«السودان» اسم أطلقه العرب على ذلك الجزء من القارة الإفريقية، ويقع جنوب الصحراء الكبرى، ويمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى البحر الأحمر والمحيط الهندى شرقاً، بينما تُعرف بهذا الاسم الآن الرقعة التي تقع جنوب مصر في الجزء الأوسط من حوض النيل، أى سودان وادى النيل على وجه التحديد.. لا شك أن الاكتشافات الأثرية القديمة هي أساس المعرفة بتاريخ السودان القديم في العصور الحجرية، وكذلك ما أظهرته الحفريات الأثرية فيما يتعلق بتاريخ السودان من حوالى عام 3100 ق. م إلى 2000 ق. م أى بداية العصر التاريخي في هذه البلاد.. كما أن من أهم مصادر تاريخ السودان ما تركه قدماء المصريين في مصر عن السودان.. لم يبتدئ فحص السودان أثرياً إلا في الربع الأول من القرن التاسع عشر عندما زار كثير من الرحالة الأوُربيين السودان واهتموا بآثاره وبدأوا يكتبون عنها بشيء من التفصيل، وأول من قام بزيارة السودان من الأُروبيين الطبيب «جاراس بونيست» في عام 1698 م، وقد ذكر عادات سكان دنقلا وطعامهم. لكن لم يبتدئ البحث الأثري بالمعنى الصحيح في السودان إلا بعد زيارة «جورج وادنغتون وبيرنارد هانبري» إلى الأقاليم السودانية، فقد وصلا إلى السودان في عام 1820 م وقاما بزيارة المواقع الأثرية المشهورة، كما قاما بعمل خُرط ورسوم لأهرام البركل ونوري، وكذلك المعابد التي زاراها في شمال السودان. وكان نشر أعمالهما على العالم بداية دراسة الآثار في السودان.. وينتهي القرن التاسع عشر فيما يتعلق بتاريخ البحث الأثري في السودان بإرسال «بدج» من قبل أُمناء المتحف البريطاني في عام 1905 م، ليقوم بجمع بعض القطع الأثرية لتكون نواة لمتحف في الخرطوم حسب رغبة «ونجت باشا» حاكم عام السودان آنذاك. ومن هنا تظهر أهمية نشوء فكرة المتاحف في الحفاظ على الأشياء المميزة منذ القدم اذ تعني دارًا لحفظ الآثار القديمة، والتُّحف النادرة وروائع المنحوتات واللوحات الفنية وكل ما يتصل بالتُّراث الحضاري، وعرض كل ذلك على الجمهور. وقد يضم المتحف أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية ومعلومات عن التاريخ والتقنية، وكذلك تقدم المتاحف معلومات للباحثين والطلاب وغيرهم.. لا بد من التطرق الى ما يمكن أن تحققه المتاحف للناس في المجال الاجتماعي والتواصلي للتعرف على الذات والآخر، مما يؤكد ان المتاحف انواع منها العلمية: وتقدم معروضات عن العلوم الطبيعية والتقنية. وتسمى بعض متاحف العلوم الطبيعية متاحف التاريخ الطبيعي، والفنية: التي تعرض اللوحات والأعمال الفنية والمنحوتات وغيرها من عدة عصور، وتحتفظ بها. ومن هذه المتاحف متحف اللوفر بباريس ومتحف المتروبوليتان للفن بنيويورك. والمتاحف التاريخية وتلك ما أعني وهي التي تصور حياة الماضي وأحداثه، وتشمل مجموعة مقتنيات هذه المتاحف وثائق وأدوات ومواد أخرى، وتشمل أيضاً متاحف الآثار القديمة التي تعرض أشياء مستخرجة من باطن الأرض كمتحف السودان القومي والقصر الجمهوري الذي يضم جميع المشاهد التاريخية التي كان مسرحها القصر الجمهوري خلال الحقب التاريخية المتعاقبة من تاريخ السودان والحديث منه ويضم كذلك عدة مقتنيات أثرية وتراثية مختلفة. في الوقت الذي تتأكد فيه الرغبة في انتقاء الطرق الأصلح من الجهات المعنية لجمع وعرض التراث الحديث لإظهار التاريخ بأفضل أوجهه، وأهمية المتحف في التنمية المستدامة والوعي الثقافي وتطوير فكرة زيارة المتاحف والتركيز على العامل الاجتماعي المساهم في التفاهم والتواصل بين الحضارات مما يؤكد ان المتاحف كمصدر للثقافة في خدمة الإنسان والتربية اليوم وغدًا وفضاءً للتفكير ببعضنا البعض. بين هذا وذاك ومع الوضع في الاعتبار الفترة الحالية التي يمر بها وطننا الحبيب بعد عام من إعلان دولة الجنوب مع وقف التنفيذ بوجود بعض الملفات العالقة؟