تعتبر المنتجات السودانية ذات أهمية بالنسبة للسودانيين، لأنها تعكس ثقافة الشعب وموروثاته، ويتضح ذلك بعد أن تم تدشين معرض المنتجات السودانية «صنع في السودان» العام الماضي باعتباره أول مشروع من نوعه لتشجيع الصناعة في السودان، مما جعله يجد قبولاً منقطع النظير، وجعل ذلك السلطات المختصة خاصة وزارة الصناعة تفكر في افتتاح هذا المعرض بشكل دوري في رمضان، حيث كان افتتاح المعرض الثاني بارض المعارض ببري نهاية الاسبوع يمثل نقلة نوعية في المشاركة والسلع المعروضة، مما جعله أنموذجاً لتطوير الاسواق المحلية لشجيع الصناعة المحلية. وجاء تأكيد د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية لدى افتتاحه المعرض خلال الشهر الماضي لما توليه الدولة من اهتمام بالصناعة فى كل مجالاتها ومعالجة قضاياها ومشكلاتها لتحقيق النهضة لها وبما يُمكنها من الانطلاق كما انطلقت فى كثير من المجالات استكمالاً للنهضة الكبرى بالبلاد، وإثبات إن الإرادة إذا تحررت يتم النمو والتطور.. وقال د. نافع إن انطلاقة أعمال المعرض في دورته الثانية والاستمرار فيه يمثل دفعة قوية للصناعة الوطنية، مبيناً أنها تحتاج إلى الكثير من التعريف بها على المستوى الاقليمى والعربي، مشيراً إلى أهمية الانتقال بفعاليات المعرض إلى الولايات ودول الجوار. إذن تصبح المنتجات الوطنية من أكثر الوسائل تعبيراً عن الانتماء للوطن، وهو ما ذهب إليه بعض المراقبين بتأكيدهم أن شعار «صُنع فى السودان» يُعبر عن الانتماء القوي إلى الوطن وضرورة استصحاب البعد الوطني فى كل أعمال الصناعة، وأن دورة المعرض كشفت أن العقبات الأساسية أمام الصناعة قد تم تجاوزها واهمها تحرير الارادة وانعدام الثقة بالنفس، وان توجه ونظرة الدولة تركز على أن يكون السودان قائداً ورائداً للصناعة فى إفريقيا والعالم العربي. ويعتبر المعرض تعبيراً حقيقياً عن أصالة وعراقة وتميز الصناعة السودانية وانتهاجها لمختلف معايير الجودة والمواصفات العالمية، وان شعار المؤتمر ادى الى رفع الحس الوطنى للمستهلك السودانى، وأن قطاع الصناعات التحويلية يعتبر من القطاعات المهمة اقتصادياً باعتباره يسهم فى تحقيق القيمة المضافة خاصة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين وتوفير فرص العمل وتقوية المقدرة التنافسية للإنتاج الوطني ودورها التكاملي مع القطاعات الأخرى، لتحقيق القيمة المضافة للاقتصاد الكلي. أيضاً لا بد من الإشارة لجهود واهتمام وزارة الصناعة لتطوير القطاع الصناعى وانه اصبح اكثر جذباً للاستثمارات مما اسهم فى تحقيق الاكتفاء بنسب عالية فى عدد من المنتجات كالصناعات الغذائية والادوية والاسمنت وغيرها، والمساهمة فى خطط احلال الواردات الى جانب زيادة الصادرات منها كالايثانول والاعلاف والادوية والجلود المصنعة والاسمنت الذي فيه الآن خطوات تسعى لتصدير نحو مليوني طن منه الى دول الجوار.. ونجاح المعرض بشّر بامكانية انتقاله الى الولايات ودول الجوار خلال الفترات المقبلة خاصة بعد الجهد الذي بذله اتحاد الغرف الصناعية فى انجاحه سعياً للانطلاق والنهوض بالقطاع الصناعي، واكد نور الدين سعيد رئيس اتحاد الغرف الصناعية ان قيام المعرض يجيء تنفيذاً لنهج الاتحاد فى التعاون مع وزارة الصناعة لدعم الاقتصاد الوطنى والنهوض بالقطاع الصناعى، وقال ان الظروف التى يمر بها الاقتصاد الوطنى تحتم ضرورة الاهتمام به ونمو روافده، وان الخروج من الازمة الاقتصادية يكون من خلال الاهتمام بالصناعة والانتاج الصناعي ومعالجة مشكلاتها العديدة، وشدد سعيد على أن القضية تتطلب المراجعة العاجلة والتعامل بالجدية المطلوبة مع توجيهات السيد رئيس الجمهورية السابقة الداعمة للصناعة التى اطلقها خلال افتتاح الدورة الاولى للمعرض، منوهاً بأن معيقات الصناعة أسهمت فى اضعاف القدرة التنافسية للسلع الوطنية، وتطرق الى ان تحقيق اهداف البرنامج الثلاثى للدولة امر يتطلب دعم الصناعة المحلية، وجدد التزام الصناعيين بمواصفات الجودة والمواصفات المحلية والعالمية، داعياً الى اهمية تطبيق تلك المواصفات على السلع المستوردة، مشيداً بالشركاء الذين أسهموا فى انجاح تنظيم فعاليات المعرض. ويبقى الأمل المرتقب في الكوادر المؤهلة علمياً واكاديمياً، ومن هنا اتت مشاركة جامعة السودان التي تهدف الى ابراز مقدرات وامكانات الخريجين، ومدى دعمهم لمشروعات النهضة الصناعية، وسعيهم الجاد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات المحلية وفق معايير الجودة والمقاييس والمواصفات الدولية.. ويأتي دور الجامعة أيضاً متمثلاً في تخصيص حاضنة خاصة بالأساتذة، وحاضنات خاصة بالخريجين التي ستطرح للجمهور منتجات متميزة نال بعضها براءة اختراع وصنعتها أيادٍ مسلحة بالعلم والخبرة، اضافة الى مشروعات البيوت المحمية وحظائر لإنتاج أمهات الدواجن. وتصبح هذه دعوة مفتوحة للاستثمار الخارجي، خاصة للسودانيين الذين يسعون لرفع الاقتصاد السوداني من خلال دعم المنتجات المحلية وتوفير أساسياتها، ليصبح شعار «صنع في السودان» واقعاً ملموساً داخلياً وخارجياً.