ابنُنا الطاهر ساتي ترك ما يُحسنه من حرب على الفساد والمفسدين ليلج إلى بحر السياسة اللجّي الذي لا يُجيد السباحة فيه ويتساءل وبراءة الأطفال في عينيه: (ما الذي يمنع ياسر عرمان أو سيد أحمد توفيق أن يكون ممثلاً لمواطني أية رقعة جغرافية بالبلاد)؟! ثم واصل أسئلته ودفاعه المستميت عن عرمان وحقه في أن يمثل جنوب كردفان: (ما هي المعايير التي تجعل خميس كوكو مثلاً ممثلاً لجنوب كردفان في أي عمل عام ولا تجعل وليد حامد ممثلاً لذات المنطقة.. لا توجد أية معايير منطقية غير معايير منبر السلام العادل الجهوية العنصرية)!! بربِّكم هل كتب الطاهر ساتي هذا الكلام لأنه لا يعرف الإجابة عن أسئلته الساذجة أم لأنه يعرف لكنه (يتغابى العرفة)؟! يكتب الطاهر ويتهم المنبر وأهله بالعنصرية والجهوية وينسى أن الله تعالى قال في كتابه الكريم (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وسيُحاسبه على اتهاماته الشنيعة يوم يقوم الناس لربِّ العالمين وعلى دفاعه عن الخائن المحارب لله ورسوله ولوطنه ياسر عرمان الذي لولا بقية من أمل في الطاهر ساتي لسألتُ الله أن يحشره معه!! الشاب العولقي أمريكي من أصول يمنية ومولود في أمريكا لكن الدستور الأمريكي الذي يحرم معاقبة أو قتل أي مواطن أمريكي من دون محاكمة لم يمنع الطائرات الأمريكية من قصف العولقي وقتله في أرض اليمن بحجة أنه يهدِّد الأمن القومي الأمريكي على بُعد آلاف الأميال من السواحل الأمريكية!! وهكذا تخرق أمريكا الدستور والقانون وهي تطارد من تظن أنهم يهددون أمنها من وراء المحيطات والبحار!! أما عرمان الذي شنَّ الحرب على أهله وبدأ مسيرة التدمير والقتل منذ أن كان طالبا في الجامعة ثم واصل عندما انضم إلى الهالك قرنق وإلى الجيش الشعبي منذ ثمانينات القرن الماضي ولا يزال يواصل مسلسل قتل الشعب السوداني والتآمر عليه والكيد له بالتعاون مع أو العمالة لدولة جنوب السودان التي تحتل أرضنا وتعلن الحرب علينا.. أما عرمان الخائن لوطنه وأمته ودينه فإنه حسب منطق الطاهر ساتي وأمثاله جدير بالاحترام وبتمثيل مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان!! بولارد، الجاسوس الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية لا يزال يقبع منذ عقود من الزمان في السجون الأمريكية لأنه نقل معلومات لإسرائيل التي يدين بدينها ففي القانون الأمريكي يعتبر بولارد هذا مرتكباً للخيانة الوطنية ولذلك حوكم بالسجن ولم يشفع له أن إسرائيل أهم حليف إستراتيجي لأمريكا... أما هنا في بلاد الإباحية السياسية فإن كل شيء جائز لأن كتاب المارينز لا يعرفون معنى الخيانة للوطن فبلادنا لا يوجد فيها قانون يحاكم على الخيانة للوطن وحتى عندما قدَّم كمال عبيد مشروع قانون رد العدوان للبرلمان لمطاردة الخَوَنَة سحبته وزارة الخارجية بعد مرحلة القراءة الأولى لأن البرلمان الذي (لا يهش ولا ينش) أضعف من أن يمرِّر شيئاً لا ترضى عنه أيٌّ من الوزارات التنفيذية المنبطحة!! إنه برلمان وجوده كعدمه ولا ينشط إلا في سفساف الأمور وهيِّنها!! والله لا أدري هل سمع الطاهر ساتي يوماً أو قرأ عن مشروع استعماري احتلالي تتبناه الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان والتي أنشأت فرعاً لها في السودان بعد الانفصال سمّته (قطاع الشمال) يعمل فيه عرمان والحلو وعقار الذين قضوا معظم أعمارهم في خدمة الحركة وضد بلادهم؟! هل تراه فهم معنى عبارة (تحرير السودان) التي تصرُّ الحركة الشعبية على أن تضمنها اسمها؟! هل سمع الطاهر بخبر أن عرمان عندما قدَّم ورقة قطاع الشمال للوسيط ثابو أمبيكي لم يتحدث عن جنوب كردفان والنيل الأزرق في كل الورقة التي ضمّت خمس صفحات إلا في سطر ونصف بينما كانت بقية الورقة تتحدث عن دارفور ومشروع الجزيرة ومنطقة السدود وحل مشكلات السودان بالرغم من أن المشكلة المفترض مناقشتها هي مشكلة المنطقتين المذكورتين باعتبارهما يشكلان القضية المحورية التي تعرض لها مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي؟! هل يعلم الطاهر ساتي أن عرمان ليس معنياً بجبال النوبة والنيل الأزرق وبمعاناة أهلهما وإنما معني بمشروعه وأجندته التي يتاجر بأبناء النوبة من أجلها؟! بالله عليكم أليس من حقي أن أطلب من الطاهر ساتي أن يرجع لمناقشة قضايا الفساد وقبل ذلك أن يستغفر الله ويتوب إليه من التعلُّق بعرمان والحاج وراق؟!