في حوارنا مع مجدي الحاج عثمان الذي يعمل في مجال السفر والسياحة بالرياض حاولنا أن نستخرج من أشجانه الكثير مما واجهه في الغربة في قالب حوار خفيف خاصة وأنه مقيم بمدينة الرياض منذ 26 سنة.. نافذة مهاجر التقته ليحكي لنا عن تجربته مع الغربة وأشجانها والطقوس الرمضانية المقارنة بين السودان والمملكة العربية السعودية.. ماهي دوافع غربتك ومتى بدأت؟ بدأت غربتي في عام «1986» وكان الدافع الأساس من ورائها تحسين الوضع المادي وتأمين المستقبل ببناء المنزل والزواج.. ولكن الظروف حالت دون عودتي فامتدت غربتي لقرابة الثلاثين عاماً.. ماذا أضافت لك الغربة؟ الإضافة الحقيقية التي خرجت بها من الغربة هي الاحتكاك بمجتمع خليط من كل الأجناس وخبرة مقدرة في مجال عملي ورصيد مالي في البنك.. وشعر أشيب يحكي عدد السنين التي راحت بالغربة عن الوطن.. وماذا خصمت منك؟ خصمت مني الكثير خاصة العمر... وفقدان الكثير من الأعزاء وأنت في الغربة.. بجانب المناسبات التي من المفترض أن تكون جزءًا منها... وأكثرها حزناً البُعد عن الوالدين. ماذا يعني لك رمضان وأنت في الغربة؟ رمضان له مذاق خاص في السودان يبدأ بالمقدمات التي تسبق الشهر الفضيل بشهر تقريباً من تجهيزات خاصة، ونحن في الغربة نقلنا كل عاداتنا وتقاليدنا الجميلة معنا وعلى وجه خاص الوجبات السودانية المحببة لنا ولضيوفنا من البلدان الأخرى؛ فنحن السودانيين من العادات الموروثة والمغروسة فينا كرم الضيافة الأصيل ويتضح ذلك جلياً وبصورة أوسع على مائدات رمضان المختلفة ودائماً ما أدعو زملائي في العمل على مائدة إفطار رمضانية سودانية بأصنافها المتعددة.. متي كان آخر رمضان لك في السودان وكيف كان؟ أتيت للسودان العام الماضي وكان رمضان متميزًا جداً لأنه ممزوج بالنكهة السودانية المميزة والوجود وسط الأهل والأحباب بجانب صلة الأرحام بزيارة الأهل جميعاً.. أيهما أفضل رمضان في السودان أم بالسعودية؟ بالطبع يختلف تذوق رمضان من شخص لآخر.. فقضاء رمضان في السودان قمة المتعة في الجانب الاجتماعي من تزاور والإفطار في الطرقات؛ ورغم المعاناة إلا أن الشخص يشعر أنه يتذوق طعم رمضان الحقيقي، أما في المملكة فإن رمضان له نكهة خاصة بزيارتك لبيت الله الحرام واداء شعيرة العمرة.. ما هو دور الروابط الاجتماعية في رمضان؟ الروابط في السابق كانت لها أنشطة وفعاليات كثيرة وملحوظة كالدورات الرياضية والمهرجانات في الأعياد والأيام المفتوحة بالنكهات السودانية، ولكن الآن لم يبق من تلك الأشياء إلا القليل.. وما تبقى أصبح مسمى ولكل قاعدة شواذ.. ولكننا الآن نحاول الاستعاضة بالإفطارات الجماعية والتي تميزنا عن بقية الجاليات الأخرى ، هذه الإفطارات نقيمها كل عام خاصة على شرف ناقلنا الوطني سودانير.. ما هي أكثر الأشياء التي تفتقدونها في رمضان وأنتم في الغربة؟ نحن هنا نفتقد دائماً للإفطار في الطرقات الذي يجمع الأهل والجيران ويكون مزيج لوحة من الترابط الاجتماعي المميز، إضافة للمّة الشباب للعشاء والتجهيزات للقيام بإيقاظ الناس للسحور..... هل قررت ترك الغربة والعودة للسودان نهائياً؟ أكيد... العودة إلى أرض الوطن حلم كل إنسان خارجه، وبكل تأكيد نفكر في العودة والاستقرار ولكننا بحاجة إلى قرارات جادة وجاذبة تصدرها الدولة تضمن لنا عودة ميسرة وموفقة حتى نستطيع تأسيس حياتنا ونستقر تماماً..