هواة جمع العملات أسوة بالطوابع البريديه تجدهم يعاملونها بحفاوة بالفة واهتمام يصل إلى الاهتمام بالأحجار الكريمة وعندما جلست «تقاسيم» إلى العم صلاح شمعون وُضعت أمامها صينية تحوي كل أنواع العملات المعدنية والورقية وفي جعبتها كثير من الحكايات شاركنا بها.. في الصينية التي وضعت أمامنا توجد جميع العملات التي استخدمها إنسان السودان إن صح التعبير ابتداءً من قبيل الاستقلال وبالأخص عملة محمد علي باشا إلى يومنا هذا مرورًا بجميع فترات الحكومات المختلفة ومراحل تغيير العملة. وعن هوايته يقول شمعون: كنت أحب جمع العملات وكنت أعمل تاجراً في سوق أمدرمان وعندما غُيِّرت العملة في العام 1984 تخوّف الناس من ضياع أموالهم وكانوا يتهافتون على السلع بهدف استثمارها قبل انتهاء الموعد المحدد وكنت غير راغب في الوقوف ضمن الصفوف الطويلة من أجل تغييرها. في الحقيقة لم أتألم لضياع تلك الأموال لأني كنت أمارس هوايتي وهي جمع العملات القديمة وكانت القروش لها قيمتها، وكان من النادر أن يحتفظ شخص بعملة قديمة وكنت مرتاحاً نفسياً ولم أشعر بأني ضيعت أموالي والعملات قديماً يمكن تقسيمها كالآتي: التعريفة تساوي «5» ملالين، والملين يساوي «5» هللة والهللة تساوي «4» فرطاقات والجنيه يساوي «100» دينار مؤخرًا وأتذكر أن الهللة التي ينتشر تلفظها بين الناس للدلالة على الفلس قد وجدتها في صندوق كان ملكاً لأمي. وهناك عملات ورقية احتفظت بها في مكان خاص ولكنها تأثرت بعامل الزمن والأمطار حتى ذبلت وأذكر منها الجنيه الورقي والتعريفة الورقية. ختاماً يقول شمعون: إني جمعت العملة من دافع حب الوطن فقط وذكرى خالدة للأجيال الماضية وإن كان باستطاعتي أن أهدي نقدًا فأهدية لصحيفة الإنتباهة وأخص بالإهداء صفحة «تقاسيم» فإن حرصي على متابعتها يضاهي حرصي على جمع العملات القديمة.