أخيراً توصلت حكومتا السودان ودولة جنوب السودان لحل إحدى القضايا العالقة التي لم تنل من النقاش ما نالته قضايا البترول والحدود والملف الأمني ف( الجمرة بتحرق الواطيها). ومشكلة التجار الشماليين الذين عملوا في الجنوب معظم سني حياتهم، لا يحس بها إلا التجار أنفسهم الذين ملأوا الصحف ضجيجاً، مطالبين الحكومة بالالتفات لقضيتهم المتمثلة في ممتلكاتهم التي سلبتها حكومة الجنوب، وكان مدخلها الإيجار ولكنها تنكرت، ولم تهتم حكومتنا الموقرة بوضع حل للمشكلة المتجذرة عند توقيع اتفاق نيفاشا. حكومة السودان لم يخطر على بالها كذلك بعد إعلان الإنفصال طرح القضية على حكومة الجنوب، رغم أن أولئك النفر فقدوا حصاد شبابهم الذي أفنوه هناك. الحل الذي توصلت له الحكومتان حسب ما أفادنا من أديس أبابا (صديق كوراك) أحد كبار التجار الشماليين الذي تركوا ممتلكاتهم وراءهم في أيدي قيادات الحركة الشعبية، يتمثل في اتفاق إطاري يلزم الحكومتين بدفع حقوق التجار والأفراد مناصفة بينهما وهذا حل معقول، وقد يقول قائل لماذا تتحمل حكومتنا ظلم حكومة دولة الجنوب، والإجابة هي أن الأولى تناست أو تجاهلت معالجة القضية قبل أن تجرجر الثانية أقدامها عائدة إلى أحراشها وأوكارها. ورغم أننا ( كسرنا وراها قلة ) إلا أنها مازالت (تتلصق فينا) مرة بالحدود وتارة بالحريات الأربع وأخرى بما يسمى بقطاع الشمال( صبراً جميلاً والله المستعان). نرجو أن تبدي الحكومتان إهتماماً بتنفيذ ما ورد في الاتفاق، ولا تنشغلان عنه بقضاياهما العالقة، لأن هذا الملف لا يقل أهمية عن تلك القضايا. فأصحاب القضية أرباب أسر يصعب عليهم البدء من جديد لإعالتها في ظل الضغوط المعيشية التي تعانيها البلاد. كمال عامر .. (دايماً) عامر كثيرون عابوا على الصحف اهتمامها وتكرارها لقضية الأخطاء الطبية، في حين تتجاهل بعض إشراقات الأطباء، وهذا طبيعي لأن الصحف دورها رقابي وإرشادي لمكامن الخلل ليتسنى للمسؤولين معالجته (المقصود طبعاً المسؤولين العندهم همة)، حسناً سأنزل عند رغبة أولئك النفر الكريم وسأكتب عن طبيب إنسان ليس همه ( حق الكشف) بقدر حرصه على نشر (العافية) في أبدان الناس، إنه المدير السابق لمستشفى الأذن والأنف والحنجرة الدكتور كمال عامر، الذي يستقبل المرضى في عيادته بما توفر لديهم من نقود وبعضهم مجاناً. وإن كان كرم الدكتور كمال عامر حصرياً على الصحافيين، لقلنا (عاوز يكسب الصحافيين) أو رداً لوقوفهم معه إبان معركته مع وزير الصحة البروفيسور مأمون حميدة، ولكنه كرم حاتمي يشمل الكشف على كل من طرق عيادته (لو عندو قروش أو ما عندو) ولتنبئكم عنه صفحة (عافيتك) التي تعدها الدكتورة، أقصد الزميلة رباب حسن. التحية للدكتور كمال عامر وإن شاء الله (دايماً عامر).