يتواصل الحوار مع العداء السوداني العالمي موسى جودة الذي يعمل حالياً مدرباً لألعاب القوى بنادي الاتحاد السعودي، الذي كان له الفضل بجانب زملائه خليفة عمر والكشيف في إبراز اسم السودان في مجال ألعاب القوى في السبعينيات... تحدَّث جودة في هذا الجزء عن ألعاب القوى في السودان ووجود المدرب الأجنبي، وتحسَّر على على عدم الاستفادة من الخامات الرياضية الموجودة فيه التي أكد أنها بحاجة إلى توظيف لخلق أبطال في المسافات الطويلة والقصيرة.. فإلى مضابط الحوار: ٭٭ متى كانت العودة من إيطاليا بصورة نهائية؟ عدنا للسودان عام «1991م» واستمرينا بفرع الرياضة العسكرية لمدة عام واحد، وبعد ذلك تمت إحالتنا للصالح العام.. ٭٭ كيف كانت الهجرة للمملكة العربية السعودية؟ في مطلع عام «9391م» غادرت للسعودية لأداء العمرة وكان قد اتصل بي بعض الأصدقاء والإخوان بشأن البقاء والعمل فيها فرضخت للأمر ومكثت حتى اكتملت الإجراءات الرسمية واستلمت العمل من مدرب مصري كان يقود فريق الاتحاد السعودي.. ٭٭ كيف ترى ألعاب القوى في السعودية؟ ألعاب القوى هنا متطوِّرة من التنظيم والتدريب والاهتمام من قِبل الحكومة ممثلة في شخص الأمير نواف بن محمد، حيث يوجد حوالى «95» نادياً رياضياً لألعاب القوى وتقام تصفيات بالمناطق لتأهيل ثلاثة أندية على مستوى الناشئين والشباب والدرجة الأولى، وهنالك «25» تذكرة من الدولة للنادي لذلك تطوَّرت اللعبة.. ٭٭ هل كانت لكم إسهامات واضحة؟ نحن بصفتنا مدربين أجانب ساهمنا في تطوُّر اللعبة بمصاحبة زميلي خليفة عمر الذي كان يقود المنتخب السعودي وقد اكتشفنا العديد من المواهب ودربناهم جيداً ولكننا كنا دائماً ما نصطدم بواقع يحدث في كل المناشط الرياضية ألا وهو زيادة الوزن؛ فاللاعب السعودي لا يحافظ على وزنه وهي معضلة كبيرة.. ٭٭ السودان غني بالمواهب في كل ألعاب الميدان ماذا ينقصه؟ السودان ينقصه الخبراء في اللعبة والإمكانات المادية، وعلى الاتحاد اختيار ثلاثة أو أربعة خبراء لمسح الولايات لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر بالتنسيق مع وزارات الشباب والرياضة بالولايات، وهنا أتساءل كيف تنشئ الدولة مضمارًا دوليًا في الدمار وليس بالخرطوم ومن يجري فيه؟؟!! مع العلم أن المضمار يكلف أكثر من مائة مليون جنيه والسودان بلد متعدد المناخات ففي الشرق هناك وثب عالٍ وفي دارفور وكردفان سباقات متنوعة وجبال النوبة رمي الجلة والقرص، إذًا الخامات متوفرة فقط تحتاج للتوظيف ولا بد من إلزام الأندية بتوظيف بعض عائدات مبارياتها لألعاب القوى، وعلى الدولة أن ترعى المناشط الرياضية بإعداد الأبطال حتى يواصلوا مشوار من سبقوهم. ٭٭ ما رأيك في الدورات الرياضية والبطولات الداخلية؟ أولاً المشكلة في السودان أساسية وهي أنه لا بد من الفصل بين الأعمار السنية في المسابقات والعودة للمدارس وقيام بطولات على مستوى المدارس الثانوية؛ لأنها الأهم، وبالنسبة للبطولات فلا بد أن تُقام في فترة الصيف بعد الإعداد المبكر لها، وتنظيمها في شهر يونيو يؤدي لخسارتها؛ لأن الدورات بأوربا تبدأ في نفس التوقيت لذا لا بد من اختيار التوقيت المناسب وأنصح بقيامها في نهاية الموسم.. ٭٭ ما رأيك في بطولة الخرطوم الدولية الأخيرة؟ هذه البطولة جاءت ضعيفة والسبب يعود إلى ضعف المشاركة، فكل اللاعبين الذين كان يعول عليهم فيها غادروا إلى أوربا في معسكرات خارجية لتحسين أدائهم حتى يمثلوا دولهم في الأولمبياد. ٭٭ هل أفاد المدرب الأجنبي ألعاب القوى؟ المدرب الأجنبي بحكم علاقته مع الاتحادات الأخرى يقوم بتطوير اللاعبين بالاحتكاك وهو بحكم قربه منهم دائمًا تكون له مكانة وإن كانت نيته سليمة أو صافية لا توجد مشكلة، والمثال واضح هنا كالمدرب الصومالي (جامع)، فالثنائي كاكي وإسماعيل ظهرا قبل جامع الذي طوّر من مستواهما بالاحتكاك والمعسكرات الخارجية، واقترح على الاتحاد العام طلب معلمين لإقامة دورات لهؤلاء المدربين المحليين وإقامة الورش والاستفادة من الخبراء السودانيين في اللعبة أمثال الدكتور محجوب سعيد الذي يحظى بتقدير العرب في السعودية ودول الإمارات العربية، ولكن هناك أجانب لهم غرض معيَّن وهو يعمل لمنفعته الشخصية. ٭٭ نصيحة تقدمها لأبنائنا العدائين؟ نصيحتي لكل عدّاء أن يحافظ على مستواه وأن يبذل أقصى ما عنده، فنحن لدينا عداءون عالميون لديهم خبرة كافية وحطموا العديد من الأرقام القياسية، وهذا لا يتأتى إلا بتشجيع القدامى لهم حتى يمضوا في ذات الطريق، وعلى المستوى الإداري لا بد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب حتى يستطيع أن يقدم الكثير لألعاب القوى.. ٭٭ هل هناك ثمة مقارنة بين ألعاب القوى في الماضي واليوم؟ في الماضي كانت ألعاب القوى توصف بالتميُّز؛ لأننا كنا هواة نحب اللعبة ونبحث عن فرص المشاركة داخليًا وخارجيًا ولم تكن هناك إغراءات مالية أو حوافز كما يحدث الآن، فاللاعب اليوم بمجرد الفوز ببطولة أو بطولتين يأخذ الحوافز ولا يبذل أي مجهود آخر، واليوم الشركات تدفع المليارات للعدائين واللاعبين باعتبارهم مناجم ذهب للدولة، أيضًا هنالك منح من الاتحاد الدولي لهم في بعض الدول لإعدادهم بصورة كاملة. ٭٭ نظرة إلى المستقبل.. ماذا يريد موسى جودة ومتى سيعود؟ بعد أن عملنا في التدريب أخذنا كورسات ودخلنا ورش عمل، إضافة للكتيبات التي تصدر من حين إلى آخر عن الجديد في ألعاب القوى من الاتحاد الدولي ولا يمكن أن نعيش على القديم والجيل الجديد قبل دخول المرحلة الإبتدائية لتعلُّم تقنية الحاسوب التي تبشر بالاستيعاب السريع لهذا الجيل ومنشط ألعاب القوى.. ولا أمانع العودة إلى بلدي للمشاركة في هذا العمل ولكن هذا لن يتم إلا بالتقييم الكلي، فلا يُعقل أن يُقيَّم السوداني خارجياً ولا يجده من أهله!!. ٭٭ رمضان في السعودية.. كيف تقضونه كرياضيين؟ في رمضان تتقلص ساعات العمل؛ لأن الشهر الكريم يصادف معسكرات خارجية وبطولات وهذا العام نجد دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن حتى منتصف أغسطس ويقود منتخب المملكة في ألعاب القوى المدرب السوداني خليفة عمر. ٭٭ كلمة أخيرة؟ أتمنى كل خير لاتحاد ألعاب القوى في السودان وهو يشارك في الأولمبياد وأهمس في أذن الدكتور مكي فضل المولى سكرتير الاتحاد وهو يتبوأ منصبًا حساسًا أن يقوم بتعيين عضو علاقات عامة بالاتحاد لزيارة الدول والاتحادات الوطنية لخلق علاقة تواصل بينها وبينه للاستفادة منها.. ولكم (الإنتباهة) الشكر على هذه الإطلالة.