{ وقالوا إن الطائرة التي قطعت قلب الأمة صباح العيد.. تتبع لشركة خاصة.. وإن المطار لم يكن مهيئاً لاستقبال طائرة. { وإن الطائرة لم يكن بها من أدوات الملاحة ما يجعلها تهبط بسلام {و إن هيئة الطيران ليست مسؤولة عن القبور الثلاثين.. { وإن.. وإن { ولم نكن أنبياء ونحن نكتب على امتداد الأسبوعين الأخيرين ونحن نحذر من هيئة الطيران.. وبالذات!! { ولا نحن خبراء ونحن نعيد هنا ما تعرفه التيوس في بادية كردفان من أنه ما من طائرة في سماء السودان أو مهبط على الأرض إلا وهو تحت مسؤولية هيئة الطيران.. { ونكتب الآن .. ليس أملاً.. فلا أمل في شيء.. بل نكتب بكاء ونجلس على حافة شارع الأسفلت.. نأكل الأسفلت أو نكتب عليه. { وبعض ما نكتب.. بأسلوب الجملة والحاشية هو: أنه ليس مهمًا أن يموت فلان أو فلان أو الأمة كلها.. المهم هو أن يبقى فلان.. وفلان فوق مقاعدهم.. أو هذا هو ما تقوله الأحداث الآن. { ولا نكتب لأننا نأمل في تحقيق، فالطائرات الثلاث عشرة السابقة في الحوادث التي تجعل السودان رسمياً يحتل المركز الأول في العالم في حوادث الطيران.. الطائرات هذه وحوادثها يذهب التحقيق حولها إلى حيث لا يعلم أحد.. {ولا تحقيق واحد تظهر نتائجه للناس قط.. ولا واحد { ولا نكتب أملاً في العثور على جهة مسؤولة. { بل .. ومثلما يهتز من يحرقه الألم وهو يحدِّث نفسه.. نحدث النفس بأنه : الطيران السوداني يُحظر عليه دخول أوروبا.. ومنذ عام.. وهيئة الطيران المدني.. ما تزال «صامدة».. لا يمد إليها أحد إصبعاً بالسؤال { والعالم ينذر السودان بحصار جوي ابتداء من 15/11/2012 ما لم يصلح مطاراته.. وطائراته. { وهيئة الطيران تكتفي بالإنكار وبإعلان عن الحصول على المركز الثاني في إفريقيا في سلامة الطيران.. وتدّعي شهادة من الإيكاو .. والإيكاو تنفي. { والطيارون والفنيون يهجرون الهيئة، فالهيئة مرتباتها لا تدفع الجوع { والهيئة هذه.. التي تعلن أنها ثرية.. وأن قوانين الخدمة هي ما يمنعها من دفع مرتبات سخية....الهيئة هذه تدفع مرتبًا شهرياً قدره ثلاثة وثلاثون ألف دولار لإثيوبي يعمل هناك. { خبير؟!.. ربما .. لكن وجود الخبير هذا يجعل السودان يحصل على «5% خمسة من مائة من درجات السلامة. { وحرصاً على الخبراء؟.. ربما .. لكن أعظم خبير طيران سوداني وبشهادة يُجمع عليها العالم في مؤتمر ضخم بدولة روسيا.. الخبير هذا وهو السيد حاج الخضر.. والذي يعد الأعظم خبرة في إفريقيا.. الرجل هذا ما يقوم به الآن هو: { ونشهد على هذا.. ونشهد { الرجل هذا يدير الآن مدرسة ابتدائية في منطقة دار السلام المغاربة!!! { ومثله عدد هائل من الخبراء أبعدهم مدير هيئة الطيران الحالي بضربة واحدة { إصلاح؟ { ربما.. لكن هيئة الطيران العالمية تشترط وجود عدد من الخبراء في الهيئة هذه.. في أقسام ثمانية.. لا يوجد الآن منهم واحد. { إصلاح؟؟ { ربما .. لكن آخر الخبراء العالميين الذي يطوف أقسام هيئة الطيران الثمانية يبحث عن الخلل «بدعوة من جهة لا تتبع لهيئة الطيران» يخرج وهو يترنح من الدوار.. فالرجل يجد أن الأقسام الثمانية التي تتبع لجسم واحد.. هي شيء مثل مخلوق له سيقان ثمانية .. كل ساق منها تمشي إلى جهة مختلفة { .. يكفي.؟ { لا.. فالخليج يعرض المشاركة في إصلاح طيراننا .. و نحن نرفض. { والإيكاو «وحسب قوانينها» تقدِّم عملاً متكاملاً تماماً لإصلاح أي هيئة طيران في العالم.. عند الطلب.. لكننا لا نتقدم بطلب للتعاون هذا { ونعمل بخبرتنا نحن. { وبعض خبرتنا أن زيادة أسعار وقود الطيران تجعل السودان يخسر تعامله مع نصف طيران العالم الذي كان يعبر به.. { وزيادة سعر الوقود تجعل السودان يكسب دولاراً ويخسر عشرة { .. { وشيء يحدث { وبعض ما يحدث هو أن حملة التخريب المنظم تقتل الملاحة البحرية.. وتقتل الزراعة.. وتقتل السكة حديد.. وتقتل الطيران.. وتقتل { وتقتل الناس.. { وليس مهمًا.. المهم أن أبقى أنا مديراً.. وتبقى أنت مديراً ٭٭٭ بريد { السادة الذين يتصلون ببعض أصدقائنا يطلبون وساطتهم لنسكت المرجو منهم عدم إحراج أصدقائنا هؤلاء.. فنحن والسكوت ما يجمعنا هو حافة القبر.