القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة التضامن.. قادة المؤتمر الإسلامي في شعابهم
نشر في الانتباهة يوم 14 - 08 - 2012

يحتضن قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة اليوم «الثلاثاء» قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي دعا إلى عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتستمر لمدة يومين، تكتسب القمة الإسلامية الاستثنائية التي تنعقد في مكة المكرمة اليوم «الثلاثاء» أهمية خاصة في ظل الظروف والتحولات التي تشهدها عدة دول إسلامية، الأمر الذي يتطلب جهودًا مكثفة لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة التي تستمر يومين، ويأتي اختيار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لمكان وزمان انعقاد القمة الذي يتزامن مع ليلة «27» من رمضان وهي الليلة التي يعتقد غالبية المسلمين أنها ليلة القدر، ليضفي أجواء روحانية على أعمال القمة، وتناقش القمة العديد من القضايا التي تهم دول العالم الإسلامي، خاصة بعض تلك الدول التي عانت خلال أكثر من عام من تطورات دراماتيكية وأحداث عنف، وفي ذات السياق يشارك السودان بوفد رفيع المستوى يقوده الرئيس عمر البشير الذي وصل السعودية يوم أمس للمشاركة في تلك القمة، ويكاد يُجمع أغلب الباحثين والمختصين في مجال العلاقات الدولية أن المؤتمر سيكون من بين أكثر المؤتمرات صعوبة حيث سيُعقد في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية والعالم الإسلامي عمومًا، خاصة ما يجري من أحداث في سوريا التي يتعرض شعبها منذ شهور إلى التقتيل على يد نظام بشار الأسد، وكذا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تتعرض له الأقلية المسلمة في بورما، ناهيك عن تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة، وإذا أضيف إلى هذا استمرار تداعيات ما سُمي ب«الربيع العربي» الذي لا تزال المنطقة العربية تعيش بعض آثاره حيث يعتبر أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط ومستشار قانوني دولي الدكتور تاج الدين الحسيني الذي عمل لسنوات متخصصًا مع منظمة التعاون الإسلامي نفسها، اعتبر أن المؤتمر جاء بعد ظروف استثنائية عاشتها المنطقة العربية لم تعرف لها مثيلاً من قبل، تمثلت على الخصوص فيما سمي ب«الربيع العربي»، وأوضح: لا يمكن لأحد أن يجادل في التأثير الكبير التي تركه هذا الربيع على واقع الحال في العالم العربي، فهناك أنظمة عربية انهارت بفعل هذا الحراك، وتعرضت لتغييرات جذرية، وهناك أنظمة أخرى عرفت اهتزازات قوية، بينما أنظمة عربية تعاملت بذكاء كبير مع رياح الربيع العربي التي هبّت على المنطقة، حيث بادرت إلى القيام بالإصلاحات اللازمة والمطلوبة التي تتماشى مع روح العصر.
أما المراقبون فلقد شددوا بدورهم على أن القمة الاستثنائية تكتسب أهمية خاصة فى ظل الظروف والتحولات التي تشهدها عدة دول إسلامية، حيث يقول الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح إن الشعوب الإسلامية تنتظر من قمة مكة معالجة العديد من القضايا التي تواجه الدول الإسلامية خاصة العربية، ومنها القضية الفلسطينية وما يحدث من انتهاكات إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وسورية حاليًا الأمر الذي يتطلب اتخاذ موقف موحد تجاه الأحداث في سورية بما يؤدى إلى الحفاظ على الشعب السوري بعد أن أصبح المخطط إضعاف سورية، ومحاولات إضعاف العرب ككل، أما مفتي مصر الأسبق نصر فريد فيقول إن شعوب الدول الإسلامية تنتظر من قادتها في قمة مكة الاستثنائية أن تلعب دورًا فاعلاً مع المجتمع الدولي لحماية الأقليات المسلمة التي تتعرض للاضطهاد والتطهير العرقي كما يحدث في ميانمار التي انتهكت غالبيتها البوذية بمعاونة الجيش النظامي حقوق المسلمين فقتلوا واغتصبوا وشردوا منهم الآلاف طوال تاريخ طويل من الصراع وضياع الهُوية، وأخيراً أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، حول دعوة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لعقد قمة مكة للتضامن الإسلامي، قال: إننا سنخرج بأكبر قدر ممكن من التضامن الإسلامي في هذه القمة التي تجري في مكان وزمان مباركين، ونحتاج إلى وقفة جادة من قبل قادة «57» دولة إسلامية، معتبراً أن هذه الدعوة مسؤولية كبيرة على الجميع، وبطبيعة الحال مسؤولية أيضاً على أمانة التعاون الإسلامي، وهي أن نقدم رؤية مخلصة للواقع ونعكس بطريقة أمينة تطلعات الأمة الإسلامية.
إذاً فإن القمة التى ستختم أعمالها غدًا وتُصدر إعلان مكة ستكون انفتاحية خاصة أنها جاءت كبيرة على الصعيدين العالمي والإسلامي بخلاف أنها إستثنائية ليس فقط من الناحية الإجرائية وإنما استثنائية من حيث توقيتها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مع ما تشهده الشعوب والحضارات حيث ضاع الكثير في ظل الثورات.
قصر الصفا.. موقع إستراتيجي تربع على جبل أبي قبيس
يحتضن قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة قمة التضامن الإسلامي الاستثنائي التي دعا إلى عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتستمر لمدة يومين.. ويعد قصر الصفا واحدًا من أكثر القصور شهرة على الصعيدين الإسلامي والمحلي وأمر ببنائه الملك خالد بن عبد العزيز يرحمه الله في جبل قبيس المطل على المسجد الحرام والكعبة المشرفة وهو معلم من معالم مكة، نظرًا لقربه من المسجد الحرام والكعبة وملتقى الكثير من قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ويحظى القصر بموقع إستراتيجي إذ يتربع على جبل أبي قبيس المعروف تاريخيًا والذي احتضن الحجر الأسود في الطوفان أيام النبي نوح عليه السلام وتذكر الروايات أن إبراهيم عليه السلام عندما بنى الكعبة وبقي موضع الحجر الأسود كلف ابنه إسماعيل بإحضار حجر مميَّز وعندما عاد إليه وجد أنه وضع الحجر فسأله عن ذلك، فقال له إن جبريل جاء به من جبل أبي قبيس ويقع بالقرب من قصر الصفا جبل أجياد ومن الناحية الجنوبية مبنى وقف الملك عبد العزيز وساعة مكة التي تعد أعلى ساعة برجية في العالم وأصبحت توقيتًا رسميًا للأمة الإسلامية، في الوقت نفسه بدأت كل القطاعات الأمنية في تنفيذ المراحل الأخيرة من الخطة الأمنية خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان من خلال أكثر من 28 ألف رجل بمناسبة القمة اليوم بمشاركة قادة الدول الإسلامية وتزامنًا مع القمة لتنظيم الأعداد الكبيرة والكثيفة من قاصدي بيت الله الحرام من خلال وضع طرق بديلة للمقيمين والمغادرين لمكة المكرمة.
أوغلي: القمة ستخرج بأكبر تضامن إسلامي ممكن
قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، حول دعوة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز لعقد قمة مكة للتضامن الإسلامي، قال: «إننا سنخرج بأكبر قدر ممكن من التضامن الإسلامي في هذه القمة التي تجري في مكان وزمان مباركين، ونحتاج إلى وقفة جادة من قبل قادة «57» دولة إسلامية، معتبراً أن هذه الدعوة مسؤولية كبيرة على الجميع، وبطبيعة الحال مسؤولية أيضاً على أمانة التعاون الإسلامي، وهي أن نقدم رؤية مخلصة للواقع ونعكس بطريقة أمينة تطلعات الأمة الإسلامية، وفي حوار أجرته معه صحيفة الوطن السعودية، اعتبر أن التحديات والمشكلات التي نمر بها أثرت كثيراً في تضامننا مع بعضنا البعض، ولا يمكن أن نتجاوز هذه الأزمات بصورة واقعية إلا إذا حققنا أكبر قدر ممكن من التضامن، لافتاً إلى أن هذه القمة ستكون انفتاحاً كبيراً على الصعيدين العالمي والإسلامي، وأضاف أن القمة استثنائية ليست فقط من الناحية الإجرائية، وهي استثنائية من حيث توقيتها، ويجب ألا ننتظر منها الكثير من القرارات، كما هو الحال في القمم الاعتيادية العادية التي ستكون بداية العام المقبل، لافتاً إلى أن الأجندة التي ستناقشها القمة هي ملف فلسطين، وأزمة مسلمي أقلية الروهينجا واضطهاد الحكومة المركزية لهم في ميانمار، والملف السوري وتداعياته الخطيرة، مشدداً على اننا سنخرج بأكبر قدر ممكن من التضامن الإسلامي.
بدوره أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي السفير عبد الله عالم أهمية الموضوعات التي ستبحثها القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة، والمزمع عقدها في مكة المكرمة، وقال عالم في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية إن القمة التي ستُعقد في مكة المكرمة ستبحث قائمة طويلة من القضايا والموضوعات الساخنة التي تشهدها الدول العربية والإسلامية، ضمن منظور التضامن والتعاضد الإسلامي الذي تحمل مسماه القمة، وأضاف أن من بين تلك الموضوعات اتحاد ولحمة الأمة الإسلامية، وملفات ساخنة مثل الأوضاع في سوريا والصومال والسودان ودول إفريقيا وفلسطين، إضافة إلى بحث بنود الخطة العشرية التي أقرت في سابقتها في مكة المكرمة في العام 2005 وما تم تنفيذه من تلك البنود، وأوضح عالم أن السعودية تعد الداعم الأول للقمة، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دائماً صاحب مبادرات تهدف إلى توحيد صف الأمة الإسلامية والعربية، وذكر أن دور منظمة التعاون الإسلامي يظل لوجستياً في التحضير للمؤتمر، وأن لأي دولة عضو الحق التام في اقتراح وإضافة ما تراه حيوياً من قضايا إلى جدول الأعمال، وأكد عالم نجاح القمة المقبلة، معتبراً أن كل المؤشرات تؤكد حضور جميع القادة المعنيين بالقمة، وأن حضور القادة والرؤساء سيكون مكثفاً، كما هو مقرر لا سيما أن القمة مبنية على لقاء أخوي بين قادة الدول الإسلامية، من جهته أشار الأمين العام المساعد للشؤون السياسية لدى المنظمة السابق السفير عزت مفتي إلى أن القمة تشكل إنقاذاً للأوضاع السياسية والأمنية الخطيرة التي يواجهها العالم الإسلامي. واعتبر التحرك الدولي الدبلوماسي والسياسي مجرد تكتيك فردي وليس جماعياً لا سيما مع الظروف المضطربة، مضيفاً أنه على الرغم من تميُّز دول الخليج ببعض التحرك الجماعي حيال الأوضاع في المنطقة إلا أننا لم نشهد تحركاً يمثل المبادئ والروح الإسلامية في الوقوف ضد العدوان قبل الآن، ورأى مفتي أن التوقيت مهم ومناسب للغاية في هذا الشهر لاسيما مع ما تشهده الساحة الإسلامية والعربية، وقال إن العاهل السعودي يطرح دومًا المبادرات والموضوعات التي تخدم وتنقذ الهوية الإسلامية والعربية في الوقت المناسب.. وقال ان ما تميز به بدعوته الى عقد قمة في التوقيت الآني لطرق اهم القضايا على الساحة وتناولها بالحوار وانقاذ ما يمكن انقاذه مع ما تشهده الشعوب والحضارات حيث ضاع الكثير في ظل الثورات العربية.
«مكة» تتوشح بأعلام الدول لنداء التضامن
توشحت مدينة جدة، البوابة الغربية للعاصمة المقدسة، منذ منتصف شهر رمضان الحالي بأعلام الدول الإسلامية الملبية لنداء التضامن الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين داعيًا إلى قمة إسلامية تضامنية تجتمع عليها كلمة الدول الإسلامية وتتوحد جهودها وأهدافها.. عشرات الأعلام التي تعود للدول الإسلامية من قارات الأرض انتظمت على طريق المؤسس الملك عبد العزيز في هذه المدينة الساحلية الواقعة إلى الغرب من السعودية، وفي هذه الأثناء تتوجه إلى مكة المكرمة، مهوى أفئدة المسلمين، أنظار العالم الإسلامي، كما كل عام، لمتابعة البيت العتيق المطهر للطائفين والعاكفين والركع السجود، وإلى مكة المكرمة أيضًا تتجه أنظار العالم قاطبة لمتابعة اجتماعات قمة كبرى تعقد في أوقات استثنائية تمر بدول العالم العربي والإسلامي، وتنفرد هذه القمة عن أي حدث أو تجمع، ويُكسبها عاملا الزمان والمكان استثنائيتها بجدارة، إذ تعقد في حرم آمن معظّم إلى جوار قبلة المسلمين وأول بيت وُضع للناس، وهي تٌعقد في تاريخ يتحرى فيه المسلمون ليلة مقدسة يؤمنون بأنها توازي ألف شهر.
المراقبون: القمة استثنائية للتصدي للأوضاع الصعبة
شدد مراقبون على أن القمة الإسلامية الاستثنائية التي تعقد في مكة اليوم «الثلاثاء» بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تكتسب أهمية خاصة فى ظل الظروف والتحولات التي تشهدها عدة دول إسلامية، الأمر الذي يتطلب جهودًا مكثفة لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة التي تستمر يومين.. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح إن الشعوب الإسلامية تنتظر من قمة مكة معالجة العديد من القضايا التي تواجه الدول الإسلامية خاصة العربية، ومنها القضية الفلسطينية وما يحدث من انتهاكات إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وسورية حاليًا الأمر الذي يتطلب اتخاذ موقف موحد تجاه الأحداث في سورية بما يؤدى إلى الحفاظ على الشعب السوري بعد أن أصبح المخطط إضعاف سورية، ومحاولات إضعاف العرب ككل.. وأكد أن انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في هذه الأجواء والظروف يقتضي توفير الإمكانات والقدرات على إيجاد مخارج وحلول مطلوبة لمساعدة الشعب السوري في الخروج من محنته التي يعانى منها منذ أكثر من عام ونصف العام، وقال مفتي مصر الأسبق نصر فريد واصل إن شعوب الدول الإسلامية تنتظر من قادتها في قمة مكة الاستثنائية أن تلعب دورًا فاعلاً مع المجتمع الدولي لحماية الأقليات المسلمة التي تتعرض للاضطهاد والتطهير العرقي كما يحدث في ميانمار التي انتهكت غالبيتها البوذية بمعاونة الجيش النظامي حقوق المسلمين فقتلوا واغتصبوا وشردوا منهم الآلاف طوال تاريخ طويل من الصراع وضياع الهوية، ومشكلة مسلمي ميانمار الذين يُطلق عليهم الروهينجيا هم مواطنون مسلمون في منطقة تعرف باسم أركان كانت في الماضي سلطنة إسلامية مستقلة لها علاقات تجارية خارجية شأنها شأن سلطنات الملايو أو سلطنة بروناي، ثم اجتاحتها بورما المعروفة الآن باسم ميانمار وضمتها إلى أراضيها واليوم لا تريد أن تعترف بسكانها كمواطنين للدولة بل وتعتبرهم أجانب مقيمين إقامة غير شرعية، من جانبه قال نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط علي حسن إن واقع عدد من الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية سواء في فلسطين أو العراق أو سورية أو لبنان واليمن وصولاً إلى الصومال وأوضاع أفغانستان يستلزم من القمة الاستثنائية التصدي للأوضاع الصعبة التي أصبحت على فوهة بركان وباتت الأخطار تحدق بالأمة العربية والإسلامية المهددة مثل المشروع النووي الإسرائيلي، الذي يستهدف أمن الدول الإسلامية وخاصة العربية بشكل مستمر عبر التدخل في شؤونه الداخلية، وثمن حسن مبادرة خادم الحرمين بحملة تبرع شعبية للشعب السوري، والتي لم يقل إنها لطرف دون طرف آخر من طرفي الأزمة، وإنما هي حملة تبرع للشعب السوري الذي يكتوي بنار المواجهات أو حالة الاحتراق التي تحدث منذ سنة في سورية، وأكد خادم الحرمين أن هذه التبرعات ليست من أجل الحرب أو المواجهة، وإنما من أجل نجدة جميع السوريين دون استثناء وهي محاولة لعلاج الجرح الذي ينزف يوميًا.
قمة في مناخ ساخن ملفات صعبة
يكاد يُجمع أغلب الباحثين والمختصين في مجال العلاقات الدولية أن مؤتمر التضامن الإسلامي الذي دعا لعقده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في رحاب مكة المكرمة سيكون من بين أكثر المؤتمرات صعوبة حيث سيُعقد في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية والعالم الإسلامي عمومًا، خاصة ما يجري من أحداث في سوريا التي يتعرض شعبها منذ شهور إلى التقتيل على يد نظام بشار الأسد، وكذا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تتعرض له الأقلية المسلمة في بورما، ناهيك عن تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة، وإذا أضيف إلى هذا استمرار تداعيات ما سُمي ب«الربيع العربي» الذي لا تزال المنطقة العربية تعيش بعض آثاره. بدوره اعتبر أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط ومستشار قانوني دولي الدكتور تاج الدين الحسيني الذي عمل لسنوات كمتخصص مع منظمة التعاون الإسلامي نفسها، اعتبر أن المؤتمر جاء بعد ظروف استثنائية عاشتها المنطقة العربية لم تعرف لها مثيلاً من قبل، تمثلت على الخصوص فيما سمي ب«الربيع العربي»، وأوضح: لا يمكن لأحد أن يجادل في التأثير الكبير التي تركه هذا الربيع على واقع الحال في العالم العربي، فهناك أنظمة عربية انهارت بفعل هذا الحراك، وتعرضت لتغييرات جذرية، وهناك أنظمة أخرى عرفت اهتزازات قوية، بينما أنظمة عربية تعاملت بذكاء كبير مع رياح الربيع العربي التي هبّت على المنطقة، حيث بادرت إلى القيام بالإصلاحات اللازمة والمطلوبة التي تتماشى مع روح العصر.. وبخصوص طبيعة الموضوعات التي من المحتمل أن تطغى على النقاش داخل القمة، قال الدكتور الحسيني هناك موضوعات ستطغى على التداول في كواليس القمة وستفرض نفسها بقوة مثل علاقة الدول العربية مع الغرب وكذا العقوبات التي لا تزال تفرض عليها، وكذلك علاقة باكستان مع الغرب أيضًا. قمة مكة ومواجهة «الإسلاموفوبيا»، ويجدد الدكتور تاج الدين الحسيني دعوته إلى منظمة التعاون الإسلامي بإعادة طرح مسألة «الإسلاموفوبيا» في قمتها التي ستُعقد في مكة المكرمة، ويشير المتحدث إلى أنه سبق أن تم اقتراح هذا الموضوع في اللقاءات التي جمعت حوالى «15» شخصية فكرية من العالم الإسلامي، كان هو من بينها، لتقديم توصيات ومقترحات إلى منظمة التعاون الإسلامي، مذكرًا بأن أولها كانت تحت رئاسة الرئيس الماليزي والثانية تحت رئاسة رئيس باكستان فيما كانت الأخيرة بجدة تحت رئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويكشف الدكتور الحسيني أنه منذ ذلك التاريخ اقترحت مجموعة التفكير هذه أن تسلك المنظمة اتجاه الاعتدال المستميت في مواجهة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في الغرب بسبب إعلام الأخير المتطرف والذي يصور الإسلام على أنه يقدم دعمًا معنويًا للجماعات المتطرفة. وقد تم الاتفاق على أن منظمة التعاون الإسلامي هي المؤهلة لتمثيل الإسلام في الحوار مع الغرب والدفاع عن كل القضايا ذات الصلة بالإسلام، ويطرح الدكتور الحسيني إشكالية التعاون بين دول العالم الإسلامي، ويعتبر أن هذه هي إحدى أهم القضايا التي يجب أن تُبحث في قمة مكة المكرمة والخروج بتوصيات قوية بخصوصها، وقال انه يجب النظر بعين الحكمة إلى إشكالية التنمية المستدامة في العالم الإسلامي، الذي تصنف بعض دوله من بين الأقل تقدمًا، بينما تتمتع بعض دوله الأخرى بثروات هائلة، داعيًا إلى استثمار الأموال العربية في الدول الإسلامية الأقل تقدمًا أو تلك التي تعيش أوضاعًا اقتصادية جد صعبة.. تجدر الإشارة إلى أن الدكتور تاج الدين الحسيني كان من بين الشخصيات العربية البارزة التي دعيت للمشاركة في التفكير بواقع ومستقبل منظمة التعاون الإسلامي. وقد كان من بين 15 شخصية فكرية حضرت مؤتمر ماليزيا، حيث دعيت خمس شخصيات من العالم العربي «المملكة العربية السعودية، المغرب، مصر، الإمارات العربية المتحدة وقطر»، وخمس أخرى من آسيا ومثلها من المجموعة الإفريقية، وقد شارك في لقاءات متعددة رفعت عدة توصيات مهمة إلى قادة الدول الإسلامية أُخذت بعين الاعتبار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.