خروقات دولة الجنوب للقرار الأممي «2046»، قائمة ومتواترة ولم تنقطع، سواء كانت في منطقة أبيي أو في المناطق الحدودية المختلف حولها، أو الدعم المتواصل لقوات الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحركات دارفور المسلحة وعناصر ما يسمى بالجبهة الثورية.. ولولا التعاطف الذي تجده جوبا من بعض القوى الدولية كالولاياتالمتحدةالأمريكية وثقلها السياسي والدولي الذي تستخدمه داخل مجلس الأمن الدولي، لجاءت انتقادات صريحة وإدانات واضحة لمسلك هذه الدولة وتجاوزاتها، ولو كانت هذه الخروقات والانتهاكات من السودان لعلا الضجيج ولسدت جلبة الناعقين في مجلس الأمن الدولي كل أرجاء الآفاق. الأممالمتحدة، كما جاء في الأخبار، أدانت بشكل خجول في تقرير لا يسمن ولا يغني من جوع، تسلمته لجنة إشراف أبيي «أجوك»، تحريك الجانب الجنوبي بتوجيه مباشر ومكتوب من د.لوكا بيونق الرئيس المشترك للجنة، لعناصر إدارية تابعة لدولة الجنوب من منطقة «أقوك» الواقعة داخل دولة الجنوب للعمل بمنطقة أبيي دون أن يكون هناك اتفاق مشترك، ويعدُّ هذ الإجراء خرقاً لقرار مجلس الأمن «2046» كما جاء في الشكوى التي تسلمها إيدمان موليت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلام من البعثة الأممية الموجودة في أبيي «يونسفا»، وكما صرح مولين نفسه في تقديره وتقييمه للخطوة التي أقدمت عليها حكومة دولة الجنوب وممثلها في لجنة إشراف أبيي المشتركة. ومهم جداً أن نعرف أسباب إحجام الجانب الجنوبي في اللجنة الإشرافية المشتركة التي يترأسها السيد الخير الفهيم المكي عن الجانب السوداني ولوكا بيونق عن الطرف الآخر، حيث تتعنت دولة الجنوب في إكمال قيام المؤسسات الإدارية والتنفيذية بالمحلية توطئة لتطبيق الإتفاق الكامل حول الأوضاع في أبيي وتمهيداً لخطوة إجراء الاستفتاء أو عدمه خلال الفترة المقبلة. ولا ترغب دولة الجنوب في ذلك، لظنها أن تطورات قد تحدث على الأرض تعيد الأمور لصالحها، منها محاولات احتلال أبيي بواسطة قوات الجبهة الثورية التي حاولت أكثر من مرة خلال شهر رمضان المنصرم مهاجمة المنطقة وأخفقت بعد ردها بواسطة القوات الإثيوبية التابعة للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة التي تنفذ مهمة تأمين المنطقة والفصل بين الجانبين، والغريب أن الأممالمتحدة التي أشارت لخطوة لوكا بيونق الأخيرة بالدفع بعناصر إدارية إلى داخل أبيي للقيام بمهام مدنية، كما ذكر، تجاهلت عشرات التقارير التي أرسلتها البعثة الإثيوبية الموجودة هناك إلى الأممالمتحدة ومجلس أمنها الدولي... إذا كانت دولة الجنوب قد حاولت عبر الهجوم المسلح المباشر أكثر من مرة لفرض الأمر الواقع وتغيير قواعد اللعبة، فلربما تحدث أمور أكثر دراماتيكية في المفاوضات التي تستأنف قريباً للالتفاف حول الوضع الحالي في أبيي.. داقني.. يهرب.. حفلت الصحف المحلية هنا الأسبوع الماضي، بأخبار وتقارير استندت على تقرير صحفي نُشر في صحيفة ماكلاتشي الأمريكية الواسعة الانتشار المقربة من وكالة المخابرات المركزية (c.i.a) أعدّه مراسلها في شرق إفريقيا وهو صحفي شديد المصداقية «ألان بوزويل»، عن هروب تيد داقني مستشار رئيس دولة الجنوب لمكافحة الفساد، وهو أمريكي من أصل يهودي إثيوبي من الفلاشا، وهو من أعد مراسلة سلفا كير رئيس دولة الجنوب لعدد من المسؤولين في حكومته مطالباً لهم بإرجاع أربعة مليارات دولار تم نهبها من المال العام. ونشرت «الإنتباهة» قبل شهر مقالات طويلة للسفير عبد الله الأزرق سفير السودان في لندن تناولت علاقة داقني ومجموعته التي تسمى «المجلس» في الولاياتالمتحدة التي تضم: روجر ونتر وإيلي كريفز وفرانسيس دينق وبرنارد قاست وسوزان رايس وغيرهم، التي ينسب لها رعاية الحركة الشعبية منذ تأسيسها عام 1983م وتحفيزها للمضي في مشروع السودان الجديد الذي تعثر ولفظه أهل السودان فقرروا فصل الجنوب، وينسب إليه أي لداقني تأجيج قضية دارفور، وحوت تلك المقالات المهمة للسفير الأزرق على تفاصيل مثيرة للغاية حول علاقة هذا اليهودي الفلاشا، بقضية دارفور ودولة الجنوب التي هبط عليها مستشارًا لرئيسها مثله مثل روجر ونتر الذي عُيِّن مستشاراً للحركة الشعبية قبل الانفصال. ولم يكن أحد يتوقع هروب داقني بهذه السرعة من جوبا مع انتقاداته الحادة بتنامي الفساد وقلة التنمية وخوفه على حياته الشخصية في دولة ساهم في صناعتها بيديه ولم تستطع حمايته.. الرجوع لتلك المقالات التي نشرت في «الإنتباهة» للسفير الأزرق تفك الطلاسم وتزيل الغموض وتربط الخيوط والليالي حبلى يلدن كل جديد .!!! الروضة من محبي الشعر الأصيل.. عدد من الشعراء الأفذاذ الذين أخذتهم العواصم والمدن البعيدة يعانون الشجى والشجن كالمشوق المستهام للنيل وضفافه وخضر روابي القصيد... كتبوا قصائد رائعة في فوز الشاعرة الكبيرة روضة الحاج بجائزة مهرجان الشعر العربي في عكاظ، وبعثوها تهاني شعرية لروضة على طريقتهم الباذخة الحنين... وعلى طريقتهم السابقة في معارضاتهم الشعرية لقصائد بعضهم البعض، في «الناها بنت حسن» وزيرة الخارجية الموريتانية السابقة، نثر شعراء وزارة الخارجية السفير خالد فرح والسفير محمد الطيب قسم الله والسفير دهب والسفيرالأزرق وإبراهيم الدلال.. وكنفح الأزاهر ومر السحاب، تطايرت القصائد من باريس ولندن والخرطوم وعواصم بعيدة في العالم، تفيض بالرصانة الشعرية ودقة المعاني وجمال الصور ومتانة النص وقوة المعاني، ولمحبي الشعر الأصيل دعوة خاصة لارتياد فياح هذه القصائد التي جاءت على ذات حرف الروي والبحر الذي نظمت به روضة قصيدتها الفائزة، والشعر لا يزال بخير وأرضنا نابضة ولم تزل بالجيد منه والشعراء الفحول لا يزالون على عرصاتها ينظمون.