ماذا أنت فاعل إذا فشلت أحلامك؟ هل تركن إلى الفشل أم تبدأ من جديد وتحاول مرة واثنين وثلاث حتى تستطيع تحقيق أحلامك، فهنالك الكثيرون في هذه الحياة تبددت أحلامهم وفشلوا في تحقيقها لكن منهم من كان الفشل يدفعهم للبداية من جديد لتحقيق أحلامهم بإصرار وعزيمة حتى يستطيعوا أن يصلوا إلى هدفهم وهنالك العديد من المشاهير نجحوا بعد طول تجارب مع الفشل منهم توماس أدسون الذي اخترع «1300» جهاز وأداة علمية كان لها الأثر الواضح في حياة إنسان العصر الحديث والذي أجاب عندما سأله أحد الصحفيين عن شعوره حيال «25» ألف محاولة فاشلة قبل النجاح في اختراع بطارية تخزين بسيطة، أجاب: «لست أفهم لم تسميها محاولات فاشلة؟ أنا أعرف الآن «25» ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية، ماذا تعرف أنت؟».. يقول أديسون في ذلك: «إن ما حققته هو ثمرة عمل يشكل الذكاء «1%» منه والمثابرة والجد «99%».. وعن اختراع المصباح الكهربائي الذي حققه بعد ألفي مرة من التجريب الفاشل يقول: «أنا لم أفشل أبداً، فقد اخترعت المصباح في النهاية.. لقد كانت عملية من ألفي خطوة، ولا بد من اجتيازها للوصول إلى ذلك»، لكن بالمقابل هنالك من يهزمه الفشل ويصيبه اليأس ويتمكن منه حتى أنه لا يفكر مرة أخرى في تحقيق أحلامه حتى ولو بالمحاولة ويترك الحياة لكي تسوقه ولا ينظر خلفه حتى لا يرى فشله، حول هذا الموضوع قمنا باستطلاع فئات مختلفة من المجتمع فكانت إفاداتهم على النحو التالي: أهرب من الفشل تقول عزة بابكر موظفة: أنا أهرب جداً من الفشل ولا أحب أن أواجهه فكثيراً ما لجأت إلى دفن رأسي في الوسادة حتى لا أرى مقدار الفشل الذي أعيشه وأهرب بأفكاري كلما تذكرت فشلي في تحقيق حلمي حتى لا أتألم لذلك مثل النعامة التي تدفن رأسها في التراب عندما يقترب منها الصيادون، وقصتي مع الفشل هي مريرة جداً فقد امتحنت للشهادة السودانية وكلي أمل أن أرتاد كلية الصيدلة وعندما ظهرت النتيجة كانت نسبة لا تؤهلني لدخول كلية الصيدلة، والشيء المؤلم جداً أن نسبتي أقل بفارق بسيط جداً من نسبة دخول الكلية فقضيت ثلاثة أيام وأنا في حالة يرثى لها فقد أصابني الفشل في تحقيق حلمي لأني كنت غير مصدقة أني لا أستطيع أن أحقق حلمي، وكانت الاقتراحات من قبل أهلي كثيرة ولو صبرت وثابرت وقمت بإعادة المحاولة مرة أخرى بالامتحان ثانية لكنت استطعت تحقيق حلمي إلا أنني فقدت عزيمتي تماماً وارتدت كلية لم تخطر على بال كل من يعرفني وعملت بعد التخرج في الجامعة بمهنة غير التي كنت أحلم بها مما جعلني غير راضية عن نفسي ونادمة لأني لم أصر على تحقيق حلمي ولم أجتهد لتحقيقه، ووصيتي لكل الأجيال القادمة بأن لا يستسلموا للفشل بل يحاولوا كثيراً من أجل تحقيق أحلامهم. فشل وإحباط يقول «ع. أ»: أعتبر نفسي فاشلاً جداً لأني لم أستطع تحقيق أي حلم من أحلامي فقد تركت الدراسة نسبة لعدم استطاعتي النجاح من مرحلة الأساس وبعدها حاولت أن أجد لي عملاً أستطيع أن أساعد به نفسي وأسرتي ولكن لم أستطِع ذلك وكنت في السابق أذهب للسوق على أمل أن أجد عملاً، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل حتى حلمي في الاغتراب لم أستطع الوصول إليه، والآن أنا عاطل عن العمل وأحس أني عالة على أسرتي ولا أعرف ماذا أفعل. نجاح بعد الفشل وتقول آمنة والتي فضّلت عدم ذكر اسمها كاملاً: قصتي مع الأحلام وتحقيقها إذا نظرت إليها منذ البداية كانت إلى حد كبير تواجهها مطبات الفشل لدرجة أني في أوقات كثيرة كنت أشعر أن هذا الفشل يهدد طموحاتي ونجاحاتي التي أسعى لتحقيقها، وأذكر في وقت من الأوقات أني استسلمت لهذا الفشل وأصبت بإحباط فقد كنت أحلم بأن أنجح في دراستي وأدخل كلية الهندسة لكن أحرزت نسبة لا تؤهلني لذلك لكن لم استسلم للفشل ووجدت أن فكرة الاستسلام غير صحيحة وأن الفشل ليس نهاية الدنيا وبدأت من الأول بعزم وإصرار، وحاولت أن أنجح في مجال آخر وبالفعل بدأت في مجال التجارة فكنت في بداية عملي أذهب للسوق وأجلب بضاعة بسيطة عبارة عن أواني منزلية أقوم بتسويقها في الحي بالتقسيط ومن ثم توسعت تجارتي شيئاً فشيئاً والحمد لله الآن استطعت أن أحقق كل طموحاتي التي كانت يمكن أن تموت في وقت سابق من أجل الاستسلام للفشل. ليس نهاية المطاف يرى محمد أحمد عبد الحميد خبير في تنمية المجتمعات أن أحلام الإنسان عامة هي رؤى مستقبلية لتحقيق سقف طموحي عالي وهذا السقف قد لا يصدق في أغلب الأحيان ويكون المردود النفسي لعدم تحقيق هذا الطموح أثر نفسي كبير على صاحبه ويظهر ذلك جلياً في الإحباط واهتزاز الثقة بالنفس وغياب الرؤية الكلية للمستقبل مما يقود للفشل الدائم وأحياناً قد يقود إلى أن يقع الإنسان في أحضان المخدرات واللا مبالاة وعدم احترام الغير والانغلاق على النفس مما يضاعف الإحباط الذي يقود إلى الاكتئاب، وهنالك نماذج مشرفة في الإنسانية عامة للذين قهروا الصعاب وتحدوا الفشل في تحقيق الأحلام المستقبلية منهم هيلين كلر الأمريكية التي هزمت الإعاقة والفشل وبيتهوفن الموسيقار العالمي وفي محيطنا المحلي بابكر بدري رائد تعليم البنات في السودان الذي فشلت كافة جهوده في الأول لفتح مدرسة أولية للبنات وفي النهاية تحقق له الحلم وخلاصة القول يمكن أن نقول إن الفشل في تحقيق الأحلام ليس نهاية المطاف لكن المطلوب الرغبة الجارفة وقهر المستحيل.