توفي نائب القائد العام للجيش الشعبي الفريق أول فاولينو ماتيب نيال أمس الأول بعد صراع طويل مع المرض حسبما أعلن الجيش الشعبي أمس، وقضى فاولينو نحبه بعد إصابته بالعمى وظل يتلقى العلاج لفترة طويلة بنيروبي وجوهانسبيرج والخرطوم قبيل الانفصال، انضم فاولينو للحركة الشعبية في العام 2006 ويقع مسقط رأسه بمنطقة «بول» في ولاية الوحدة، وأعلنت قيادة قواته الحداد أمس، وعمل تحت إمرته عدد من القيادات الحالية للجيش الشعبي بقيادة اللواء سايمون كرويج واللواء كلمن واني واللواء عبدالباقي أيي واللواء جون لوك واللواء التيب قلواك واللواء قرويس قرقوش وهو وثيق الصلة بالرئيس البشير وعدد من القيادات العسكرية السودانية. انضم فاولينو للحركة الشعبية في العام 1983 وانشق عنها لاحقاً في العام 1986 وأسس قوة «دفاع جنوب السودان» بحوالى «54» ألف جندي، عرفت أيضاً باسم قوات «البرقيد».. وقّع فاولينو اتفاقاً مع الحكومة السودانية في العام 1989 ونال على إثره رتبة اللواء بالقوات المسلحة، وكان يمثل أكبر العقبات أمام إنتاج النفط بولايتي أعالي النيل وبحر الغزال والوحدة. عاد فاولينو وانضم مرة أخرى للحركة الشعبية في العام 2006 باتفاق مباشر مع الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت الذي رحّب بشدة بعودة فاولينو لصفوف الحركة وقام بتعيينه نائباً للقائد العام للجيش الشعبي. يضعه الكثيرون في منزلة «الانفصاليين الجنوبيين» واتبع في وقت سابق كافة أفكار تجمع «أنانيا 2» الداعي لانفصال جنوب السودان، ويقول المحلل السياسي الجنوبي جونسون مؤسس إن جون قرنق كان يضع ألف حساب للفريق فاولينو ولقوته العسكرية وحاول مرارًا إعادته لحضن الحركة الشعبية للاستقواء به سيما وأنه كان مصدر قلق له لفترة طويلة وقد استفادت القوات المسلحة من خبرته التامة بأحراش الجنوب في حربها ضد الجيش الشعبي. عرف فاولينو بعدائه الملتهب لقيادة الحركة الشعبية سيما لوالي الوحدة تعبان دينق وقد وقعت مواجهات عسكرية من العيار الثقيل بين الطرفين في كثير من الأوقات السابقة أشهرها هجوم تعبان على منزل الرجل في العام 2009 ودارت معركة ضارية تكبّد فيها الجيش الشعبي مئات القتلى والجرحى وفشل في دخول المنزل. مما اضطر الجيش الشعبي لهدم منزل فاولينو بالدبابات وقتل إحدى زوجاته في 2011 بمنطقة ميوم. تقدّر أعداد القوات الموالية له الآن بحوالى «42» ألف جندي، ويعتبر الرجل من أصلب أبناء النوير ويعدُّ رحيله عن الدنيا فقدًا كبيرًا للنوير إذ كان هو الشخصية الأولى التي تصادم لهم وتقلع لهم حقوقهم من فم الدينكا لجهة العداء المستحكم بين القبيلتين في إطار التنافس على السلطة في الدولة الجنوبية.. ويرى البعض أن قواته كانت تمثل الحصن الملائم للقبيلة من الخلافات والصراعات القبلية، ويذكر المحلل مؤسس أن فاولينو كان يعارض بشدة سياسة الحركة الشعبية الحالية وخاصة التعامل العسكري مع الضباط المنشقين أو ما يعرفون اليوم بالثوار، ويضيف: «أفل نجمه وهو الرجل الخامس في التنظيم بدولة الجنوب».