لا عاصم اليوم من أمر الله ولم يكن هنالك جبل يؤي إليه المتضررين من مواطني تلك القرى التي اجتاحتها السيول العارمة فقد تفاجأ الجميع بحجم تلك المياه المتدفقة القادمة من منطقة البطانة، والتي اكتسحت عددًا من القرى بمحليتي ريفي خشم القربة ونهر عطبرة بولاية كسلا الواقعة غرب مشروع حلفاالجديدة الزراعي مما أدت لانهيار آلاف المنازل وتشريد عشرات الأسر ونفوق أعداد كبيرة من الحيوانات وغيرها من الأضرار.. وعلى الرغم من حجم الكارثة إلا أن مواطني تلك القرى حافظوا على رباطة جاشهم وقوة إيمانهم بقدر الله ولم يحاولوا كسر الترعة الرئيسة «الميجر» لتصريف مياه السيول عبرها لأن ذلك كان سيؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة وانهيار كامل لمشروع حلفاالجديدة الزراعي ومدينة حلفا بأسرها.. وأعلن والي كسلا محمد يوسف آدم عن استعداد الولاية لتمويل المواطنين لشراء آليات لزراعة المناطق التي دخلتها المياه إلى جانب مد وزارة الزراعة الاتحادية لهيئة حلفاالجديدة الزراعية بآليات والوقوف معها.. فيما أكد وزير الدولة بوزارة الزراعة الاتحادية وقوف المركز مع الولاية والمواطنين المتأثرين، قائلاً: إن ما حدث هو تقدير من الله سبحانه وتعالى وستكون عاقبته خيرًا، وأكد نائب الوالي مجذوب أبو موسى أن إيواء المواطنين يأتي كأولوية قصوى في المرحلة الحالية خاصة أن هنالك مواطنين بأكثر من «8» قرى في العراء مشيرًا إلى أن حجم الكارثة أكبر من إمكانات الولاية والمحليات المتاحة مضيفًا أن استمرار تدفقات المياه وكسورات الترع سيهدد مشروع حلفاالجديدة الزراعي بكامله. وأوضح رئيس اللجنة العليا للطوارئ وزير التخطيط العمراني عبد المعز حسن أن القرى المتأثرة بالسيول بمحلية ريفي خشم القربة هي «1،2، 26» عرب وقرى «9،8،7،6،5،4،3،» بمحلية نهر عطبرة دون وقوع خسائر في الأرواح هذا وقدرت كميات السيول المتدفقة من مناطق البطانة بولاية القضارف ب «40» مليون متر مكعب حسب تقديرات إدارة الري بمؤسسة حلفاالجديدة الزراعية مما يصعب أمر تصريف تلك المياه عبر الترعة الرئيسة للمشروع والتي تقدر سعتها ب «8» ملايين متر مكعب من المياه، وأكد يحيى محمد أحمد معتمد محلية ريفي خشم القربة في أن الموقف تحت السيطرة التامة بمناطق «26عرب،1 ،2 عرب» التي تضررت جراء السيول والأمطار.. وقال إن إجمالي الأسر المتضررة بتلك القرى بلغ «3» آلاف و«267» أسرة، وأضاف أن جملة المنازل التي تضررت كلياً بالقرية «26» بلغ ألف و«17» منزلاً وألف و«350» منزلاً بالقرية «1عرب» وألف منزل بالقرية «2 عرب». وأكد يحيى أن تدفقات المساعدات مستمرة من اللجنة العليا للطوارئ بالولاية والمنظمات الطوعية والمحلية من مواد الإيواء والغذاء والصحة والمياه.. وأشار إلى أنه لا توجد حالات وفيات وأن الأوضاع مطمئنة.. موكداً متابعة الموقف بصفة يومية لتقييم الوضع ووضع حلول تسهم في دفع أي طارئ.