قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم* توطئة: ü الغر الصغير عرمان " جونيور" بلغ مرحلة الفكاهة عندما يخرج علينا بقال الإفك و التدليس والكذب ؛ ليُسري عنا ؛ وأصبحنا نفتقده يطيل علينا غيبته ؛ ونحن نعلم أن غيابه يرجع لأحد سببين ؛ أولهما أن ما في جعبته قد نضب وثانيهما أنه ينتظر الأوامر من سادته بما يجب عليه أن يفعل؛ وما أن تصله الإشارة حتى يبدأ في كتابة سيناريوهات مستهلكة دون أن يعلم أنها أصبحت لا تنطلي على القراء وأنه يهدر وقته وسيأتي وقت قريب جداً سيكتشف مشغلوه أن أداءه أصبح لا يخدم أهدافهم فقد انفصل الجنوب وانتهى وأنه وأمثاله تعودوا على حياة الترف في الفنادق الفخمة ؛ و(البوكت موني) ورحلات الطيران وتلميعهم عبر وسائل إعلام وصحافة معينة ولكن الآن الوضع قد اختلف؛ فمشغليهم يعلمون جيداً أن المحاولات الفاشلة في آبيي والنيل الأزرق وجنوب كردفان ذات طابع مختلف عما كانوا قد وُظِفوا له في جنوب السودان سابقاً ؛ ولكن طبع الغر مع ما ناله من عمليات التدريب وكيفية التخابر والتآمر فغلبت عليه شقوته. الآن أصبح مستعداً لأن يقدم خدمات الإفك والتدليس والكذب أن انتهى عقد عمله بانفصال الجنوب. الآن الغر عرمان يعرض خدماته وهو يقف ذليلاً أمام أعتاب سادته؛ يقدم خدماته بأسعار مخفضة أي أوكازيون وعلى طريقة " اشتري واحدة وخد الأخرى مجاناً " ؛ أو ربما كسدت تجارته على أثر ما عانته أمريكا من جرّاء الأزمة المالية العالمية !! المتن: ü صمت دهراً ونطق كفراً ؛ فها هو الغر يخرج علينا بمسرحية كوميدية قرأت فصولها فيما ما نشره هذا الموقع للغر عرمان تحت عنوان" وتر غيت السودانية" ؛ والملفت أن محتوى المقال يعتبر بحد ذاته استخفافا بعقلية المواطن والقارئ السوداني وذكائه للأسباب الآتية: يستشهد الغر عرمان بما ورد في صحيفة "أجراس الحرية" المعروفة بتمويلها من قبل الحركة الشعبية في عصرها الذهبي قبل الانفصال وهى كما ذكرت في أحد مقالاتي أنها (His master's Voice ) وهذا أمر معروف للكل ومؤكد ولا يختلف عليه إثمان!! يستشهد الغر عرمان بما أوردته الجريدة - السيئة السمعة على الأقل في جمهورية السودان- بما ورد في عددها الصادر في 27/12/2009 أي قيل حوالي (9) أشهر ولا أدري لماذا لم يتنبه هذا النابه في يومها ليذيع لنا هذا السر المقدس وفيه ما يضحك وها أنا أورده من باب التفكه:[ في السابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام الماضي نشرت صحيفتنا (أجراس الحري) وثيقة موجهة من المؤتمر الوطني لشركات الاتصالات تطلب منهم التجسس على النائب الأول لرئيس الجمهورية و رئيس حكومة الجنوب، ووزير الخارجية، بالإضافة إلي وزراء آخرين إلي جانب بعض قادة حزب الحركة الشعبية. وفي حالة شبيهة بفضيحة (واتر غيت) التي حدثت في 17 يونيو 1972م عندما زرع الرئيس الأسبق، ريتشارد نيكسون جواسيس للتنصت على قادة الحزب الديمقراطي الذين كانوا يجتمعون في مجمع (واتر غيت) السكني في قلب العاصمة واشنطن. وكان لصحيفة (واشنطن بوست) الفضل في الكشف عن تلك الفضيحة التي أدت في نهاية المطاف لاستقالة الرئيس نيكسون عن منصبه في خطوة استباقية لقرار نواب الكونغرس الذين كانوا ينون إجباره على التنحي عن كرسي الحكم. ولم تقف القصة عند ذلك الحد بل تمت ملاحقة نيكسون قضائياً، ولو لا تدخل الرئيس، جيرالد فورد الذي أصدر عفواً رئاسياً بحق الأول لكان قابعاً في السجن حتى الساعة.] يبدو أن الغر عرمان لا يعلم أنه لا حاجة للتجسس على اتصالات النائب الأول سلفا كير لأن الحركة وعبر أبواقها من أمثالها تثرثر بكل شيء في العلن تُعَبّر عن نواياها الكريهة وعبر وسائل الإعلام التي أسستها ومولتها كأجراس الحرية. نسي أن يذكر لنا الغر أسماء الوزراء وقادة الحركة الشعبية المراد التجسس على مكالماتهم ؛ وعليه أنا أعفيه وأكفيه عناء هذا الجهد وبالطبع المعنيين هم ( باقان أموم لوكا بيونق ؛ أتيم قرنق ؛ شقيقه ياسر عرمان ؛ مالك أقار ؛ وعبد العزيز الحلو) ؛ بالعربي يعني " فرقة حسب الله"!! كان على الغر عرمان جونيور أن يأتي بغير " وتر غيت" كمثل أمريكي يتباهى به ويعلمنا من خلاله دروس في الديمقراطية ؛ لقد كان الأجدر به؛ أن يأتي بمثال إن طبقه على نفسه لبصق على وجهه؛ فهو يذكر ما حدث للجاسوس " جوناثان بولارد" الذي يقبع في السجون الأمريكية عندما تجسس لصالح إسرائيل ؛ والغر يعلم أن إسرائيل أقرب من حبل الوريد لأمريكا؛ ولكن عندما طال الأمر الأمن القومي والمصالح الوطنية الأمريكية ؛ كان لا بد من وقفة حازمة مع أقرب الحلفاء ومحاكمة العميل.!! الحاشية ü فلا عجب إن قامت الحكومة السودانية بالقبض عليه هو وشقيقه ومحاكمتهم تحت طائلة الخيانة العظمى لما قاما به من تخابر وعمالة ضد وطنهما فعليهما عندها لن يكون هناك مجال للاحتجاج فدرس من مثال " جوناثان بولارد" فيه سابقة لما سيطبق عليهما !! . ما كان عليه أن يأتي لنا بمثل " وتر غيت " والذي تزامن مع القبض على العميل " جوناثان بولارد " لأنه يومها ربما لم يولد بعد ؛ فكيف ينصح غراً من يكبروه وهم كثرٌ وشهود حدث ؛ مستشهداً بعدد صدر من صحيفة مشبوهة التمويل والمصدر.!! ü يتحدث عن وثيقة أرسلها المؤتمر الوطني لشركات الاتصالات والغر عرمان يعتقد أن ذاكرة الشعب السوداني أصابها " الزهايمر " فانبرى سادراً في الكذب الإفك والتدليس ونسي أن يومها تناول الإعلام والفضائيات الكيفية التي قامت بها الحركة الشعبية بتزوير هذه الوثيقة خاصة عندما تم الكشف عن أن ترويسة ما عرضه باقان أموم تختلف عن ترويسة مطبوعات حزب المؤتمر الوطني وأن التوقيعات مزورة وكذلك الأختام . ü أكيد أن الغر عرمان لم يكن يعلم أن ما اعتبره هو سبق يرضي به سادته ؛ ما هو إلا مسرحية تافهة سبق عرضها على مسرح المشاهد السوداني فسقطت وأسدل عليها الستار عندما لم تحقق النجاح المتوقع ؛ يومها تناولت وسائل الإعلام وتكشف تزوير الحركة وكانت فضيحة مدوية!! . كان موضوع الوثائق المزورة أهم إسقاطات باقان أموم التي عجلت بمصيره الذي نراه الآن بعد أن تمّ الانفصال!!. ü هل يعقل أن يقوم حزب المؤتمر الوطني بكتابة رسائل لشركات الاتصالات يطلب فيها لتجسس على سلفا كير وفرقة حسب الله بينما أن الدولة لديها جهاز أمن وطني معني بسلامة المواطن وأمن الوطن؟! الهامش: ü بادرني أحد الأصدقاء متسائلاً : أليس من الغريب أنه لا يوجد في السودان قانون يحكم به المتهمون بالخيانة العظمى؟! . أجبته قائلاً: لقد كان أبعد ما يمكن تصوره أن يخون أو يتجسس سوداني على وطنه ولكننا الآن أحوج ما نكون إليه ؛ فالمثل يقول: " عمايل الأرزال زي الدنيا ؛ لو ما كتلتك توريك رحط أمل"!!.. والغر عرمان وأمثاله من الرزايا هم رحط أمهاتنا الذي لم نشاهد قطعه؛ فيومها كنا في أرحامهن!! ü النكتة التي أتحفنا بها الغر أنه استهل مقاله بأبيات شعر من باب المحسنات لما هو أصلاً قبيح فالمثل الدارج يقول: " قالوا للقرد حنسنخطك !! ؛ فسألهم :حتعملوني غزال يعني؟! ؛ وكنت أتوقع من الغر عرمان أن يعترف بقدر نفسه وقبحها مثلما فعل القرد وضرب لنا مثلاً بسؤاله المتحدي لمن توعده بأن يسخطه!!... وبس كده كفاية!!.. والله المستعان على أمثاله حتى تخلصنا منهم الدولة بإجراء حازم يحفظ للوطن عزته ؛ وللمواطن كرامته وللدولة هيبتها بعد أن تاجر بها الخونة من أبنائها ممن يحسبون على الوطن.!!