شهدت المدينةالمنورة في خواتيم شهر رمضان وأيام العيد حضوراً كثيفاً من مختلف جنسيات العالم وكان حضور السودانيين المقيمين بالمملكة متألقاً كعادته، حيث توافد أعداد كبيرة من السودانيين المقيمين بالمملكة منذ الأيام الأخيرة للشهر الفضيل إلى المدينةالمنورة لأداء صلاة العيد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. كما تتميز المدينة بالهدوء والطمأنينة والراحة النفسية مما زادها جمالاً بجانب توشح شوارعها وأسواقها التجارية المنتشرة في جنباتها بأفضل ما لديها من الحلي والزينة التي اشتملت على الفوانيس الرمضانية والأنوار المتحركة ذات الألوان المتعددة وأشرطة وأعلام الزينة التي غمرت نفوس ناظريها بمشاعر الفرح والبهجة والسرور، في حين تزينت الشوارع وأعمدة الإنارة بالعقود المضيئة وبعبارات التهاني والتبريكات احتفاء بقدوم عيد الفطر المبارك. وكان ل«الإنتباهة» حضور مميز في مدينة رسول الله واستطاعت أن تستطلع بعد السودانيين المقيمين بالمملكة القادمين للمدينة لحضور العيد هناك وبادرنا مصطفى علي المقيم بمدينة نجران بقوله إن من مظاهر العيد في المدينةالمنورة أنه بعد انتهاء المصلين من الصلاة يتبادلون المعايدات مع بعضهم البعض من مختلف الجنسيات بكل حب والجميع تمنوا لبعضهم أجمل الأمنيات مما يضفي على النفس إحساس الراحة والسكون.. ومن جهته أضاف إسماعيل أحمد مقيم بجدة أن أجمل اللحظات التي نشهدها في المدينة ليلة العيد انتظار الناس لخبر هلال العيد، وقال إن الناس يجتمعون في جماعات ويسيرون من مكان لآخر مما يعطينا إحساساً كأننا في السودان.. وقال إبراهيم حسين مقيم بالرياض تتشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية خلال عيد الفطر المبارك، إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دون غيرها، وإن كانت صلاة العيد وزيارات الأقارب وصلة الرحم واحدة في الدول الإسلامية لأنها صادرة من تعاليم الدين الحنيف، إلا أن لكل دولة طريقة مختلفة بعض الشيء في ممارسة مثل هذه العادات والتقاليد، ولكن يختلف الترتيب لاستقبال العيد في المملكة عن السودان الذي يبدأ التجهيز له من منتصف شهر رمضان ويحرص كثير من السودانيين الموجودين في المدن على قضاء عطلة العيد في قراهم ومراتع صباهم بين أهلهم وأحبابهم، ولكن العيد في مدينة رسول الله لا يضفي علينا إحساس الغربة والبعد عن الأهل لكثرة السودانيين الذين يأتون إلى هنا ولأننا جوار الحبيب المصطفى. وأضاف محمد مقيم بنجران قائلاً: إن المدينةالمنورة تضم ثلاثة من أقدم المساجد وأهمها في العالم وعند المسلمين ألا وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين، ولذلك نحن نغتنم فرصة الإجازات والأعياد والعطل الرسمية لزيارتها.. وتقول فاطمة «زوجة محمد» إن أجمل شيء في المدينةالمنورة صلاة العيد لا تسأمها بطابع الفرح وعدم الإحساس بالغربة بل تحس وكأنك بين الأهل والأحباب. يهتم السودانيون بزيارة المدينةالمنورة لأنها منطقة احتضنت الرسول «صلى الله عليه وسلم» وبها العديد من المناطق المقدسة والأثرية، ذكرنا لموقعها بصفة تفصيلية يوضح أهميتها ويلقبها المسلمون «طيبة الطيبة» وهي كانت أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، فهي عاصمة عريقة لوقوعها على أرض الحجاز التاريخية غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد حوالى «400» كم عن مكةالمكرمة في الاتجاه الشمالي الشرقي، وعلى حوالى «150» كم شرق البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء ينبع، الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها «220» كم.. وتبلغ مساحة المدينةالمنورة حوالى «589» كم منها «99» كم تشغلها المنطقة العمرانية، أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية، وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراضٍ صحراوية وأخرى زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة مما يعطيها موقعاً إستراتيجياً مميزًا. وتضم المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار، ولعل أبرزها المسجد النبوي الذي يُعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكةالمكرمة، بالإضافة إلى مقبرة البقيع التي تعدُّ المقبرة الرئيسة لأهل المدينة، والتي دُفن فيها الكثير من الصحابة ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين، وجبل أحد، والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة. وتستمد المدينةالمنورة أهميتها عند السودانيين لعدة أسباب منها هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها وإقامته فيها طيلة حياته، فالمدينة هي أحد أبرز وأهم وأحب الأماكن لنفوس المسلمين والسودانيين خاصة، لذلك نرى أن معظم السودانيين يقومون بالزيارة والمكوث فيها تقرباً إلى الله وعبادة له.