يودعنا رمضان شهر الخير والبركات وشهر الرحمة والغفران والعتق من النار نسأل الله أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وان يجعلنا من معتوقي هذا الشهر الفضيل.. وقد مرّ رمضان بكل ما فيه من إيمانيات وروحانيات إلا أن الإنسان هنا يفتقد إلى اللمة والناس رغم محاولاتنا الجادة في أن نحول فطوره إلى فطور سوداني قراصة و بليلة وحلو مر وغيرها من المشروبات السودانية الا أنها لا طعم لها ولا لون لأنها لم تأخذ طعم السودان ولم تجد اللمة الأيادي الكتار والقوز والشفع وموية البحر وطعم الناس وطعم اللمة وطعم القمر والليل صوت الأذان واختلاف الناس «أذّن ما.. لا ما أذّن».. رمضان هنا بالرغم من ما فيه من راحة إلا أن الإنسان يشتاق إلى الشقى والجري وبل الثوب وشكاوى الناس من الحر.كلها تفاصيل قد لا يشعر بها من يعيش في السودان ولكن هنا نفتقدها ولها طعم خاص وخصم خاص من حياتنا الرمضانية هنا. فالإنسان مهما وجد من أسباب الراحة بعيدًا عن أهله ووطنه يظل لا يحس بها ولا يتذوقها ولا يشعر بها. وقد تكون الجالية السودانية هنا في البحرين تختلف كثيرًا من جاليات اخرى، فالجالية هنا لا تتكون من روابط وإنما من السودان الكبير وكل فرد فيها يمثل السودان ولا يمثل منطقته التي أتى منها أو ينتمي إليها واعتادت الجالية هنا أن تقيم إفطارًا جماعيًا يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع حيث يأتي الكثير من أفراد الجالية محملين بالإفطارات السودانية الدسمة ويأتي «العزابة» إليهم وتكون لمه حقيقية يفطرون ويصلون ويونسون ويتآنسون. وقد زاد عدد أبناء الجالية السودانية في البحرين في السنوات الماضية كثيرًا حيث فاق عددهم الخمسة آلاف شخص وقبل عامين أو ثلاثة كان عددهم لا يتجاوز الألفين وهذا احدث حراكًا نوعيًا بين أفراد الجالية وخلق تحديًا للنادي السوداني في لمّ شمل هؤلاء الأشخاص وصهرهم في بوتقة السودان الواحد. الجاليات السودانية في كل البلاد العربية لها روابط وجمعيات بعدد القرى وبعدد المدن التي في السودان وهذا عمل جميل حيث تسخر هذه الروابط كل جهدها لخدمة مناطقها وما يميز تلك الجاليات العدد الكبير من السودانيين في تلك البلاد مما يسهل قيام رابطة تعكس ما عندنا في البحرين وعلى سبيل المثال من قريتي ارقي يوجد فقط أربعة أشخاص فهؤلاء من الصعب أن يقيموا رابطة أو جمعية بينما في الرياض وحدها أكثر من 200 شخص.. ولكل اهلنا في السودان وخارجه اقول لهم «كل سنة طيبين» نواصل