لقد أخذت العنوان من البرنامج التلفزيوني "هذا حق الداعية الأدبي علي" عن سيرة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ونحن حقاً في هذا العصر في أشد الحاجة لنسير على خطى حبيبنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم ونطبق سيرته فانني أشبه هذا العصر بفترة مكة عندما نزلت الرسالة الخاتمة وتعامل معها مشركو مكة كما يفعل سفهاء هذا العصر من اليهود والنصارى وأذيالهم، حيث تعرض الرسول الكريم والمسلمون لأشد أنواع الأذى بالقول والفعل فكيف كان يتعامل معهم النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل بالقتل والحرق والتدمير؟ كلا إنما كان التوجيه الإلهي للرسول بالاعراض التام عن الجاهلين والسفهاء والمستهزءين والاستمرار في الدعوة لله عزوجل بالحسنى، فالسيرة العطرة تهدينا وتعلمنا وهي منهج كامل للعمل بها. لذلك على المسلمين دراسة السيرة النبوية بوعي تام وقراءة القرآن بتدبر وتطبيق ذلك على الأحداث لأن التاريخ يعيد نفسه والاحداث تتكرر على مر الزمان لذلك السيرة صالحة لكل زمان ومكان إنما يتغير الافراد، وعلى المسلمين أن لا يرددوا ويترجموا مصطلحات الغرب فهؤلاء السفهاء يجب علينا أن نسميهم كما سماهم الله عز وجل المستهزئين فهم مهما قالوا وفعلوا ومثلوا افلاما لا يستطيعون الإساءة لرسولنا الكريم ولا الإسلام وهم يدركون هذا إنما يريدون تحقيق أهداف دنيوية ومالية وشهرة وقد حكم عليهم ابناء جلدتهم بأن ما فعلوه سيء ومقزز ولكن قلوبهم العمياء تقطر حقداً. وعلينا التعامل معهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار مكة فلا عشوائية في الإسلام ولا السيرة فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يفكر ويخطط ويحاور كل حسب نفسيته وفهمه فقد حاور الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة وأفحمهما بالعقل والحجة القوية فعرفا الحق وجحداه فمصيرهما النار وأعرض عن السفهاء أمثال النضر بن الحارث الذي كان يفعل كفعل أصحاب الفيلم ويأتي بالجواري والمغنيات ليصد الناس عن مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وعقبة بن أبي معيط وأهدر الرسول دماءهم لمبالغتهم في ايذاء الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد من العقاب. لذلك علينا بهدي رسولنا الكريم وأن تتبع خطاه حتى ينهض المسلمون من جديد ويعودوا كما كانوا في دولة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين في المدينةالمنورة فالسيرة تشرح لنا هذه المراحل. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبي للغرباء".. فلنسر على خطى المصطفى صلى الله عليه وسلم فما يقوم به المسلمون الآن عدم تخطيط وتخبط وهذا دليل على جهلهم التام بالحبيب المصطفى وسيرته، فنرجو من الله العون حتى يعود المسلمون سيرتهم الأولى برجوعهم لله والاقتداء بالرسول الكريم و" إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ .. (7)" سورة محمد. سميرة عثمان