن مع فصل الخريف وأكدت الجمعية أن السلع المعروضة بصورة عشوائية بالأسواق خاصة الاستهلاكية تتأثر بعوامل البيئة والأمطار الأمر الذي يعرضها للتلف مما يترتب عليه مخالفتها للمواصفات المطلوبة وطالبت الجمعية المحليات بتخصيص مناطق محددة لعرض السلع ومنع الفريشة من البيع في الشوارع التي تتراكم فيها مياه الأمطار حرصًا على صحة المواطن ومنعًا لانتشار الأمراض. رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك ونائب رئيس اللجنة القومية لشؤون المستهلكين د. نصر الدين شلقامي أكد القيام عبر لجان بحملات مكثفة على الأسواق خلال الأسابيع الماضية كان الغرض منها ضبط المخالفات في السلع غير المطابقة للمواصفات وترشيد المخالفين في عرض السلع الغذائية وكشف عن منح المحليات تراخيص رسوم عرض خارجي وناشد بضرورة التضافر مع اللجنة لمنع الممارسات الخاطئة ومحاربتها لجهة ضررها على صحة الإنسان نتيجة لعرض السلع المكشوفة في الأسواق في أماكن تعج بالمياه الآسنة وبالقرب من المراحيض العامة والبرك الراكدة التي تُعرض الخضروات والفواكه بصورة ملاصقة لها.. وأبان لدى حديثه ل (الإنتباهة) أن بعض المحلات التجارية تقوم بعرض سلعها في أشعة الشمس مثل المياه المعبأة والعصائر والزيوت وكشف عن توزيع نشرة إلى المحلات التجارية توضح خطورة هذه المواد على المستهلك.