ما زالت أمام الفرنسيين وغيرهم من الذين يحتفظون بأوراق نقدية من عملة الفرنك الفرنسي، فرصة خمسة أيام لاستبدال اليورو بها، إلا من كان من هواة جمع العملات المنقرضة. وتسقط العملة الفرنسية السابقة من التداول نهار الجمعة المقبل. وتشاء المفارقات أن تأتي آخر أيام الفرنك في الوقت الذي تمر فيه العملة الجديدة (اليورو) بأزمة تطرح تساؤلات حول ثباتها في المستقبل. ويمكن لمدخري الفرنكات تبديلها في 70 مركزا تابعا للمصرف المركزي الفرنسي في عموم البلاد. وحسب معلومات وزارة الاقتصاد فإن هناك 50 مليون ورقة نقدية من نوع الفرنك ما زالت ترقد في أدراج الفرنسيين وتحت وسائدهم. وهي تشكل في مجموعها ما يساوي 4 مليارات فرنك، أي ثروة تعادل 600 مليون يورو مبعثرة أو مهملة في البيوت وستفقد قيمتها خلال أيام، لكن المسؤولين في المصرف المركزي لا يتوقعون جمع أكثر من 100 مليون يورو في أحسن الأحوال. وبدأ الفرنسيون التنقيب في محافظهم القديمة وحصالات أبنائهم عن بقايا الفرنك الذي توارى عن التداول لصالح العملة الأوروبية الموحدة قبل عشر سنوات، لكن الإقبال على مراكز تبديل العملة لم يشهد ازدحاما يذكر. ويقول أوليفييه فورنييه، رئيس جمعية أصدقاء اليورو، إن من عادة الفرنسيين انتظار اللحظات الأخيرة من المهلة الممنوحة لهم للتخلص من آخر ما بحوزتهم من فرنكات. ويضيف أن أغلبهم احتفظ بورقة واحدة من كل فئة على سبيل الذكرى أو كهدية لأحفاد مقبلين. وبخلاف اليورو، تتميز أوراق الفرنك بجمال صورها وتصاميمها وسهولة التمييز بين ألوانها وأحجامها وفئاتها. وتتراوح مقاصد الذين ما زالوا يحتفظون برزم من الفرنكات بين من راهن على هشاشة العملة الموحدة واحتمال التراجع عنها، وبين من عثر على كميات من الفرنكات مخبأة في فردة جورب لجدة راحلة. ومن المؤكد أن نسبة كبيرة من الأوراق النقدية القديمة توزعت في أرجاء العالم لدى سياح احتفظوا بالعملة الفرنسية وعادوا بها إلى بلادهم ولم يعرفوا كيف يحولونها إلى يوروات أو لم تتح لهم تلك الفرصة. وتتوجه جملة جمع الفرنكات إلى استرجاع الأوراق النقدية وليس القطع المعدنية التي انتهت آخر مهلة لتبديلها في عام 2005. ويلتزم المصرف المركزي بتغيير كل الأوراق حتى الممزقة منها أو التالفة، شرط أن يكون نصف الورقة موجودا.
