لاتزال تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر للعام 2001، التي تعرضت فيها أمريكا لهجوم بواسطة الطيران تسبب في انهيار برجي التجارة العالمي، وإصابة مبنى وزارة الدفاع، ماثلة إلى الآن. إذ لاتزال دولتا العراق وأفغانستان اللتان غزتهما أمريكا، تشتكيان من هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية. كما يظل معتقل غوانتنامو من أسوأ رموز انتهاك حقوق الإنسان في الألفية الثالثة. ولم يفلح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أن يفي بوعده الذي قطعه إبان حملته الإنتخابية الأولى العام 2007 م، بإغلاق المعتقل الأشهر عالمياً، و ضم مختلف الجنسيات العالمية، من بينهم سودانيون،(12) سودانياً، وفقاً لمنظمة العون المدني العالمي الناشطة في هذا الملف، التي تشير إلى أن عدد المفرج عنهم (10) آخرهم إبراهيم القوصي الذي أُطلق سراحه في التاسع من يوليو الماضي، بعد أن امضى(10) أعوام ونصف العام، والبقية هم: حماد علي أمنو، محمد الغزالي،الرشيد، عادل حمد، سالم محمود آدم، سامي محي الدين الحاج، مصطفى إبراهيم، وليد محمد الحاج، أمير يعقوب، أما الذين لايزالون قيد الحبس فهما محمد نور عثمان وإبراهيم مصطفي. وفي ما يلي مسألة التعويضات المالية والأدبية، أوضح الأمين العام لمنظمة العون المدني العالمي د. مصطفي عثمان عبد الكريم ل«الإنتباهة» أن المفرج عنهم جميعاً له الحق في المطالبة بالتعويض باستثناء إبراهيم القوصي. مشيراً إلى أن أمريكا لم تعارض في هذا الشأن. أما القوصي فقد تم استثناؤه لأنه حوكم عسكرياً وقضى عقوبته. وفي هذا الشأن نفسه أفاد«الإنتباهة» الخبير القانوني د. أحمد المفتي المندوب من نقابة المحامين السودانيين للدفاع عن إبراهيم القوصي، أن الاتفاق لإطلاق سراح القوصي تم بناء على اتفاق لا يمكّنه من الحصول على نوع من أنواع التعويض. وبسؤاله عن مدى قانونية مثل هكذا، قال إن الحديث عن هذا الاتفاق غير مسموح. وفي جانب التعامل الأمريكي مع المسلمين ومنهم السودانيون عقب أحداث سبتمبر، قالت الطبيبة السودانية صفاء عثمان فقيري المقيمة في ولاية ماساتشوس بالولايات المتحدةالأمريكية منذ العام 1998م والموجودة في الخرطوم هذه الأيام، إن التعامل الرسمي معهم كمسلمين لم يكن يشتمل على أية ضغوط، اللهم إلا إذا قام البعض بتدبير مكيدة ما لشخص أو مجموعة بعينها، أو في حال أن يورط المرء نفسه بأن يتبنى وجهة النظر التي تقول إن المسلمين هم الذين وراء الهجوم على أمريكا. وأضافت صفاء ل «الإنتباهة» إنهم مسلمون، قد سجلت السلطات الرسمية لهم زيارات في منازلهم للتحري عن كيفية دخولهم لأمريكا، وما إذا كان وجودهم من الناحية الشرعية مجازاً. وقالت إن عموم الأسئلة شكل محاولة لمعرفة ما إذا كان المسلمون ينتمون لتنظيم القاعدة المتهم بأحداث سبتمبر. وفي ما يلي الجوانب الاجتماعية تحدثت عن ضغوط اجتماعية كبيرة، فهي عندما كانت تذهب للعمل وهي مرتدية الحجاب، كانت تستمع إلى بعض الأمريكيين وهم يرددون أن المسلمين قدموا لأمريكا واستوطنوا فيها، مستفيدين من حقوق المواطنة، ثم أضروا بالبلاد. وتروي أن زميلة ابنتها في المدرسة أُضطرت لخلع الحجاب، لأن زميلاتها في المدرسة كن يربطن مابين الحجاب والإرهاب.