التبول اللا إرادي من المشكلات المرضية المسكوت عنها رغم انتشارها في كثير من الأسر ربما ذلك يحدث تخوفًا لما يلصقه بالسمعة للمرضى، الذين أكثرهم من النساء خاصة الفتيات فتلجأ أسرهن للعلاج بعد التقدّم لخطبتها خوف الفضيحة، فهي تعود لأسباب وراثية، غير أن تلك الحالات غير معروفة إطلاقًا حتى بالنسبة للمريض الذي يعاني الكثير من أسرته توبيخًا لفعلته الشنيعة التي سيُحاسب عليها بإخطار فلان الذي «سيسعه» ضربًا، غير مدركين أن هنالك أسبابًا عضوية قد تحتاج للعلاج عن طريق التدخل الجراحي، ومنها أسباب نفسية بسبب الخوف الذي قد يتعرَّض إليه الإنسان في أعمار متقدمة مثل تعرُّض الشخص للحروب ورؤيته بعض المشاهد المخيفة جدًا التي تسبِّب له الهلع ليلاً فبدل استيغاظه «تبوله» ولكن تلك المشكلة الصحية قد كانت أكثر السبل العلاجية لها هي العلاج عن طريق الطب البديل بالطاقة المغنطيسية والوخز بالإبر ولكن لكل حالة علاجها الذي يتناسب معها على حسب نوع المسبِّب الذي ينقسم إلى قسمين عضوي ونفسي.. (الإنتباهة) حاورت دكتور عماد الدين عبد الله يوسف اختصاصي العلاج بالطب البديل عن طريق الطاقة المغنطيسية والأوخز بالإبر حول التبول اللا إرادي والعلاج بالطب البديل.. فإلى مضابط الحوار: كيف يمكن أن نعرِّف التبول اللا إرادي؟ التبول اللا إرادي هو عدم القدرة على التحكم في البول ليلاً أو عند النوم. ما هي أسباب ذلك؟ السبب في عدم التحكم في البول يعود لعاملين أولهما عامل عضوي والثاني عامل نفسي. هل يمكن التوضيح أكثر؟ العامل العضوي وهو يعود إلى فتحة المثانة أو عصب التحكم في المثانة، حيث يوجد بها ارتخاء، وأيضًا يحدُث العامل العضوي بسبب كثرة المادة البلغمية (البلغم) في الجسم كما تمثل ضعف المؤشرات العصبية في المخ التي تعمل على تنبيه الشخص أثناء نومه على البول، أما السبب العضوي الخلقي فهو يتمثل في اختلاط فتحة الحالب مع المثانة مع المهبل لكن هذا السبب نادر جدًا. ثم ماذا عن العامل الثاني؟ العامل النفسي وهو الذي يتمثل في نشوء الطفل على الخوف منذ الصغر أو التعامل معه بقسوة في حالة التبول الليلي أو تخويفه بأي نوع من الأشياء المخيفة بالنسبة له أو بأشخاص يهابهم أو بتعذيبه بكيّه بالنار مثلاً، وغير ذلك.. ومن الأشياء التي ترتبط بالعامل النفسي أيضًا الخوف غير الطبيعي من بعض الأشياء الطارئة مثل الجلوس للامتحان غدًا أو إجراء عملية جراحية أو غيرها ففي ليلتها يمكن أن يتبول الشخص المريض. هل للتبول اللا إرادي علاقة وراثية؟ من خلال الدراسات التي أُجريت للمرضى اتضح أن للمرض علاقة وراثية، غير أن ذلك مسكوت عنه خاصة في الماضي وتعتبر من الأسباب العضوية. هل من سبب آخر؟ من أسباب التبول اللا إرادي هو الإصابة بحالات التشنج أي المشكلات العصبية. هنالك شكوى من بعض الأمهات تقول إن مريضها الذي قد بلغ سن الرشد لم يكُن في السابق يعاني من ذلك؟ يجب فهم أن ذلك المرض يحدث في الكِبر وليس منذ الصغر للأسباب المذكورة سابقًا، فقط يجب الذهاب للطبيب المختص لمعرفة الأسباب ومن ثم حلها أو علاجها. إذن ما هي الفئات العمرية التي يمكن أن تصاب بالمرض؟ يمكن أن يصاب بالتبول اللا إرادي من أعمار ما بعد السابعة، وأيضًا هنالك حالات أُصيبت بالمرض بعد سن البلوغ ولكن هذه من الشواذ جدًا. ما هي أكثر تلك الأسباب انتشارًا في السودان؟ بصراحة كل الحالات التي تأتي للعلاج ليست لسبب عضوي فهي تعود لأسباب نفسية، وأيضًا منها لأسباب وراثية. في أي الأنواع يكثر انتشاره؟ بصراحة أكثر يكثر انتشاره لدى الفتيات ومع ذلك فالنساء هن أكثر تحكمًا في البول من الرجال. لطالما أن التبول الليلي اللا إرادي مشكلة مرضية فكيف يمكن تشخيصها؟ بعد مقابلة المريض للطبيب ومعرفة الحالة النفسية الموجودة داخل الأسرة والمجتمع المحيط بالمريض، فبعدها يمكن أن تجرى بعض الفحوصات أولها فحص الدم والبول عموم وإجراء فحص آخر بالموجات فوق الصوتية للمثانة وأخذ صورة مقطعية للمخ وبها يمكن التشخيص للحالة. كيف يمكن علاج تلك المشكلة؟ في العلاج البديل للتبول الليلي اللا إرادي يتم استخدام حزام مغنطيسي لتنشيط عصب المثانة وأقراص مغنطيسية لعلاج الحالات العضوية المسببة للتبول الليلي اللا إرادي، فكما ذكرنا أن للتبول الليلي سببين لذلك يتم العلاج على حسب الحالة، فالتبول الذي يحدث بسبب عضوي تتم معالجته أولاً مثلاً معالجة زيادة البلغم، وذلك حتى يكون معتدلاً لذلك يُمنع المريض من بعض المأكولات التي تكون ذات طابع كيميائي بارد مثل «الزبادي واللبن والموز» فهذه هي المواد الغذائية الأساسية في زيادة البلغم خاصة في الشتاء ويمكن استعمالها في الصيف بمحاذير قبل المغرب حتى يتماثل الشفاء، ويتم علاج ارتخاء عصب المثانة بتنشيط عصب المثانة باستخدام أجهزة مغنطيسية موضعية أو غير موضعية عن طريق نقاط المثانة في الأذن وأيضًا استخدام الماء الممغنط فهو في غاية الفاعلية أو استخدام الإبر الصينية وهذا قد سجل نجاحًا باهرًا جدًا. ذكرتَ الماء الممغنط فما هو؟ الماء الممغنط هو الماء الذي تم تمريره عبر الصبابة المغنطيسية التي بها أقراص مغنطيسية تعمل على إعادة تنظيم جزئيات الماء. دكتور هل تمت تجربة ذلك العلاج في حل مشكلة التبول اللا إرادي؟ تلك الطرق العلاجية تمت دراستها وعولج بها الكثير من المرضى وقد حققت نجاحات منقطعة النظير، كما أنها لم تسجل أي حالة سلبية. هل هنالك طرق أخرى لعلاج مشكلة التبول الليلي اللا إرادي؟ من طرق العلاج أيضًا استخدام بعض الأعشاب المستحضرة في الصباح والمساء بمقدار «خمسة جرام». كيف يمكن علاج الحالات الخلقية النادرة؟ لعلاج الحالات الشاذة أو النادرة وهي التي تحدث لأسباب خلقية فهذه لا يمكن علاجها إلا عن طريق التدخل الجراحي. هذا عن العلاج للأسباب العضوية فكيف تعالج الحالات التي تسببها أسباب نفسية؟ أولاً في العلاج النفسي لا بد من الرفق في التعامل مع المريض وفهم أن ذلك هو مرض وابتلاء من الله لذا لا بد من الصبر عليه إن كان يحدث للكبار أو الصغار والترويض على أنه مشكلة مرضية لها حل، كذلك يجب الصبر على متابعة المريض في المنزل وإيقاظه ليلاً لعدة مرات حتى يتنبه خاصة أن بعض الأشخاص المرضى نومهم (ثقيل).. أي لا يشعر بشيء من حوله، أما العلاج في العيادة فيتم العلاج باستخدام الإبر الصينية أو الطاقة المغنطيسية. كيف تعالج مشكلة التبول اللا إرادي بسبب التشنج؟ هنا يتم علاج سبب التشنج أي الحالة العصبية أولاً ثم علاج المشكلة. كم تستغرق مدة الجلسة العلاجية؟ مدة الجلسة العلاجية تستغرق أربعين دقيقة للعلاج بالطاقة المغنطيسية وثلاثين للجلسة المعالجة بالوخز بالإبر. كم عدد الجلسات العلاجية؟ «واحد وعشرين» جلسة لمدة ستة أشهر متواصلة، حتى لو شعر المريض بالعافية فلا بد من متابعة المريض للعلاج حتى يتم تمامًا. كيف يحدد علاج كل حالة؟ يحدد على حسب العمر والوزن ومدة الفترة المرضية والعلاقة المرضية الوراثية.
