الخرطوم: عبد المحمود الكرنكي فاطمة أحمد كشف مولانا موسى النيَّل عمر المكاشفي خليفة المكاشفي بود مدني حفيد الشيخ عبد الباقي المكاشفي الذي أسلم على يده «الخواجة عبد القادر»، كشف معلومات مثيرة عن حياة الخواجة، فيما تحصلت «الإنتباهة» على مذكراته الخاصة بخط يده وستنشرها لاحقاً. وأشار مولانا النيَّل إلى أن الخواجة عبد القادر ولد من أب ألماني وأم نمساوية، ودرس بألمانيا، ودخل كلية الطب التي درس بها حتى السنة الثانية، وتحول بعدها لدراسة الهندسة، وتخرج مهندساً مدنيَّاً وتخصص في هندسة التعدين والهندسة المدنية «إنشاء الكباري» وقال موسى النيَّل في حوار مع «الإنتباهة» يُنشر بالصفحة الخامسة :«إن الخواجة عبد القادر حكى لي أنه بعد تخرجه مباشرة اُختير Chef manager في شركة إنجليزية، وهي التي قامت بتعلية خزان أسوان وأنشأت كوبري الجامعة بالقاهرة ومناجم الذهب بسوهاج والقناطر الخيرية وغيرها من إنشاءات بمصر، وتم تعيينه بعد ذلك مستشاراً للشركات الألمانية بمصر».وأضاف أنه جاء إلى السودان سنة 1932م للعمل في إنشاء خزان جبل الأولياء، وعند انتهاء العمل بخزان جبل الأولياء تزوج امرأة من أسرة أجنبية تقيم بالخرطوم بحري. وأوضح مولانا موسى أن الحاكم العام الإنجليزي علم بإسلام عبد القادر الخواجة، فأرسل له في الشكينيبة وفداً كبيراً، وعندما وقفوا أمام الشيخ المكاشفي وجدوا الشيخ عبد القادر جالساً أمام الشيخ على الأرض، فأمروه بالجلوس على الكرسي لمقامه الرفيع بينهم، فرفض ذلك، وكان رده أن الإنسان لا يجلس أمام أستاذه على كرسي. وأضاف مولانا موسى أن الخواجة عبد القادر كان يذهب لجبال النوبة ومناطق التبشير المسيحي ليبشر بالدعوة الإسلامية، وكان يقابل مقاديم الطريقة المكاشفية كأولاد الشيخ محمد البرناوي، كما كان يقابل والد الدكتور شريف المكاشفي اختصاصي الجلدية والتناسلية المعروف بالخرطوم. وأوضح مولانا موسى أن العم حاج الأمين أبو نائب الذي كان وكيلاً للسيد عبد الله خليل رئيس الوزراء الأسبق وصار وكيلاً لوالده الشيخ النيَّل عمر المكاشفي رحمه الله وهو شيخ تجاوز الثمانين، أنه حكى له عندما كان يعمل بالسعودية تاجراً بأسواق جدة، لم يشعر إلا بعربة الشرطة تلقي القبض عليه في متجره، وسألته الشرطة إن كان يعرف عبد القادر الألماني الذي مُنع من دخول مكة نتيجة الشك في إسلامه، وحين مُنع من الحج أرسل الشيخ المكاشفي برقية فحواها أنه كيف تمنعون رجلاً مسلماً من الحج إلى بيت الله، فأرسلت السلطات السعودية عبر السفارة في الخرطوم رسالة إلى الشيخ المكاشفي تسأله عن حقيقة إسلامه، فأخبرهم أنه مسلم صادق، فأرسلوه مع البعثة البريطانية التي من ضمنها امرأة من الأسرة المالكة كانت تخفي إسلامها عن أهلها وهي «عمة الملكة».