شنت عدد من مساجد الخرطوم في خطبة الجمعة أمس هجوما عنيفا على النظام الدموي السوري وأعلنت وقوفها مع الشعب السوري في ثورته ضد القمع والسحل اليومي الذي يمارسه نظام بشار الاسد. وانتظمت عددا من مساجد الخرطوم نداءات مختلفة لمناصرة الشعب السوري، وعدم تجاهل ما يرتكب بحقه من قبل نظام بشار الاسد، وانتقد اغلب الأئمة مواقف بعثة المراقبين العرب وطالبوا جامعة الدول العربية وشعوب المنطقة، بمواقف اكثر حسما تجاه الممارسات اليومية التي تجرى في جميع الاراضي السورية. ففي مسجد دار تحفيظ القرآن بالعيلفون حيث يخطب الشيخ ياسر عثمان جاد الله الأمين العام للإخوان المسلمين الإصلاح سرد الشيخ ياسر السجل الأسود للنظام السوري، متهما اياه ببيع الجولان وتسليمها لاسرائيل حين كان وزيرا للدفاع في ستينيات القرن الماضي، بل أرجع حقد النظام النصيري إلى الطائفة الباطنية النصيرية التي ينتمي لها بشار الأسد وهي طائفة قديمة وقفت منذ القدم مع أعداء الأمة ضد المسلمين، حيث سرد في هذا الصدد فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية الذي ذهب إلى أن الطائفية النصيرية طائفية باطنية أكفر من اليهود والنصارى، ويوضح الشيخ ياسر أن هذا يوضح حجم الحقد الذي يمارسه نظام بشار الأسد وسفكه لدماء المسلمين بهذه الغزارة والهمجية، وأكد الشيخ ياسر تفاؤله بأن الأمة الإسلامية ستنتصر على أمثال هؤلاء الطواغيت، وأن تهاوي الطواغيت العرب في العام الماضي ممثلين في كل من مبارك والقذافي وبن علي لدليل على أن عناية الله تعالى تريد بالأمة خيرا بعد أن انكشف وقوف هؤلاء الطواغيت مع أعداء الأمة ضد شعوبهم المسلمة، مستبشرا بأن زوال هؤلاء الطواغيت إيذان بتحرير الأقصى إن شاء الله. وفي ضاحية الرياضبالخرطوم بمسجد الراشدين خطب الجمعة الشيخ نزار محمد عثمان مدير إدارة ترشيد العمل الإسلامي بمنتدى النهضة والتواصل الحضاري الذي ذكّر المصلين بأن هذه الجمعة يخطب فيها عدد من الأئمة حول ما يحدث في سوريا ومناصرة الثورة السورية، واستشهد الشيخ نزار بعدد من الأحاديث والنصوص التي تبين أهمية الشام وبركتها إلى قيام الساعة، كما استعرض الشيخ نزار السجل الأسود للحكم في سوريا منذ قدوم حافظ الأسد، واستغرب أن تتحكم طائفة صغيرة العدد وهي الطائفة النصيرية التي ينتمي لها بشار الأسد بمقدرات الشعب السوري، مشيرا إلى أن نظام بشار ومن قبله نظام أبيه حافظ الأسد قد أذاق الشعب السوري الأمرّين وأنه قام بتسليم الجولان لاسرائيل منبها إلى أن النظام السوري لأكثر من أربعة عقود لم يطلق رصاصة واحدة ضد اليهود رغم الدعاوي الثورية التي يرفعها، ثم تحدث الشيخ نزار عن الثورة السورية مشيرا إلى أنها ثورة شعب لا تنتمي لحزب أو طائفة وإنما تنطلق ممثلة لكل تيارات الشعب السوري، وأنها اختارت التعبير السلمي عن مطالبها لكن نظام بشار الدموي واجهها بقسوة وعنف ووحشية، مؤكدا انتصار الثورة السورية بإذن الله تعالى على نظام بشار الدموي، وأهاب الشيخ بكافة أبناء الأمة الإسلامية بمساندة الثورة السورية كل في موقعه وحسب استطاعته، مطالبا الحكومة السودانية بسحب السفير السوداني من دمشق وطرد السفير السوري من الخرطوم، كما طالب الجامعة العربية باتخاذ مواقف أشد حسما ضد النظام السوري حتى سقوطه وزواله. وفي مسجد الحضراب بشمبات بالخرطوم بحري أم المصلين المهندس محمد بابكر آدم الذي تحدث حديثا مجملا عن الثورات العربية مستبشرا بخير عميم للأمة الإسلامية ومتفائلا بنجاح الثورة السورية. وفي مسجد الأبرار بشمبات بالخرطوم بحري تحدث الشيخ أحمد عبد العزيز مهاجما النظام السوري ومساندا الثورة السورية مؤكدا أن بشار الأسد سيكون مصيره أسوأ من مصير القذافي بإذن الله تعالى. وكان ممثل الجالية السورية بالخرطوم قد خاطب حشدا جماهيريا الأسبوع الماضي بقاعة الصداقة بالخرطوم مهيبا بالشعب السوداني مساندة الثورة السورية، منتقدا لجنة تقصي الحقائق العربية التي يرأسها الفريق الدابي، مطالبا الشعب السوداني باتخاذ مواقف حاسمة مع الشعب السوري لئلا يتحدث السوريون بعد عشرات السنين أن السودانيين ساندوا النظام القمعي الذي يتزعمه بشار الأسد.