من المقرر أن يقدِّم وزير خارجية السودان علي كرتي خلال قمة طهران مبادرة لإرجاع الملف السوري للجامعة العربية تتلّخص في تولي وزراء الخارجية العرب إجراء حل سياسي توافقي بين النظام السوري والمعارضة السورية المتمثلة في رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وقائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد، وبحسب مصدر مطلع فإن المبادرة سيقدمها كرتي خلال قمة عدم الانحياز بهدف إخماد الحريق السوري الذي ما تزال نيرانه مشتعلة وربما يفضي إلى حرب إقليمية في مرحلته القادمة، فيما علمت «الإنتباهة» أن وفداً من إخوان سوريا زاروا الخرطوم خلال الفترة الماضية وناقشوا مع المعنيين بالبلاد ملف الأزمة السورية. أعرب وزير الخارجية علي كرتي عن أمله في أن يحقق الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك اختراقاً في الأزمة السورية خاصة أن الأوضاع في سوريا هذه الأيام تسير من سيء لأسوأ، وقال كرتي عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن من ينتظرون تحقيق انتصار في الصراع الدائر حاليًا في سوريا من الطرفين فإنهم يضعون سوريا في أتون حرب كبيرة، كما عبّر عن أمله في أن يسود صوت العقل وأن يقبل الطرفان جهود الوساطة والنصائح والأفكار التي تطرح عليهما، وأضاف كرتي أن الأمين العام للجامعة العربية يتابع الأوضاع في سوريا أولاً بأول، معتبرًا أن تعيين الإبراهيمي كمبعوث جديد للأزمة السورية باعتباره شخصية عربية ودولية له خبرات كبيرة في الشأن السوري وكان له إنجاز في تحقيق اتفاق الطائف للأزمة اللبنانية، سيكون له دور في إيجاد حل للأزمة السورية، مؤكدًا أن هناك أفكارًا ستطرح في الاجتماع الوزاري العربي المقبل في سبتمبر بشأن الأزمة السورية. وفي الإطار نفسه كان للسودان أدوار متعددة في الأزمة السورية أولها عندما ترأس السودان وفد المراقبين العرب إلى سوريا، وآخر اتضح أخيراً بأن أعداداً من السودانيين يشاركون ثوار سوريا القتال ضد نظام بشار الأسد تماماً كما شاركوا من قبل في ليبيا، حيث كشف تقرير لصحيفة دايلي تلغراف البريطانية نشرته «الإنتباهة» أن مجموعة من الشباب السودانيين المقيمين في بريطانيا يقاتلون ضمن ثوار سوريا في مجابهة قوات نظام الأسد وجنوده الشبيحة، ويؤكد مدير مؤسسة الشتات السوداني في لندن صلاح البندر أن السوداني الذي يدعى الشفيع الشيخ ينحدر من أصول سودانية، وأنه يعرف أكثر من «20» شاباً آخرين مثله يستعدون للسفر إلى سورية للمشاركة في القتال. بل وصل أمر مشاركة السودانيين أن دخلوا في مقالات الكاتب البريطاني روبرت فيسك في بصحيفة «الإندبندنت» الذي أجرى زيارة صحفية إلى دمشق ووقف على المعارك من اتجاه النظام السوري، وذكر في أحد مقالاته أن سودانيين استشهدوا عند محاولتهم مع الثوار السوريين تحرير مدينة دمشق في المعركة التي خاضوها ضد الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس في نفس اليوم الذي شهد انفجار مقر الأمن القومي الذي قتل فيه وزيرا الدفاع والداخلية ومدير الاستخبارات، وحتى ظهر أمس ذكر أحد مواقع السورية الرسمية أن عدداً من السودانيين استشهدوا خلال قتالهم ضد جيش النظام السوري في مدينة حلب وقدر عدد القتلى السودانيين والليبيين بأنهم حوالى «220» قتيلاً، بالتالي فإن أتون الحرب السورية الذي بدأ يتجه نحو لبنان ودول المنطقة الأخرى بحاجة لحلول سريعة إلا وأنه سوف يحرق المنطقة، ولعل هذا كان منطلق الحكومة السودانية التي يجب على الشعب السوداني أيضا الالتفات للاجئين السوريين ويمد يد الغوث كما مدوها للخرطوم إبان فترة حصار الغرب على البلاد.