كما تميَّز حكم أبيه الهالك بالقسوة والشراسة والإرهاب والضراوة فإن حكم الابن فاق حكم والده المقبور في القساوة والشراسة والدموية بل فاق فرعون الذي كان يقتل الرجال ويستحي النساء، أما طاغية سوريا فيقتل الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. الطغمة المجرمة الحاكمة اليوم هي طائفة النصيرية إحدى فرق الشيعة الإمامية المنحرفة ونسبتهم لا تتعدى العشرة بالمائة ولكنهم تسلطوا على حكم سوريا الشقيقة وقهر الأغلبية السنية بالحديد والنار. استولى حزب البعث اللا ديني على السلطة في مارس «1963» ويعيش شعب سوريا الشقيق منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم داخل سجن كبير قوامه الإرهاب والاضطهاد والظلم والاستبداد. لقد تمكنت الطائفة النصيرية الكافرة من أن تنفرد بالحكم على يد ابنها الخائن العميل حافظ الأسد الذي سلم الجولان لليهود رخيصة بلا قتال، وكافأ اليهود وحلفاؤهم هذا الخائن بتمكينه من حكم سوريا جائزة له على تسليم الجولان بلا قتال.. فقام بتصفية حزب البعث من كل الأعضاء الذين ليسوا من طائفته النصيرية ومكن لأفراد طائفته النصيرية وقلدهم المراكز الرئيسة في جميع أجهزة الدولة والجيش، وأنشأ قوات خاصة سماها «سرايا الدفاع» وسلحها بأحسن الأسلحة وجعل على رأسها أخاه المجرم رفعت الأسد. أفرغ نظام حافظ الأسد النصيري كل حقده على الإسلام والمسلمين وحطم القيم الإسلامية وتحالف مع مارون لبنان لضرب الفلسطينيين وأبادهم في مخيماتهم خاصة في تل الزعتر لو تذكرون. عندما صار الحكم خالصًا للطائفة النصيرية الكافرة جعل الهالك حافظ الأسد الملك عضوضًا وراثيًا في أبنائه يتوارثه آل الأسد النصيريون. سوريا قبل حكم آل الأسد الطائفي كانت يابان الشرق الأوسط تحضرًا وتقدمًا ولكن الطاغية حوَّل البلدة الآمنة المطمئنة إلى مزرعة يستعبد أهلها جامعًا كل السلطات في يد الصنم الأوحد الذي يعبد من دون الله. منذ أن ظهرت هذه الطائفة المنحرفة كان النصيريون ركائز للصليبيين والتتار في الماضي فبمساعدتهم احتل الصليبيون القدس وقتلوا المسلمين داخل المسجد الأقصى والنصيريون هم الذين حملوا السلاح مع التتار أثناء هجمتهم الهمجية على بلاد المسلمين ودخل التتار الإسلام وما زال هؤلاء على كفرهم وضلالهم القديم، ومثلما تعاونوا مع الكفار في الماضي السحيق كانوا عونًا للاحتلال الصليبي لبلاد الشام «سوريا ولبنان» على يد فرنسا التي صنعت من الطائفتين دولة لسفك دماء المسلمين في البلدين. واليوم عادت هذه الطائفة الكافرة المجرمة إلى سيرتها الأولى في ارتكاب الجرائم الوالفة في دماء الضحايا من مسلمي السنة في حقد دفين وهم في جرائمهم التي يقتلون فيها ويبيدون الشعب السني يتلقون المدد من أصل مذهبهم الفاسد في إيران صاحب المشروع الفارسي وحزب الله العميل لإيران الذي مارس التدليس وعز قوماً زمناً، ولكن الله فضح النوايا وفقد هذا الحزب كل تعاطف من ضللتهم الدعاية الشيعية، وعرف الكثيرون من أولي الألباب أن حزب الله حزب طائفي حاقد على الإسلام الصحيح الصريح وعلى المسلمين السنة أينما وجدوا. مما زاد في معاناة أهل سوريا التقاعس العالمي في نصرة الحق وإزهاق الباطل فانقسم المجتمع الدولي الظالم أهله إلى معسكرين.. معسكر الشيوعيين السابقين الذين تحالفوا مع حزب البعث اللاديني قديمًا وأصبحت لهم مصالح مادية في أرض الشام وبلاد فارس.. روسيا الشيوعية سابقًا والصين الشيورأسمالية الحاضرة الطامعة في وراثة الاستعمار القديم توفران الحماية الدولية للدولة الباغية؛ لأن هاتين الدولتين مثلهما مثل دول الصليب الغربية واليهود قديمًا وحديثًا لا يقيمان للقيم والمبادئ الإنسانية وزنًا. أما حظ شعب سوريا من الآخرين فهو سماع معسول الكلام وفارغ القول الذي لا يصد عدوانًا ولا يردع معتديًا والشعب السوري الحر الأبي يرفض الوهن والاستكانة والضعف والخنوع ويمضي بإصرار عجيب ومدهش في الصمود والتحدي والاستمرار في ثورته المباركة إن شاء الله لا يضره من خالفه وظاهر أعداءه فهو مصمم على الثورة حتى النصر والنصر قريب لأنه آتٍ من الله القوي الجبار قاصم ظهور الجبارين المستكبرين «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ». دماء الشعب السوري تجري أنهارًا، وجداول وجرائم حرب إبادة أهل السنة لا تجد من يصدها، فالعالم منقسم البعض يعاضد ويساند ويبارك الجرائم والبعض يتحرك على استحياء، وعشرات الآلاف من الشهداء يسقطون ومئات الآلاف جرحى، والمصابون لا يجدون العلاج والدواء وأفواج النازحين إلى دول الجوار بحثًا عن ملاذات آمنة بعد التدمير الكامل لمظاهر الحياة من مبانٍ سكنية ومنشآت ومدارس ومستشفيات وبنى تحتية ومزارع ومصانع في كل أرجاء سوريا.. لا يجد هؤلاء النازحون ومن هم داخل سوريا الغذاء والكساء والدواء فمن لهم أيها المسلمون؟. السؤال الذي يفرض نفسه! كل هذه الفظائع البشعة التي ترتكب ضد شعب طالب بحقه في الحياة الكريمة العزيزة بحرية مثلها مثل الشعوب التي انتفضت ونالت حظها في دول الربيع العربي. الابن بشار الأسد الذي ورث الحكم من والده يريد استمرار السيطرة الطائفية العلوية النصيرية في حكم سوريا ولو صارت سوريا خرابًا يبابًا وأنقاضًا وركامًا ليجلس هو ومن يرثه فوق تل من الأنقاض والرماد. في ظل القبضة الحديدية للنظام الطاغوتي الأسدي وتزايد الآلام والمعاناة وازدياد حجم الكارثة الإنسانية وما يواجهه الشعب السوري المسلم الشقيق كل يوم من قتل وتدمير وإحراق وتفشي الجوع والمرض في النازحين ومن بقي داخل سوريا لا بد من إنزال آيات القرآن الكريم أرض الواقع. إن كنا مؤمنين حقًا.. يقول الله تبارك وتعالى «وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ» وتنزيل قول القائد الرائد الأسوة محمد صلى الله عليه وسلم «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» وقوله عليه الصلاة والسلام: «مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ الواحِدْ إذَا اشْتَكَى عضو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» لا بد من إنزال هذه التوجهات أرض الواقع فنحن لا نريد علمًا يحمل وإنما نريد علمًا يستعمل. الشعب السوري المستضعف يفتقد لأبسط مقومات الحياة، لا يجد هذا الشعب الطالب لحريته ما يسد رمقه ونحن المسلمون لا بد من التحرك السريع بعد أن تأخرنا كثيرًا نسأل الله أن يغفر لنا.. نتحرك تحت شعار «جسد واحد، أمة واحدة معًا لنصرة سوريا». على جميع الهيئات والمنظمات والمؤسسات والأفراد وأولي الغيرة على الدين والحق أن يبذلوا الوسع لنصرة أخوانهم في الدين والعقيدة والإنسانية ماديًا ومعنويًا وهم يعانون معاناة حقيقية وأبناؤهم يواجهون آلات حرب بصدورهم العارية التي يستخدمها جيش الحاقد على الإسلام والمسلمين بشار وطائفته. لقد تأخرنا كثيرًا في نصرة أخواننا المظلومين لعل الله الغفور الرحيم يغفر لنا خطايانا وإسرافنا في أمرنا ويتجاوز عن تقصيرنا.