تقول الطُّرفة المتكررة إن أولاد «قاردن سيتي» كانوا يلعبون الكرة في الميدان المقابل لمنزل أحد الأثرياء وكل ناس قاردن سيتي أغنياء أو هكذا يظهرون.. ويقال إن الصبية الذين كانوا يلعبون قد اشتكوا لأن أحدهم «عفص» أو «ضرب» أحد الحناكيش. ووالدة هذا الطفل سألت ابنها عن الولد الذي «عفصه» ... فقال إنه لا يدري لأن الأولاد كانوا كثيرين من ناحية ولأن «الجوطة» لم تتركه يتعرف على «العافص».... والأم طلبت من ولدها أن يذكر لها أسماء الذين كانوا يلعبون معه.. فقال إنهم عصام وهيثم وأكسم وحمادة ودودي ومودي ومعاوية وطلال وهشام وحسام وقسم الله... وعندما وصل إلى قسم الله قالت له «بس أقيف عندك.. قسم الله ده ياهو العفصك».. والأمريكان عندما قامت عليهم قيامة الدول العربية والإسلامية في مشكلة الفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.. وهجمت عليهم شعوب العرب والمسلمين.. وهجم عليهم ناس ليبيا وقتلوا سفيرهم وأعضاء سفارتهم وهجم عليهم أهل الشام واليمن وأهل السند والهند وباكستان ومصر... لم يجدوا من بين هؤلاء عدواً لدوداً غير السودان.... والسودان كما هو معروف «قسم الله» بتاع أمريكا.. فالسودان عند أمريكا هو الذي «خرم التعريفة» وهو الذي أدى إلى مشكلة الاحتباس الحراري وهو الذي أحدث ثقب الأوزون والتسونامي وعمل «السبعة وذمتها». ولذلك فإن الرئيس أوباما ومعه هيليري كلينتون أول ما فعلوه أنهم قرروا إرسال قوات من جيش المارينز لحراسة سفارتهم في الخرطوم.. هذا على الرغم من أن سفارتهم هي الوحيدة بالدول العربية التي لم يتمكن... نكرر لم يتمكن المتظاهرون من الوصول إلى داخلها ولم يصب أي أمريكي بأذى.. ومن أصيب بأذى كانوا المتظاهرين السودانيين والذين مات منهم ثلاثة... وتكاد السفارة الأمريكيةبالخرطوم تكون هي الوحيدة في العالم التي لديها أكبر مساحة تتمدد فيها سفارة أجنبية وهي الوحيدة التي تمتاز بموقع لا يصل إليه حتى «الضبان الأزرق»... والمثل السوداني يقول «اليكرهك في الظلمة يحدر ليك» ولأن أمريكا تكهرنا جداً لأننا ناس «قسم الله» بتاع أمريكا ودائما تحدر لينا في الظلمة فقد قررت أن ترسل إلينا جيشاً يدعي أن سفارته في خطر وأنه يريد أن يحرسها... ولا بد أن فيها شيئاً مخبأً يحتاج للحراسة. وعلى الرغم من قلة معرفتي وقلة حيلتي في مجال النواحي الأمنية إلاَّ أنني أعتقد أن السفارة الأمريكية والسفير الأمريكي والقائم بالأعمال وكل الأمريكان بالسودان لا يجدون موقعاً آمناً غير بلادنا.. وهي البلاد الوحيدة وسط العالم الإسلامي والعربي التي يستطيع فيها السفير الأمريكي أن يجلس وسط المتفرجين في إستاد الكورة ويخلف «رجل على رجل» ويلبس فنيلة الفريق القومي ويقوم ويقعد ويشجع ويكورك ويصفق دون أن يخاف على نفسه... وبلادنا هي الوحيدة التي يمارس فيها الأمريكيون عادة الجري والرياضة في شوارعها صباحاً ومساءً دون أن يمسهم سوء. ويزرون الناس في ديارهم شارع شارع وزنقة زنقة وبيت بيت. ولعلنا لا ننسى أنه قبل يومين فإن الأمريكان استدعوا عرمان وعقار والحلو من أديس أبابا لكي يعطوهم التعليمات وخارطة الطريق ليمارسوا أبشع ما يمكن ممارسته ضد أهلهم وليتمرغوا في أوحال الخيانة والعمالة. تحت مسمى قطاع الشمال.. وفي حقيقة الأمر فنحن لا نحارب قطاع الشمال المدعوم من سلفا كير وباقان ودولة الدينكا وحدها، ولكننا في حقيقة الأمر نقاوم الحركة الشعبية قطاع أمريكا.. ولعلنا هنا ننادي بأن يكون التفاوض مع ممثلي أمريكا وليس مع عرمان وعقار والحلو.. فعدونا الأساسي هو أمريكا وعملاؤها.. ونكون بهذا قد اقتصدنا في الزمن والتكلفة وقصرنا الظل وبدلاً من التفاوض مع الخونة والعملاء والمرتزقة يكون من الأوفق لو تفاوضنا مباشرة مع وزير الخارجية الأمريكي ومع المبعوث الأمريكي ومع سوزان رايس وكونداليسا رايس وكولن باول فهؤلاء هم من يمثلون حقاً الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الأمريكان.. وكان الله يحب المحسنين. كسرة: ياجماعة لا بد من طرد الخلايا النائمة من الأجانب كلهم والجنوبيين على وجه الخصوص حتى لا نفاجأ ذات يوم بأن الانفجارات والتدمير تعمُّ القرى والحضر والألغام تتفجّر تحت أرجلنا ومن بين أيدينا ومن خلفنا ومن وراء ظهورنا. كسرة ثانية: من يدرينا بأن السفارة الأمريكية بكل ضخامة مبانيها ومساحتها والمارينز الذين يحرسونها ما هي إلا عبارة عن مخازن لتخزين الأسلحة وأنها أضخم خلية نائمة تحت مسمى الحركة الشعبية قطاع أمريكا.