اعتمدت وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) والتي أُنشئت عام «1946» في عهد الرئيس الأمريكي «هاري ترومان» وتوازي ميزانية المخابرات الأمريكية السنوية ميزانية عدة دول مجتمعة، والتي يُقدر عدد العاملين بها بحوالى «300» ألف شخص.. اعتمدت في عملها كثيراً على عمليات التصفية الجسدية، للتخلص من معارضي السياسة الأمريكية، أو الذين تستشعر الولاياتالمتحدة أنهم يمثلون تهديدًا لسياستها في حكم العالم، والتحكم في موارده، لخدمة أجندتها الخاصة.. وتعددت وسائل القتل تلك من حيث التنفيذ والأهداف ومن حيث المكان والزمان. وهذه بعض نماذج عمليات الاغتيال التي قامت بها الوكالة وهي تختلف من حيث المكان والزمان والتنفيذ.. في عام (1960) أصبح «رفائيل تروخيو» رئيس جمهورية الدومينيكان، مصدر إزعاج لواضعي السياسة الأمريكية، كان تروخيو على مقربة من تغير التوجه السياسي في بلاده بعد أن كان حليفاً للأمريكان.. ولم تجد الولاياتالمتحدة حلاً آخرًا لتلافي هذا الأمر المزعج لها والذي يقف ضد مصالحها الشخصية غير قتل تروخيو وتغيبه من الساحة السياسية في بلاده.. وفي أوائل العام (1961) قامت المخابرات الأمريكية بقتل تروخيو وهو في سيارته خارج بيته.. وظهر واضحًا أن المخابرات الأمريكية كانت قد وفرت السلاح والتدريب لمنفذي العملية. وفي العام (1961) انتقل عمل المخابرات الأمريكية إلى القارة السمراء حيث قررت المخابرات الأمريكية ومديرها في هذا الوقت «الن دالاس» أن رئيس الوزراء الكونغولي الزعيم الإفريقي الكبير «باتريس لومومبا» يمثل تهديدًا للمصالح الأمريكية والغربية.. ويجب التخلص منه بأسرع فرصة، وإعادة تلك البلاد الغنية بالثروات «النحاس» إلى دائرة سيطرة الدول التي كانت تستغل ثرواتها.. وقد لجأت المخابرات المركزية إلى قسم الخدمات الفنية بالوكالة الذي كان يرأسه «سيدني جوتليب» وكان هذا القسم بيتًا من الرعب.. وقد ابتكر القسم الفني سمًا حيويًا يشبه في أعراضه مرضًا مستوطنًا في الكونغو.. وسلم رئيس قسم الخدمات الفنية بنفسه الجرثوم إلى الكونغو عبر شنطة دبلوماسية، تسلمها «لورانس دلفين» رئيس الوكالة في الكونغو.. وقامت المخابرات الأمريكية بوضع الجرثومة في معجون أسنان الرئيس الكونغولي.. جاء ذلك في الوثائق البلجيكية الرسمية وهي الدولة التي كانت تستعمر الكنغو، إضافة إلى وثائق الأممالمتحدة.. وهكذا اغتالت دولة الحرية في العالم الزعيم الكونغولي المنتخب. تم اغتيال مالكوم إكس يوم «21 فبراير 1965» أثناء صعوده لإلقاء محاضرة في قاعة رقص في هارلم بنيويورك وهو واقف على المنصة يخطب في الناس انطلقت ست عشرة رصاصة.. الكثيرون قد تنفسوا الصعداء عندما قتل ذلك الرجل الشجاع مالكوم اكس. وأولهم المخابرات الأمريكية، لأنه حين كان مالكوم اكس داخل السجن صار يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن.. ولأن مالكوم اكس أصبح له تأثير هائل على معظم الشباب السود الأمريكان.. واستمر ذلك التأثير حتى الآن، ففي عام (1991) حاول عمدة نيويورك «دايفيد دينكنز» الحديث إلى بعض الشباب الأسود الذين كانوا يفتعلون المشكلات والاضطرابات في منطقة كراون، لم يصغ إليه أحد وتم الاستهزاء به فذهب وعاد مرة أخرى وهو يرتدي قعبة بيسبول عليها صورة «لمالكوم أكس»، وحينها استمع الشباب إلى حديثه.. فماذا لوعاش مالكوم اكس بضع سنين أخرى!! هذه هي الأسباب التي جعلت أصابع الاتهام تشير إلى المخابرات الأمريكية في عملية الاغتيال بحق ذلك القائد المسلم. قُتل جيفارا في بوليفيا أثناء محاولة لتنظيم ثورة على الحكومة هناك، وتمت عملية القبض عليه بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية (CIA) حيث قامت القوات البوليفية بقتله.. ففي عام (1967) عند أحد وديان بوليفيا هاجمت قوات مكونة من (1500) يقودهم ضباط ((CIA فرد مجموعة جيفارا المكونة من (16) فردًا، وظل جيفارا ومجموعته يقاتلون لأكثر من ست ساعات.. وقامت المخابرات الأمريكية بتصفيته عقب وقوعه في الأسر، وقامت بعد ذلك بعرض جثته للعالم ومن بعد ذلك دفنه في مكان لا يعرفه أحد.. لتنهى أسطورة الثائر العالمي ضد السياسة الأمريكية. وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة (كلمات جيفارا).. وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمسة أعوام، وأصبح جيفارا رمزًا للثائرين على السياسة الأمريكية في جميع أنحاء العالم.. ولقد نشر فليكس رودريجيس العميل السابق لجهاز المخابرات الأمريكية (CIA) كتابًا عن إعدام تشي جيفارا. استشهد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فجر الإثنين (14جمادي الأولى الموافق 2 مايو 2011) في أبوت آباد الواقعة على بعد (120) كلم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت (40) دقيقة.. حيث دارت المعركة بعد أن داهمت قوات أمريكية خاصة تدعى (السيلز) لمجمع سكني كان يقيم به بن لادن مع زوجاته وأبنائه.. ودار اشتباك بين بن لادن ورجاله الذين يحملون أسلحة خفيفة وبين القوات الأمريكية المصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية ونجم الاشتباك عن استشهاده بطلقة في رأسه.. وقد تمكن المدافعون من إسقاط إحدى المروحيات الأربع التي هاجمت المنزل. كادت المخابرات الأمريكية في عام (1955) تنجح في اغتيال الزعيم الصيني الشيوعي (شواين لاي) حيث قامت بزرع القنابل على طائرة الرئيس الصيني والتي كانت متجهة من هونج كونج إلى إندونيسيا حيث كان الرئيس ذاهبًا لحضور مؤتمر (باندونج) وفي اللحظة الأخيرة تم تغيير طائرة الرئيس الصيني.. وبذلك نجا من الموت، حيث انفجرت الطائرة في بحر الصين الجنوبي. أين المخابرات الأمريكية من الذي يجري في السودان ومن هم أذرع تنفيذ سياساتها «خلاف الحركة الشعبية» وإلى أي حد تسلّلت داخل الجسد السوداني المليء بالأجانب الذين لا يحملون أوراقًا رسمية وأين هي من مشروع التنصير الذي يتم الآن داخل الخرطوم !!؟.