٭ في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية البروفيسور إبراهيم أحمد عمر والذي أعلن فيه عن بداية انعقاد المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية أُثيرت ثلاث نقاط مهمة جداً في هذه المرحلة بالنسبة لمسيرة الحركة الإسلامية هي أنه اعتبر أن المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حسن الترابي وهو زعيم الحركة الإسلامية لأكثر من ثلاثة عقود اعتبره وزعيمه ومعاونيه ليسوا أعضاء في الحركة الإسلامية، وبالمقابل هنا يكون السؤال «هل كل المؤتمر الوطني» الحاكم عضواً بالحركة الإسلامية، إن قيادة الحزب الحاكم كلها تقريباً أعضاء بالحركة الإسلامية، لكن ليس كل قواعده أعضاء بها، ومجموعة الترابي التي أسست حزب المؤتمر الشعبي أعلنت انشقاقها من الحزب الحاكم على خلفية تطورات أهمها حل المجلس الوطني «البرلمان» حينما كان يرأسه الترابي بموجب قرارات الرابع من رمضان الشهيرة.. ولم يكن الانشقاق عن الحركة الإسلامية أو هكذا كان يُسمَّى، فهل انشقاق أية مجموعة إسلامية أو فرد إسلامي من الحزب الحاكم يعني انشقاقه أيضاً من الحركة الإسلامية؟! أو يلزم فصله عنها؟!. وقضية المؤتمر الشعبي بغض النظر عن عدالتها أو سلامتها ليست مع الحركة الإسلامية ككيان ضمن عضوية المؤتمر الوطني وإنما مع الحزب الحاكم نفسه كحزب حاكم مفتوح للجماهير كافة دون شروط وأدبيات ولوائح الحركة الإسلامية. لذلك يبقى الحديث عن أن مجموعة المؤتمر الشعبي بمن فيهم الترابي ليست عضواً بالحركة الإسلامية إقصائياً، خاصة أن الحركة الإسلامية تفتح باب عضويتها للصادق المهدي زعيم حزب الأمة وإمام الأنصار.. إنها صارت توسع ماعون عضويتها بقدرٍ ما. أما النقطة الثانية المهمَّة فهي ما جاء في تصريح بروفيسور إبراهيم حول عدم تجديد دورة ثالثة للأمين العام للحركة الإسلامية الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأوّل لرئيس الجمهورية، والمهم في هذه النقطة هي أنها تبقى تطوراً جديداً رائعاً في قيادة الحركة فهو ما لم يحدث منذ عام 1964م بعد أن تقلد زعامتها الترابي في أول انتخابات شارك فيها اعتبرها بروفيسور جعفر شيخ إدريس المنافس له حينها بأنها غير نزيهة وساق الأدلة على ذلك من خلال قناة النيل الأزرق في برنامج مراجعات الذي يقدمه الأستاذ الطاهر حسن التوم.. وكان عدم النزاهة يقوم على إشاعة أطلقها الترابي عبر موالين له تقول بأن البروفيسور جعفر شيخ إدريس زرعه الشيوعيون في الحركة الإسلامية، وقد استفادوا في هذه الإشاعة من كونه «دكتور» في الفلسفة حينها وهو الآن بروفيسور وعالم كبير ونحرير.. وهذا يعني أن الترابي قد سطع نجمُه بسبب انتخابات غير نزيهة داخل التنظيم، وقد خسر انتخابات عام 1968م في دياره وكسبها في الدائرة بشمال الجزيرة وهو موطنه المرحوم حاج مضوي محمد أحمد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي وهو من العسيلات وخسر انتخابات 1986م وكسبها في دائرة الصحافات وجبرة محمد زيادة حمور عن الحزب الاتحادي الديمقراطي. وبعد قرارات الرابع من رمضان خسر الترابي التأييد الواسع من أعضاء المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية معاً لكن لا بأس أن تكون مجموعته أعضاء بالحركة الإسلامية بمن فيهم هو زعيمها إذا تخلَّى عن فتاواه الغريبة المريبة المثيرة للجدل والاستياء.. أما النقطة الثالثة فهي إشارته إلى أن الحركة الإسلامية ستعوِّل على المؤتمر الثامن «ليكون فيه شحذ همم أعضاء الحركة الذين تكاسلوا وابتعدوا عنها».. وطبعاً قبل مجيء حكومة البشير كانت الحركة الإسلامية تعمل من أجل عودة الوعي، وبعد أكثر من عقدين وهي في السلطة من خلال الحزب الحاكم ها هي تعمل على عودة الروح أي «الإصلاح التنظيمي».. فلنرَ ماذا ستفعل؟!.