جدة (السعودية) - شدد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاحد في جدة على "اهمية تحقيق انتقال سلمي" للسلطة في سوريا، ودعوا الاطراف اللبنانية الى عدم جر بلدهم الى "اتون الازمة السورية وتداعياتها". وافاد بيان رسمي في ختام اجتماعهم الدوري ان المجلس "شدد على اهمية تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا يحفظ امنها واستقرارها ووحدتها (...) وادان استمرار عمليات القتل والمجازر نتيجة امعان النظام في استخدام كافة الاسلحة الثقيلة". واكد "ضرورة العمل على تقديم كل انواع الدعم المطلوبة للشعب السوري (...) وايصال الاحتياجات الانسانية العاجلة". كما اعلن المجلس ترحيبه بتعيين الاخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا، مؤكدا "اهمية وضع استراتيجية جديدة وخطة واضحة تهدف الى تحقيق انتقال سلمي للسلطة" في هذا البلد. وتابع المجلس الوزاري "التطورات الاخيرة في لبنان، واكد حرصه على أهمية الحفاظ على امنه واستقراره وسيادته ووحدته" بحسب البيان. ودعا "جميع الاطراف اللبنانية الى تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتفويت الفرصة على محاولات العبث بأمن لبنان واستقراره وجره الى اتون الازمة السورية وتداعياتها". وجاء اجتماع دول الخليج اثر قمة دول عدم الانحياز في طهران والتي لم تقدم أي انفراج على المسار السوري بحسب المحللين، ولاسيما قد فشلت المبادرة المصرية التي تقدم بها محمد مرسي لتشكيل فريق اتصال اقليمي بشان سورية بمشاركة إيران، المملكة العربية السعودية وتركيا، حيث الرياض لم ترسل ممثلين لها الى طهران. وجعل النداء المباشر الذي توجه به مرسي للرئيس السوري بشار الاسد كي يتنحى ايران تأخذ موقف من ذلك وتقترح إنشاء مجموعة الاتصال بمشاركة مصر وايران وفنزويلا. ويبدو لن يكون هناك امل من هذه المبادرات لان ايران لن تتوقف عن دعمها الاستراتيجي لدمشق وان المعارضة السورية ترفض بشكل قاطع مشاركة ايران في اي مفاوضات بشان سوريا . ومع ذلك، في آخر لحظة، قبلت سورية اقتراح العراق لإنشاء "مجموعة اتصال" من حركة عدم الانحياز للوساطة في تسوية النزاع ومساعدة الاطراف المتنازعة لتشكيل حكومة مشتركة تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة. وهذا ما ينبغي ان تفعله "مجموعة العمل" التي تشكلت في يونيو/حزيران في جنيف، بناء على مبادرة من روسيا. ولكن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وشركائها من دول الخليج العربي قد اختاروا تكتيكا اخرا لدعم المعارضة السورية واسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في وقت مبكر. ويرى الخبراء تشابه كبير بين الأزمة السورية والحرب الافغانية في ثمانينيات القرن الماضي. ففي صفوف المعارضة المناهضة لسوريا الكثير من الإسلاميين، الذين يتلقون الدعم السخي من الغرب والخليج العربي بنفس الطريقة التي كان يتلقى فيها المجاهدون الافغان الدعم قبل ثلاثة عقود. وقال الخبير في معهد الدراسات الشرقية للدراسات الاستراتيجية سيرغي ديميدينكو "يتأزم الخلاف اكثر فأكثر ويزداد عدد الضحايا ايضا. يستخدم الطرفان المتنازعان الطرق نفسها فالمعارضة تعتمد على الحرب الاعلامية بمساعدة قناتي الجزيرة والعربية وتتلقى المعارضة من الخارج المال والسلاح لذلك لا بد من سفك دماء جديدة واقتحامات جديدة لدمشق ". و يتطلع المجتمع الدولي إلى مهمة المبعوث الجديد الى سوريا، الأخضر الإبراهيمي الذي تولى مهام كوفي عنان بعد استقالته على خلفية فشل مهمته للمساعدة في حل الازمة في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتليوف الأحد إن روسيا تشاطر المبعوث الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي مقاربته الرافضة لتدخل عسكري في سوريا. وكتب غاتيلوف في حسابه على موقع التدوين المصغّر "تويتر" "الإبراهيمي يعتبر بشكل قاطع أن التدخل العسكري في سوريا غير وارد كأسلوب لحل الأزمة". وأضاف "نتشارك هذه المقاربة: لا بديل عن خطة 'المبعوث السابق كوفي' أنان للسلام وبيان جنيف إذا كنا نتمنى بشكل صادق أن يبدأ حوار هادئ في سوريا". وتنص خطة أنان السداسية على وقف العنف أولاً، وسحب المظاهر العسكرية من المناطق السكنية، واطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث الاخيرة، وضمان حرية التظاهر السلمي، والسماح بدخول المنظمات الانسانية الدولية ووسائل الاعلام الى سوريا، وكل ذلك تمهيداً لإطلاق حوار سياسي بين الفرقاء السوريين للاتفاق على المرحلة المقبلة. أما البيان الختامي لمحادثات مجموعة العمل الدولية حول سوريا في جنيف فأعلن عن اتفاق على عملية انتقالية يقودها السوريون، وقال أنان إن القوى العالمية اتفقت في جنيف على خطة جديدة بشأن حكومة انتقالية سورية. وقال أنان إن الخطة لا تتضمن الدعوة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع إمكانية أن تضم الحكومة الانتقالية في سوريا أعضاء في الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة وجهات أخرى.