أعلنت السلطات اليمنية عن مقتل المتشدد الأمريكي من أصل يمني والزعيم الروحي لتنظيم القاعدة في اليمن أنور العولقي إثر غارة أمريكية على المنطقة الواقعة بين محافظتي مأرب والجوف التي كان يختبئ بها العولقي وبعض معاونيه... وقد كان العولقي مطلوباً لدى الإدارة الأمريكية حيّاً أو ميتاً بعد اتهامه بالمسؤولية عن هجمات استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد عددت الإدارة الأمريكية هذه المسؤولية في اآتي: « صلته بالضابط الأمريكي من أصل فلسطيني المدعو نضال مالك حسن والذي قام بقتل قرابة «13» من زملائه في قاعدة «فورت هود»الأمريكية، كما دمغت الإدارة الأمريكي العولقي بعلاقته بالشاب النيجيري الذي يدعى عمر الفاروق عبد المنطلب الذي حاول تفجير طائرة أمريكية في سماء مدينة ديترويت عشية عيد الميلاد في ديسمبر من العام 2009م، بالإضافة لاتهامه بمحاولة تفجير طائرة شحن أمريكية عام 2010م». وفي خضم النشوة التي غمرت الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد تلقيه نبأ مقتل العولقي من قبل مستشاره لمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي المدعو «جون برينان».. وإعلانه عن سعادته بنجاح العملية على اعتبار أن العولقي هو مسؤول العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية... إلا أن مصادر أكدت عدم تأثير مقتل العولقي جوهرياً على كيان القاعدة... لأن العولقي ببساطة لم يكن جزءاً من هيكل التنظيم، رغم أنه استطاع أن يكون بمثابة قوة جذب للتنظيم في مجال الاستقطاب لا سيما الخارجي، فهو مهندس العمل الفردي.. وقد استدلت المصادر لتأكيد ذلك بعمليتي نضال مالك وعمر الفاروق... وعليه فإن مقتل العولقي رغم أثره البالغ على التنظيم لكنه سوف لن يعجز التنظيم عن إيجاد البديل حيث يعتقد التنظيم أنه أي العولقي قام بالفعل بتجنيد الكثيرين أمثال نضال وعمر وحددت لهم مهامهم مسبقاً، وقد جاء دورهم حسب التنظيم للرد المناسب لمقتل العولقي ومن قبله مقتل أسامة بن لادن... لكن السؤال: هل لمقتل أنور العولقي علاقة بعودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى اليمن؟؟ وهل لذلك علاقة بدور يمكن أن تلعبه أمريكا حيال الثورة ضد النظام؟؟ وللإجابة عن هذا السؤال نستعرض تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الدور اليمن في مقتل العولقي، حيث أكد أوباما أن مقتل العولقي في اليمن يدلل على أن القاعدة سوف لن تجد مأوى لها في أي مكان في العالم .. وقال: « هذا نجاح لأجهزتنا الاستخباراتية والقوات اليمنية التي تعمل معنا بتعاون وثيق»... أما الحكومة اليمنية فقد اكتفت بالإعلان عن مقتل العولقي ولم تخض في تفاصيل التنفيذ لكي لا تقع تحت نيران تنظيم القاعدة الذي ينتشر في اليمن بصورة عميقة... إذن فإن العملية بمعطياتها هذه تأتي في إطار إعادة الثقة بين واشنطن وصنعاء، لإجبار واشنطن لدعم الرئيس اليمني واستمرار حكمه والذي يحقق مصالح أمريكا في حربها على القاعدة... وإن كانت تطالب أمريكا ظاهرياً بإصلاحات قد تصل لتنحية الرئيس اليمني عن سدة الحكم ، وهذا يقودنا لحقيقة أن المواقف الأمريكية حيال ثورة الربيع العربي تنطلق من مصالحها فقط وإلا فما الذي يميز مطالب الشعب اليمني عن مطالب الشعب السوري، ولماذا تضغط أمريكا بكل ما تستطيعه من قوة في اتجاه تغيير النظام السوري، بينما لا تمارس « 1% » من تلك الضغوط على النظام اليمني؟؟ أخير فإن عملية اغتيال أنور العولقي.. تكشف بجلاء للشعوب العربية المطالبة بالحرية أن أمريكا ليست مؤهلة لتبني هذه المطالب.