من المسؤول عن اغتيال الدبلوماسية؟ ومن المسؤول عن تعيين الدبلوماسيين بالخارج؟ وهل للرئيس سلطات في تعيين بعض الدبلوماسيين من خارج الجهاز الدبلوماسي أو وزارة الخارجية؟ وهل لوزير الخارجية سلطات في ترشيح أعضاء القوائم الدبلوماسية «السفراء والقناصل» وإلحاقهم بالخارج؟ ومن المسؤول عن تمديد فترات الدبلوماسيين بالخارج؟ تعيين الدبلوماسيين والتمديد لهم بالخارج أصبح منح المقاعد القيادية وتمنح للقادمين من خارج وزارة الخارجية.. وهنا تدخل معايير واعتبارات عديدة ويمكننا أن نجد أسماء قفزت في غفلة من الزمن أتت بعد إتمام دراستها في إحدى الدول ودون خبرة فتبوأت هذه المناصب؟ وخطورة الأمر أن مدة وجود الدبلوماسي بالخارج كانت محكومة ومقيدة بقوانين لا يستثنى منها إلا القليل والاعتبارات تقتضيها المصلحة العامة بل أي شيء يقدرها وزير الخارجية ويقرها رئيس الجمهورية.. اليوم لم يعُد هناك مدى زمني بعد إطلاق مدة التعيين والوجود بالخارج.. تكمن السلبية في ذلك بأن الذين يختارون لهذه المناصب من خارج الوزارة الفتية!! بالطبع ولأنهم أهل ولاء سيتم إلحاقهم بأحسن السفارات أو القنصليات أو الدول التي يرنو إليها ويطمع بها أي دبلوماسي بالخارجية. لأن أهل الثقة أو المحظوظين لن يذهبوا إلى أدغال إفريقيا أو أحراش أمريكا الجنوبية المؤكد حظهم سيكون وافرًا في دول عربية ذات ثقل معين. وإذا كان الدبلوماسي يتدرج في عمله استنادًا إلى خبرات اكتسبها ومواهب وقدرات معينة لديه فإنه لم يعد أمامه ما يطمح إليه في تبوئه منصبًا قياديًا أو قطف ثمرة نبوغه وتدرجه في وظيفته على مر السنين لأنه بالطبع لم تعد لديه ثقة في جني تلك الثمرة أو الوصول إلى سلم القيادة يومًا ما ما دام أن هذا المكان بات على موعد للقادمين إليه من الخارج!! أما الأخطر في الأمر فإن بريق العمل الدبلوماسي لن يصبح مغريًا للموهوبين والراغبين به وسيدفع بهم إلى سلك طرق أخرى ما دامت لعبت اعتبارات أخرى سلبت أو ستسلب منهم جني ثمار عملهم لسنوات طويلة لشخوص ليسوا من العمل الدبلوماسي في شيء ولا صلة لهم به ولكنهم يتربعون عليه !! ثم نتساءل كيف يظل دبلوماسي يدفع زهرة عمره وسنواته بكد ثم تفاجأ وهو على مشارف تولي منصب قيادي أو ترقية لدرجة سفير بآخر انتزع منه ثمرة هذه السنوات وأخذها لنفسه أو منحت له بغير وجه حق ؟!! ألم يعد من الأحرى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب أو كما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها) أم أن أيامًا وسنوات مضت توشك أن تعود!! وربما قد عادت تطل بالفعل بوجهها الكئيب شعارها أهل الثقة قبل أهل الخبرة!! كما هو الآن نرى ونسمع ولا حول لنا ولا قوة!!.