شعار السودان الذي هو عبارة عن صقر الجديان الذي هو من الطيور النادرة جدًا ولا توجد إلا في إفريقيا وتحديدًا في السودان يتحدَّث عنه المسافرون بأنه من أقوى الطيور الجارحة ومن أسرعها.. يطير بسرعة فائقة ويطارد الغزلان فيلحق بها، وبنقرات من منقاره الحاد على رأسها تقع الغزلان فريسة له، ولهذا سمي صقر الجديان.. ولكن هذا زعمٌ ضخَّمه الخيال الشعبي من فرط إعجاب الناس به.. ولكنه في الحقيقة كما أكَّد البروفيسور محمد عبد الله الريح يأكل الثعابين والجرذان التي لها دور كبير في انقراضه الآن بعد التغيرات البيئية التي أدت إلى انقراض الزواحف التي تغذى عليها هو معتمدًا على طوله الذي لا يخول للثعابين السامة أن تلدغه. وصقر الجديان له تدرج لوني أسود ورمادي يزحف نحو ذنبه فيغطي ريشتين طويلتين في منتصف الذنب، ويتحوَّل أيضاً إلى لون أسود في المؤخرة، صدره تغطيه طبقة من الريش المائل للبياض، عيناه حادتان لهما رموش سوداء طويلة كغير عادة الطيور تقع في منطقة خالية من الريش لها لون برتقالي فاقع، أرجله طويلة محمرة ذات مخالب سوداء والريش الأسود يغطيها حتى الركبة، منقاره أصفر يميل للخضرة أو أخضر يميل للصفار، وأهم ما يميِّزه تلك الريشات التي أكسبته الاسم الإنجليزي (الطائر السكرتير). ويوجد بكثرة في مديرية كردفان ودارفور والنيل الأزرق كما أن العالم (فون فيلفن) قد سجَّل في مدوناته أنه قد عثر على بعض هذه الطيور وهي تبني عشها في مكانٍ آمن في مدينة الخرطوم. وصقر الجديان خليط بين الصقر والسمبرية مما لا يجعل له رديف فأقدامه مثل أقدام السمبرية والرهو، وفي نفس الوقت له رأس صقر مكتمل مما يجعل له عملية صيد مميَّزة يضرب بالأقدام وينقر بمنقار الصقر الذي يملكه.. وهذا لا ينفي حقيقة أن صقر الجديان ليس من الجوارح ولا النسور ولا يمكنه أن يحلق إلى أعلى ويراقب فريسته أسوة بالنسور. ولكنه نادر ومميَّز وأحد معالم السودان المميَّزة، وقد صمَّم الشعار البروفيسور الراحل مجذوب أحمد رباح في شكل صقر يمسك سهامًا في أقدامه كناية عن كونه جارحًا ولكن الآن الشعار أسفله مقطوع مكان الأسهم نسبة لأن المعلومة اتضحت. وفي السودان صقر الجديان محمي بنص قانون وقاية الحيوانات البرية المعدل سنة (1969م) ويقع في الجدول الثاني الذي تحكمه الفقرة التالية: (لا يجوز لأحد أن يصيد أو يقتل أو يمسك أي حيوان من الحيوانات أو يجمع بيض أي نوع من الطيور المدرجة في الجدول الأول من هذا القانون إلا بإذن كتابي خاص من وزير الموارد الطبيعية والتنمية الريفية.. لا يعطى هذا التصريح إلا للأغراض العلمية المهمة أو الإدارية اللازمة). هكذا كان القانون. قال الدكتور محمد عبد الله الريح إنني أهنئ الدولة باختيارها الموفق لهذا الشعار!..