البعثة الرياضية السودانية التي شاركت في اولمبياد لندن واقامت بالقرية الاولمبية بسترات فورد بشرق لندن، تتكون من اللواء الفاتح عبد العال رئيساً للبعثة، والعميد سيف الدين ميرغني مساعداً للرئيس، والكابتن ماجد طلعت فريد إدارياً ومدرباً للسباحة، والدكتور مكي فضل المولى إدارياً ومدرباً، والأستاذ محمد سليمان إدارياً لألعاب القوى، والدكتور وليد محمد سليمان طبيباً، والاستاذة هنادي الصديق ملحقاً صحافياً، ومحمود كينو مدرباً لالعاب القوى، وكارولين مدربة لألعاب القوى، واللاعبون: إسماعيل أحمد إسماعيل، رباح محمد يوسف، أبو بكر خميس كاكي، آمنة بخيت «دولار» منشط العاب القوى. ومن السباحة محمد عبد الرؤوف ومحاسن النور، والحقت اللجنة المنظمة للاولمبياد ثلاثة من المتطوعين البريطانيين بالمكتب الخاص بالبعثة السودانية، وهو داخل مقر البعثة وبه جهاز كمبيوتر ملحق بالنت، وكل الادوات المكتبية وجهاز تلفزيون كبير وكراسي جلوس فخمة، والثلاثة المتطوعون بقيادة الاستاذة ليز والي جانبها فرانك وسليم، وحقيقة ومن خلال الزيارتين اللتين سجلتهما «الصحافة» لمقر البعثة بالقرية الاولمبية وجدت جميع افراد البعثة كل يقوم بدوره كما ينبغي، اللاعبون في تمارينهم تحت اشراف مدربيهم، وبمتابعة لصيقة من الاداريين والمتطوعين يؤدون واجبهم برحابة صدر والابتسامة لا تفارقهم، ويقومون بطباعة الخطابات ومتابعة كل ما يتعلق بمشاركة البعثة الرياضية وتسهيل اذونات الدخول للزوار بعد موافقة رئيس البعثة ومرافقتهم. أما على صعيد النتائج فإن مشاركة السودان كانت أولاً ضعيفة من حيث عدد الرياضيين المشاركين، إذ أن الاتحادات الرياضية لم تستطع التأهل الى الاولمبياد لاسباب كثيرة، من اهمها عدم توفر الامكانات اللازمة لإعداد الرياضيين، ومن ثم المشاركات في المنافسات القارية والعالمية المؤهلة الى اولمبياد لندن، لذلك جاءت المشاركة ضعيفة حيث لم يتأهل سوى ثلاثة رياضيين عن طريق المنافسات، وهم من منشط العاب القوى بقيادة اسماعيل احمد اسماعيل، ابو بكر كاكي «800 متر» ورباح محمد يوسف «400 متر»، اما الثلاثة الباقين الذين شاركوا فكانت مشاركتهم عن طريق الكوتة وهم: محمد عبد الرؤوف «50 متراً حرة سباحة » ومحاسن النور «50 متراً حرة سباحة» وآمنة دولار « 800 متر عدواً»، وفي العاب القوى اسماعيل احمد اسماعيل صاحب فضية سباق 800 متر في اولمبياد بكين عام 2008م لم يستطع تجاوز المرحلة الاولى لسباق 800 متر في اولمبياد لندن، واحرز رقماً ضعيفاً وهو دقيقة و48 ثانية. وبالمناسبة العداء اسماعيل كان قد شارك في اولمبياد اثينا عام 2004م وبلغ نهائي سباق 800 متر الا انه في السباق النهائي جاء في المركز الثامن، ومنذ ذلك التاريخ اصبح من العدائين العالميين في هذه المسافة، وقامت شركة نايكي الامريكية برعايته وقضى في امريكا وقتا طويلاً، وظل يشارك في البطولات العالمية والافريقية والعربية باسم السودان حتى توج جهده بالميدالية الفضية في اولمبياد بكين 2008م، وهي اول ميدالية اولمبية للسودان منذ تاريخ مشاركاته في الاولمبياد عام 1960م. واذا كانت الدولة قد قصرت ولم توفر المال اللازم للاتحادات الرياضية التي كان من المتوقع تتأهل الى الاولمبياد وعددها 13 اتحاداً رياضياً فإنها لم تقصر أبداً في حق العداء أبو بكر خميس كاكي الذي ظل يجد الدعم المعنوي والمادي من قبل المسؤولين في الدولة وفي مقدمتهم الرئيس البشير الذي كرم اللاعب اكثر من مرة، بل استضافه بقصر الضيافة وتحدث اليه مشيداً بانتصاراته وداعماً له، وكذلك وجد اللاعب الدعم من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية والاتحاد السوداني لالعاب القوى، الا أنه للاسف لم يستفد ويترجم ذلك الاهتمام والرعاية الى مصلحته ومستقبله في العاب القوى، بل ان اللاعب فتح المجال لاعداد كبيرة من «المستشارين» من المعارف والاصدقاء، وكل يدلي بدلوه ويقدم النصائح التي للاسف اضرت باللاعب وجعلته في جزيرة معزولة بعيدا عن الاتحاد السوداني لالعاب القوى الذي قدمه واوصله الي النجومية، وللاسف قبل انطلاقة اولمبياد لندن ركز اللاعب كاكي على الملتقيات الدولية لالعاب القوى التي كانت تجرى باوربا وامريكا، وشارك في معظمها رغم أنها من ناحية التقييم الفني والبعد الدولي لا تأتي في المقدمة ولا تضيف رصيدا للدول، بل انها تفيد اللاعب ماديا ولكنها تخصم من رصيده في البطولات الكبرى مثل الاولمبياد، وهذا ما حدث لكاكي الذي اخفق في اولمبياد لندن بعد أن كان مرشحاً لنيل احدى الميداليتين الفضية او البرونزية في سباق 800 متر، الا أنه جاء في المركز قبل الأخير في نهائي السباق من اصل ثمانية عدائين شاركوا في النهائي، وقطع كاكي مسافة السباق في دقيقة و43 ثانية و39 جزءاً من الثانية، ليحزم اللاعب حقائبه سريعاً ويتوجه الى السويد للحاق بملتقى استكهولم لالعاب القوى الذي جرى يوم 17 من شالهر الحالي، ورغم أن سباق 800 متر لم يشارك فيه العديد من اللاعبين المميزين امثال الكيني روديشا ومواطنه تيموسي والبتسواني اموس نيجيل وغيرهم، الا أن كاكي لم يستطع احراز ميدالية وجاء ترتيبه خامساً، وتفوق عليه لاعبون صغار في السن امثال الاثيوبي محمد امان الذي جاء اولاً، وقطع كاكي مسافة السباق في دقيقة و44 ثانية و42 جزءاً من الثانية، وتراجع عن ما قدمه في اولمبياد لندن. العداء رباح محمد يوسف الذي شارك في سباق 400 متر بذل جهداً كبيراً رغم أنه أصيب في العضلة الخليفة للرجل اليمنى قبل انطلاقة الاولمبياد، الا أن اصراره ومحاولته تقديم شيء وتحقيق انجاز باسم ساعده على التعافي سريعاً من الاصابة وانتظم في تدريباته، وقدم اداءً طيباً في المرحلة الاولى لسباق 400 متر، ونجح في التأهل لقبل النهائي الذي خرج منه بجزء من الثانية، وما يحسب لرباح رغم اقامته ببريطانيا مع اسرته الصغيرة الا أنه مرتبط بالاتحاد السوداني لالعاب القوى وفي معظم الاحوال يلبي النداء. العداءة آمنة بخيت «دولار» شاركت في سباق 800 متر عن طريق الكوتة وليس التأهل، ورغم ذلك بذلت جهداً في حدود امكاناتها وحلت في المركز الرابع في مجموعتها في المرحلة الاولي التي شاركت فيها خمس عداءات فقط، وتأهل الى المرحلة الثانية ثلاث من اصل خمس. وشارك السودان ايضاً في منشط السباحة باولمبياد لندن ولكن عن طريق الكوتة وليس التأهل، فالسباح محمد عبد الرؤوف جاء ثانياً في مجموعته التي ضمت 8 سباحين في سباق 50 متراً حرة، ولم يتأهل الي المرحلة الثانية وجاء في التريب العام رقم 50، والمطلوب 16 سباحاً الى المرحلة الثانية، وتبعته زميلته محاسن النور التي شاركت أيضاً في سباق 50 متراً حرة للسيدات، وجاءت اخيرة في مجموعتها، ورقم 70 في الترتيب العام من اصل 73 سباحة شاركن في المرحلة الاولى لهذا السباق، وحقيقة كانت ارقام السباح والسباحة بعيدة عن الارقام المؤهلة، ومن هذا يتضح ان مشاركتهما شرفية فقط!! علم السودان في حفل الافتتاح وفي طابور العرض حمل علم السودان العداء اسماعيل احمد اسماعيل، وفي حفل الختام حمل العلم العداء رباح محمد يوسف. الخبيران جامع ومحجوب سعيد يفشلان مع قطر والسعودية قبل سنوات تعاقد الاتحاد السوداني لالعاب القوى مع خبير التدريب الصومالي جامع ادن، وقامت وزارة الشباب والرياضة بالالتزامات المادية تجاه المدرب جامع، وبعد تسلمه مهام عمله أجرت «الصحافة» مقابلة معه وسألته لماذا تركت العمل مع المنتخب السعودي رغم المرتب الكبير وجئت للسودان؟ وكانت اجابته واضحة مؤكداً انه بالفعل كان يتقاضى راتباً كبيراً بالسعودية ولكن الشئ الذي حفزه على الحضور للسودان هو أن بهذا البلد خامات ومواهب كثيرة تفوق بمراحل تلك التي في السعودية، ولذلك آثر المجيء الى السودان لأنه يريد أن يحقق انجازات . هذا كان رد جامع، وبالفعل حقق نجاحاً كبيراً وقدم اعداداً مقدرة من اللاعبين، وبدلاً من أن يعتمد اتحاد العاب القوى في ذلك الوقت على لاعب واحد هو محمد يعقوب اصبح يعتمد على اكثر من 20 لاعباً ظلوا يحققون الميداليات عربياً وافريقياً وعالمياً واولمبياً، ولكن لأسباب مازالت غامضة حتى الآن حزم جامع حقائبه ورحل وتوجه صوب قطر وتعاقد معه الاتحاد القطري لالعاب القوى، وجاء مدرباً مع بعثة قطر لاولمبياد لندن، الا انه للاسف فشل في تحقيق شيء عن طريق العداء مصعب عبد الرحمن في 800 متر الذي لم يستطع تجاوز نصف النهائي، وكذلك العداء حمزة درويش في سباق 1500 متر الذي خرج من المرحلة الاولى وجاء ترتيبه قبل الاخير. أما الخبير الفني محجوب سعيد الذي أسهم في نهضة العاب القوى السودانية وهو حاليا يعمل مستشاراً فنياً للاتحاد السعودي لالعاب القوى، فقد جاء الى لندن مع بعثة السعودية التي لم تستطع تحقيق نجاح في العاب القوى لتعود بخفي حنين وما أود أن اخلص إليه هو أن العاب القوى السودانية ورغم قلة الامكانات تعتبر الافضل الى جانب الجزائر ومصر على الصعيد العربي، فهي تحتاج الى دعم بسيط من قبل الدولة، وقبل ذلك القضاء على الصراعات الادارية والتجرد والعمل بروح الفريق الواحد ونبذ الخلافات والتبعية للافراد. الهلال في بريطانيا رئيس رابطة الهلال ببريطانيا الدكتور أحمد سالم وجه دعوة افطار للبعثة الاعلامية بمنزله العامر بحي نزدن في شمال غرب لندن، وتحدث الرجل إلى جانب زميله في الرابطة المهندس نزار بابكر عن دور الهلال الرائد في الرياضة السودانية وعلاقته بنده المريخ، مبيناً أن التعصب أضرَّ بالكرة السودانية كثيراً، وأنه آن الأوان لنبذه حتى تحقق الرياضة أهدافها السامية، مشيراً إلى أنهم في بريطانيا اجتمعوا مع عدد من الاخوة المريخاب بغرض حثهم على تكوين رابطة للمريخ ببريطانيا، حتى يستطيعوا جميعاً تقديم المفيد للناديين الكبيرين مستغلين الخبرات الأوروبية في هذا المجال. وعقب الإفطار الرمضاني قام الوفد الاعلامي بتقليد الدكتور احمد والمهندس نزار الدبوس الاولمبي، لأنهما يمثلان عنواناً مشرفاً للرياضي السوداني في بلاد المهجر. أولمبياد لندن.. الكل كان مبتسماً نجحت الولاياتالمتحدةالأمريكية في استعادة صدارة الترتيب العام في اولمبياد لندن 2012م التي انطلقت في السابع والعشرين من شهر يوليو واختتمت في الثاني عشر من الشهر الحالي، وذلك بعد أن بدأت الصين حاملة اللقب في التقدم حتى قبل أقل من اسبوع على ختام الاولمبياد بفضل رياضييها في السباحة وتنس الطاولة وعدد من الالعاب الاخرى، إلا أن الولاياتالمتحدة نجحت في التقدم بفضل تفوقها في العاب القوى والسباحة، وكذلك عدد مقدر من الالعاب الاخرى، وعلى مستوى الدول الإفريقية المشاركة تأتي في صدارة دول القارة السمراء دولة جنوب إفريقيا وتليها إثيوبيا ثم كينيا، أما الدول العربية ورغم أن امكانات بعضها كبيرة إلا أن الانجازات لم تكن في مستوى الطموح، باستثناء الميداليتين الذهبيتين اللتين أحرزهما العداء الجزائري توفيق مخلوف في سباق 1500 متر في العاب القوى والسباح التونسي اسامة الملولي في سباق 10 كلم سباحة وعدد قليل من الميداليات الفضية والبرونزية عن طريق مصر، تونس، المغرب، قطر، الكويت، السعودية والبحرين وفي جانب التنظيم حققت لندن العاصمة البريطانية نجاحاً كبيراً في كل الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، ولم تشهد الاولمبياد ما يعكر صفوها في هذا التجمع العالمي الرياضي الكبير «204 دول». ومما ساعد في ذلك جدية القائمين على امر التنظيم وتعاونهم مع بعضهم البعض، وقبل ذلك احترام وتقدير دور كل منهم، ليأتي العمل متناسقاً منسجماً، وما لفت نظري حقيقة أن الكل يلقاك مبتسماً هاشاً باشاً بدءاً بالمتطوعين وعددهم 7 آلاف الى البوليس البريطاني الذي لعب ايضاً دوراً كبيراً في المحافظة على أمن جميع المشاركين، وكان يقوم بدوره وكل المنسوبين إليه يبتسمون، وقبل ذلك نجد الكل يعرف دوره تماماً ولا يتخطاه، وحتى المشاركين من كل الدول كانوا ملتزمين بالنظام، واستمتعوا حقيقة بفعاليات دورة الألعاب الأولمبية. أين إداريونا من رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية؟ أعلن كولين موينيهان رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية، استقالته من منصبه، وكان قد وصف إنجاز رياضيي بريطانيا في دورة الألعاب الأولمبية التي اختتمت يوم 12 اغسطس من الشهر الحالي في العاصمة لندن ب «التاريخي». وكان موينيهان محترفاً في رياضة التجديف وشغل منصب وزير الرياضة، كما كان مسؤولاً في اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012م. وقال موينيهان الذي انتخب لرئاسة اللجنة الأولمبية البريطانية عام 2005م «إن سنوات العمل الجاد التي قدمها الجميع في اللجنة الأولمبية البريطانية، أثمرت عن العديد من رياضيي بريطانيا إنجازات هائلة خلال الأولمبياد». وأوضح موينيهان أنه سيظل فقط في منصبه لحين انتخاب رئيس جديد للجنة الأولمبية البريطانية في نوفمبر المقبل. ويترك موينيهان بذلك هذا المنصب قبل عام من انتهاء فترة ولايته الثانية، ومدتها أربعة أعوام. الخبر أعلاه تداولته وكالات الأنباء العالمية، وأعتقد أن فيه دروساً يجب أن تستفيد منها الرياضة السودانية ممثلة في أولئك الإداريين الذين يتهافتون على المناصب، ويصرون على البقاء فيها لأطول مدة ممكنة دون أن يطوروا وينهضوا بالرياضة، فرئيس اللجنة الأولمبية البريطانية قال إنه وصل هو وزملاؤه إلى القمة بنجاحهم في أولمبياد لندن، وبالتالي هو يفسح المجال لآخرين من الممكن أن يحافظوا ويمضوا إلى الأمام بالمكتسبات التي تحققت. عيادة الدكتور وليد بسترات فورد لأول مرة في تاريخ مشاركات السودان الاولمبية يتم اختيار طبيب مرافق للبعثة الاولمبية وهو الدكتور وليد محمد سليمان الامين العام للوكالة السودانية لمكافحة المنشطات ومقرر اللجنة الطبية باللجنة الاولمبية السودانية، والذي تحدث ل «الصحافة» من داخل عيادته بمقر بعثة السودان بسترات فورد بلندن، مشيداً باللجنة الاولمبية السودانية التي وضعت ضمن اولوياتها الطبيب المرافق، وبالفعل هو من الاهمية بمكان، مشيرا الى ان العيادة مجهزة بكل معينات عمل الطبيب وكذلك الادوية كانت متوفرة، اما عن اللاعبين فقد قال انهم لم يعانوا شيئاً سوى اصابة خفيفة للعداء رباح تمت معالجتها، وكذلك التهاب بسيط للعداء اسماعيل تمت معالجته ايضا، اما كاكي فلم يعان شيئاً، وجلست معه كثيراً وكانت معنوياته مرتفعه، ونجح في التأهل الى نهائي سباق 800 متر الا انه لم يوفق في احراز ميدالية، وأوضح د. وليد أن اللجنة الطبية باللجنة الاولمبية الدولية نظمت ورش عمل كثيرة اثناء الاولمبياد استفدنا منها كثيراً.