أكدت مصادر من مدينة غدامس الليبية أن مستشارين عسكريين من جنسية فرنسية وقاضي المحكمة المدنية ووكيل النيابة بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين اختطفوا ليلة أمس الأول من قبل مجموعة من توارق المدينة في سياق الرد على الحملة التي استهدفت تطهير هؤلاء، أوقفت مصالح الأمن المختصة على مستوى إقليم ولاية ورڤلة بالجنوب الشرقي الجزائري، مجموعة أشخاص على صلة بأجانب عملوا على تهريب أسلحة ثقيلة وقطع غيار صواريخ سام الحرارية انطلاقا من الأراضي الليبية ، في غضون ذلك ذكرت وكالة فرانس برس أن عائلات مقيمة في بني وليد واصلت امس مغادرة المدينة هرباً من المعارك بين قوات موالية للعقيد الليبي معمّر القذافي والثوار الذين استقدموا أسلحة جديدة في محاولة للتغلب على المقاومة العنيفة التي يواجهونها خلال محاولتهم دخول المدينة ، فيما دفع الثوار في ليبيا بتعزيزات عسكرية نحو مدينة بني وليد تمهيدا لشن هجوم عليها، بينما تعرض فصيل تابع للثوار لعملية التفاف نفذتها مجموعة من الكتائب التابعة للعقيد معمر القذافي في منطقة رأس لانوف النفطية، مما أدى لمقتل 15 من الثوار. ويقول الثوار الليبيون إن ساعات قليلة تفصلهم عن شن الهجوم الحاسم على بني وليد التي يتحصن فيها موالون للقذافي، ويترقب الثوار ذلك الحسم على مشارف المدينة الواقعة على بعد «150 كلم جنوب شرق طرابلس».وقد خرج بعض الأهالي من المدينة واصفين الوضع فيها بالمزري بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات. ومن جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين الثوار والكتائب في شوارع مدينة سرت مسقط رأس القذافي بغرب ليبيا، وفق ما نقله مراسل الجزيرة في ليبيا عن مصادر موثوق بها. وأكدت المصادر مشاهدة المعتصم ابن القذافي في المدينة. وفي وقت سابق كان الثوار دفعوا فلول الكتائب إلى ما وراء بلدة هراوة «70 كلم شرق سرت»، بينما بات رفاقهم القادمون من مصراتة ومدن أخرى في الغرب على مسافة خمسين كيلومترا تقريبا من جهة الغرب. بدوره وعد القذافي مقاومي بني وليد بحسناوات جميلات في حال ما قاموا بالتصدي لقوات الثوار الليبيين الذي من المنتظر أن يشنوا هجمات جديدة قد تكون حاسمة على المعاقل المتبقية لكتائب معمر القذافي في مدينة بني وليد، والتقدم نحو سرت بغرب البلاد مسقط رأسه. وبثّت أمس إذاعة بني وليد الموالية للزعيم الليبي المخلوع العقيد معمر القذافي، رسالة يدعو إلى مقاومة قوات السلطات الليبية الجديدة، حيث أكد لهم أنه سيكافئهم بحسناوات جميلات. وقالت الرسالة: «اخرجوا إلى الشوارع لحماية ورڤلة إنهم قادمون لقتلنا، يريدون نشر الفساد والدمار في كل مكان، اخرجوا اليوم، اليوم، اليوم، الآن وقد تسلَّحتم لا عذر لكم، إنه وقت الجهاد». وأخيراً، حسمت الصين أمرها وأنهت ترددها واعترفت رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كسلطة حاكمة وممثل للشعب الليبي. وجاء في البيان المقتضب الذي نشرته وزارة الخارجية الصينية على موقعها الإلكتروني إن الصين تحترم خيار الشعب الليبي، وتولي أهمية كبرى لوضع ودور المجلس الوطني الانتقالي وتحافظ على اتصالات وثيقة معه. وأضاف البيان إن الصين ستعمل مع المجلس على تنمية العلاقات الثنائية. وفي سياق متصل صرح الساعدي القذافي، نجل العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، بأنه في النيجر في مهمة إنسانية لتفقد أوضاع الليبيين الذين فروا من القتال إلى هناك، تزامنًا مع فرار جماعي من بلدة بني وليد، التي يحاصرها الثوار. وفي تصريحات لشبكة «سي.ان.ان» الإخبارية الأمريكية نشرتها امس، أكد الساعدي أنه موجود في النيجر، قائلا إنه يرغب في التفاوض مع المجلس الانتقالي، وذلك بعدما أكدت مصادر من النيجر وصوله برفقة ثمانية من المسئولين إلى البلاد. من ناحية أخرى ، نقلت «سي.ان.ان» عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند القول إن المسئولين في النيجر على وشك أو ربما قاموا بالفعل بجلب الساعدي إلى العاصمة نيامي لاحتجازه. وأضافت نولاند: حكومة النيجر، وكما فعلت مسبقًا بأعضاء النظام الليبي، أوضحت جليا استعدادها للتعاون مع المجلس الانتقالي الليبي بشأن هؤلاء الأشخاص.