لا ينتهي الحديث عن خطورة المخدرات على صعيدي المروِّج والمتعاطي بجانب أنه لا مجال لتوقف حملات التوعية بين الشباب أو توقف حملات رجال الشرطة في ضبط الحدود لمنع أو الحدّ من دخول وتهريب المخدرات بمختلف أنواعها. وبكل المحاذير من الجهات المختصة نجد أن هناك انتشارًا لعمليات التهريب رغم جهود إدارة مكافحة المخدرات ومحاولاتها الجادة للحد من الظاهرة، ومع ذلك نرى ظاهرة التهريب خارج وداخل السودان تشكل مصدر قلق للمراقبين وأولياء الأمور على أبنائهم خاصة الفئة العمرية التي تؤثر على بعضها البعض وداخل الجامعات بين الشباب الذي أصبح مستهدفاً من قبل المروجين لهدم عقولهم وتدمير مستقبلهم. ولهذا نجد المروجين يستغلون الضعاف وأصحاب الأفكار الساذجة لينخرطوا في دائرة الفساد والإدمان، وهذا ما نلحظه في كثير من القضايا أمام المحكمة لحين الفصل فيها وأخرى صدر قرارها بالسجن لمدة لا تقل عن عشرين عامًا. نماذج متورطين في تهريب المخدرات: يتسبب تهريب المخدرات في تورط العديد من الأطراف بطرق مباشرة أو غير مباشره أو دون علم ويقوم الطرف الآخر بحمل كميات من المخدرات مغلفة لا توحي ما بداخل التغليف ينقلها من بلد إلى بلد أو من ولاية إلى ولاية دون أي إدراك كما سبق أن حدث في الشهور الماضية لشابين من السودان يقيمان بالمملكة العربية السعودية ضُبطا بمطار جدة وهما يحاولان تهريب كميات من الحبوب المخدرة بإخفائها داخل «أعواد الطلح» وقد أدانت المحكمة بمدينة مكة المتهمين بالإعدام حداً بالسيف، وطلبت الحكومة السودانية من السعودية وقف قرار تنفيذ حكم الإعدام بعد مستجدات في القضية وبعد أن توصل رجال مكافحة المخدرات إلى أن المحكومين كانا ضحايا لعصابة لتهريب المخدرات بين السودان والسعودية وأن أحد عناصر تلك العصابة سلم المحكومين كرتونة بداخلها «كمية من الطلح» وتوصل فريق مكافحة المخدرات بالخرطوم إلى أحد أفراد العصابة الذي سلم المتهمين «الكرتونة» واتضح أنه مبعد من المملكة العربية السعودية في قضايا سابقة تتعلق بتجارة المخدرات. بالإضافة إلى أن المباحث السودانية تمكنت بعد عملية معقدة ختمتها بمداهمة على مكان يختبئ فيه بمنطقة وسط الخرطوم وأمر المدعي العام لحكومة السودان باتخاذ إجراءات تحقيق مع المتهمين بالخرطوم وإيقاف تنفيذ حكم الإعدام على المحاكمين بالسعودية خاصة أن الحكومة السعودية أرسلت صورة من ملف التحقيق وفيه اتصال قد تم بين المدانين مع شخص سلمهم رقم هاتف عنصر العصابة بالخرطوم. تزايد البلاغات تناولت بعض الصحف خلال الأيام الماضية إحصاءات كبيرة لعدد البلاغات وكميات المضبوط من الخدرات وانتشار الظاهرة وسط الطلاب إلا أن تقريرًا رسميًا صادرًا عن المكتب الصحفي أمس الأول أكدت فيه أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تواصل جهودها لمكافحة المخدرات والسيطرة على الاتجار فيها وترويجها وتعاطيها وأشارت إلى المقارنة لجرائم المخدرات على مستوى السودان ما بين 2010 و2011 أن هنالك زيادة في حجم البلاغات بمعدل يصل إلى نسبة «2%» فقط وليس نسبة «344%» كما ورد في بعض الصحف. أما الكميات المضبوطة من البنقو فقد ارتفعت من «12» طنًا خلال العام «2010م» إلى «34» طن خلال العام «2011م» وهذا يرجع إلى جهود المكافحة التي قامت بها الإدارة، والوحدات الشرطية والأمنية الأخرى وبفضل المعينات التى وفرتها وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة. أما عدد بلاغات المخدرات خلال العام 2011م بلغ 490 7 بلاغات منها «367» بلاغًا في مواجهة الطلاب أي بنسبة 5% فقط من جملة البلاغات بالقطر والحديث عن نسبة 60% في هذا الجانب كما ورد أيضاً في بعض الصحف ليس له أساس من الصحة وذلك من واقع التقرير الجنائي السنوي للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بحسب المكتب الصحفي. التقارير السنوية التي نشرتها الأممالمتحدة عبر الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات وهى الجهة الوحيدة المختصة التى تحدد حجم الإنتاج والاتجار فى الأنواع المختلفة للمخدرات أشارت لانتشار زراعة «البنقو» فى معظم أنحاء العالم وبالأخص القارة الإفريقية وأوردت بعض الدول بالأسماء كأكبر دول منتجة للبنقو ولم يرد اسم السودان ضمنها. حملات لضبط محاولات تهريب المخدرات: خلال الأيام الماضية تمكنت شرطة مكافحة المخدرات بولاية شمال كردفان من ضبط 19 ألف و670 رأسًا من الحشيش على متن خمسة جمال بمنطقة عيال بعد أن توفرت معلومات لإدارة مكافحة المخدرات تفيد بأن هناك حشيشًا قادمًا من مناطق الإنتاج بدارفور في طريقها إلى مناطق الاستهلاك بالخرطوم، وتم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة هذه المعلومات وعلى إثر هذا تم تشكيل تيم ظل مراقبًا في مناطق العبور ليتمكن من إلقاء القبض على المتهمين ويبلغ عددهم ثلاثة متهمين، وأضاف مصدر شرطي إن هناك عربة كانت في انتظار وصول المتهمين وترحيلهم وتم القبض عليهم مناطق الاستهلاك بالخرطوم. بالإضافة إلى أن مكافحة المخدرات تمكنت من القبض على 300 رأس من الحشيش بالميناء البري بالأبيض كانت قادمة من الدلنج في طريقها إلى كوستي وذلك بناء على معلومات تحصلت عليها الإدارة. كما ألقت شرطة محلية أمبدة القبض على متهم مروج للمخدرات اشتبهت به وبعد تحصلها على معلومات عن أماكن وجود المتهم شرعت في مراقبته متابعته إلى أن توصلت له وداهمت الشرطة مقر إقامته وتم ضبط «64» قطعة حشيش بحوزته معدة للبيع ودُوِّن في مواجهته بلاغ بقسم سوق ليبيا تحت المادة 15/أ مؤثرات.