حملت الصحف خبراً عن مبادرة عربية تقودها الدول التي صعد فيها الإسلاميون إلى السلطة بعد ثورات الربيع العربي لجمع صف الاسلاميين في السودان. وما ان انتهت تلاوة هذا الخبر حتى بدأت التصريحات من قبل الشعبي والوطني فالمؤتمر الشعبي على لسان أمينه السياسي بالانابة أبوبكر عبد الرازق إستحالة الاتفاق مع الوطني والحزب الحاكم يرى انه لن يصل الى الوحدة مع الشعبي إلا بشرط ترك الحديث عن اسقاط النظام،، هذه التصريحات كأنها تحصر الاسلاميين في السودان في اخوان «الجبهة الاسلامية» أمس وأعداء اليوم الشعبي والوطني-هناك من تخوف من وحدة الإسلاميين «الوطني» و«الشعبي» ويرى ان هذه المبادرة إن جمعت الصف الاسلامي فانها ستأتي بالترابي وسياساته مبيناً ان هناك فريقاً يرى ان الحديث عن وحدة الاسلاميين يعني ان تظل الحكومة الاسلامية في الخرطوم في السلطة لعشرين سنة أخرى ويعني أنهم «تمكنوا» فهل التوقيت مناسباً لجمع صف الاسلاميين؟ وهل تنجح المبادرة العربية؟! الدكتور عبده مختار المحلل السياسي تأسف على حال الاسلاميين في السودان وقال الاسلاميين الجسد الواحد التنظيم الذي تجاوز عمره 60 عاماً او اكثريصل لمستوى ان تتدخل دول أجنبية لتجمع صفه، واضاف الخلاف والانشقاقات بين الاسلاميين لم تكن على مباديء أو افكار بل خلافات شخصية في الرأي وكيفية الإدارة، ووصف مختار الإنشقاق الذي حدث في صفوف الاسلاميين بنقطة الضعف الكبيرة قائلاً: الآن التيار الذي يقوده الترابي ضعيف لا يليق بقوة الترابي الذي قاد التنظيم حتى اصبح معروفاً في كل أنحاء العالم وأشار مختار إلى أن الأخطاء التاريخية والاستراتيجية التي أضرت بالحركة الاسلامية في السودان تتمثل في الانقلاب العسكري أما الخطأ الثاني بحسب عبده مختار فهو الانشقاق وقال هذين الخطأين أضعفا كثيراً بحركةٍ كانت من أقوى الحركات في المنطقة الآن،، وأضاف ليس هناك ما يمنع وحدة الحركة الاسلامية خاصةً ان هناك كثيراً من أعضاء المؤتمر الشعبي انضموا للمؤتمر الوطني وان عضوية الحركة الاسلامية مهيأةً نفسياً لقبول الصلح والمبادرة العربية ستتكلل بالنجاح وقال عبده مختار من الخطأ اختزال الاسلاميين في المؤتمر الوطني والشعبي فالحركة الاسلامية إطار واسع واضاف الأمين العام للمؤتمر الشعبي الحالي د. الترابي هو من ارتكب خطأً تاريخياً عندما حل الحركة الاسلامية وعمل على استيعاب عضوية الحركة في حزب المؤتمر الوطني على سياق المؤتمر الوطني بجنوب افريقيا والهند،، مشيراً إلى أن الترابي كان يرغب في ان يكون حزب مسيطر قائلاً وهذا جاء على حساب الحركة الاسلامية التي عرفت عنها الحكومة الاسلامية وليس حكومة المؤتمر الوطني على حد قول المحلل السياسي مختار عبده، ووصف المؤتمر الوطني بأنه حكومة ضمت غير الاسلاميين والمنافقين الذين دخلوا لأجل المصلحة الشخصية، غير مؤمنين بالقضية كإنتهازيين على حد وصف مختار الذي قطع بأن التوقيت مناسباً لجمع الصَّف وقال: إن عودة الترابي لا تعني ان سياساته السابقة سوف تعود والدليل ان الترابي نفسه اعترف باخطائه في التسعينيات بل هو الآن ينتقد سياسات الاسلاميين في السطة، وقد كان عرابها وأضاف الآن يوجد أمام الترابي خياران إما أن يتماشى مع السياسة الحالية في ظل المتغيرات الاقليميةوالدولية،، وإما ان يجد نفسه معزولاً بعد ان تأكد ان وجود الترابي في الحكومة كان سبباً في المشاكل. واكد مختار ان المتغيرات في الساحة العربية التي جاءت بالاسلاميين بانتخابات حقيقية تجعل الظرف مناسباً لعودة الحركة الاسلامية في السودان، وقال على الحكومة حل الاخطاء التاريخية كالانقلاب العسكري بحل المؤتمر الوطني وعودة الحركة الاسلامية، وان يأتي الاسلاميون للسلطة من خلال انتخابات حرة نزيهة، وأضاف بالقول ان حدث ذلك فإن الاقليم العربي سيتمكن من عكس صورة الاسلاميين، وتعديل صورة الارهاب والتطرف خاصةً بعد الصعود الأخير في تونس ومصر والمتوقع في الجزائر والمغرب.